عبده زكى

لماذا ستنتصر غزة ؟ "3"

الأحد، 17 ديسمبر 2023 02:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
في المقالين السابقين، تحدثت عن سببين لانتصار المقاومة الفلسطينية، الأول: ضياع هيبة الاحتلال في 7 أكتوبر الماضى، وخلال حربه على غزة التي يتكبد فيها خسائر بشرية وعسكرية لم يعتدها، والثانى يكمن في مساندة مصر للقضية وحق الشعب الفلسطيني في البقاء حرا على أرضه، وموقف الإدارة المصرية غير القابل للتفاوض أو المساومة برفض تهجير شعب غزة، مع حرصها على دعم المقاومة والشعب بكل شىء، نعم بكل شىء.
 
وفى الحلقة الثالثة من مسلسل حلقات" لماذا ستنتصر غزة" أسلط الضور على السبب الثالث لحتمية انتصار غزة على الكيان المغتصب، وهذا السبب يتمثل في العقيدة القتالية ليس فقط للمسلحين ولكن للشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وحتى لدى عرب 1948.
 
والحرب العقدية هي الأخطر على الإطلاق، ودعونا نؤكد بداية أن كلا من جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية يستندان في الحرب على عقيدة، فجنود الاحتلال يستهدفون إقامة ما أسموه أرض الميعاد، وهى فيما يعتقدون دينيا تتمدد من نهر مصر" نهر النيل" إلى النهر الكبير "نهر الفرات في العراق" وهذا المعتقد في ذهن صانعى القرار فى العالم العربى، ويدركه كثيرا من الشعوب العربية، ويدركه كل الشعب الفلسطيني.
 
ووهم أرض الميعاد لن تتخلى عنه إسرائيل، ولن يقبله العرب لا حكاما ولا محكومين، وهو ما يعنى أن تهجير الشعب الفلسطيني لن يرضى الصهاينة وسيواصلون الزحف التوسعى فيما بعد، وهنا تكمن أهمية دعم المقاومة الفلسطينية، حتى تبدد وهم أرض الميعاد، وما يحدث في غزة اليوم إلا رسالة قوية مزلزلة للكيان مفادها: إذا كنت لا تستطيع البقاء أمنا في هذه الرض ومعرض لإزاحتك عنها، فكيف تفكر في التوسع؟.
 
فصائل المقاومة أيضا تخوض حربا عقدية، تنقسم إلى شقين، الشق الأول نابع من عقيدة وطنية مفادها أن لا تخلى عن أرض فلسطين، وفلسطين هنا تقبلها فصائل ومنها فتح في شكل دولة على الأراضى التي احتلتها إسرائيل في 5 يونيو 1967 ولا تقبلها فصائل أخرى، إلا من النيل للفرات ولا مانع من وجود يهود كمواطنين فيها، وأنا أتصور أن منظور" فتح" هو الأقرب للتطبيق.
 
أما الشق الثاني من الحرب العقدية التي تخوضها بعض قوى المقاومة فيرتكز على البعد الديني، الذى يقول إن الوعد الإلهي حتى في التوراة يؤكد عودة اليهود للشتات، وهو الرأي الذى يعتنقه حتى بعض اليهود خارج فلسطين التاريخية.
 
يقول قائل: إذا كان الدافع للحرب عقدى في كلا الجانبين فكيف ترى ترجيح كفة المقاومة في الصراع المحتدم حاليا؟.
 
وأجيب هناك فارق بين الجانبين، فالمقاتل الصهيوني يحارب من أجل الانتصار بطبيعة الحال لكنه يريد الحياة، يريد العودة سالما، وبالتالي هو كالموظف الذى يؤدى مهمة مقابل آجر، ودليل ذلك هو تذمر جنود الاحتياط من عدم حصولهم على رواتب مجزية مقابل مشاركتهم في الحرب.
 
أما المقاتل الفلسطيني فهو يحارب من أجل قضية، هو على يقين بأنه صاحب حق لا يتخلى عن استرداده، وهو يحارب حربا ضروس، لا يخشى شيئا، فإما النصر أو الشهادة، المقاتل الفلسطيني لا يخشى الموت، فهو يعتقد إن الجنة في انتظاره، ومن ثم كيف سيهزم موظف يؤدى مهمة مقابل آجر، ويتمنى الحياة والاستمتاع بما يسرق، وبين شخص لا يخشى الموت، بماذا تخيفه إسرائيل يا ترى؟، ولذلك أرى من السخرية تهديد إسرائيل لمقاتلى غزة بالموت أو السجن، كيف تهدده بما يتمناه أيها الأحمق.
 
أتصور أن على الكيان إذا أراد البقاء والاستقرار أن يقبل بحل الدولتين، وهنا يكون رابحا، محققا لمكسب قد لا يجده مستقبلا، ذلك أن المقاومة إن كسرت شوكة الكيان لن تبقيه في فلسطين على الإطلاق، وأنصح الكيان: لا تراهن على أمريكا والغرب، فقد تعانى هذه الدول من مشكلات تشغلها عنك، وساعتها لن تجد نفسك إلا مشتتا فى العالم أو في قاع البحر، واليقين حاليا هو انتصار غزة في الحرب الحالية، وإن غدا لناظره قريب.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة