مع حجم الألم الذى يعصر القلب جرَّاء المشاهد اليومية القادمة من الأراضى الفلسطينية، يمكننا أن نستبدل مصطلح "سويت نوفمبر" إلى "بلاك نوفمبر" حدادًا على أهلينا الذين قضوا بآلة الحرب الإسرائيلية، وتعزية لأنفسنا وشعوبنا العربية، فلا نوفمبر جاء بالحب المراد ولا الحب في حضرة المآسى يترعرع.
الحب بذرة متى وُضعت فى أرض صالحة تنبت من الأفرع مئةً، وبذور فلسطين وجدت فى قلوبنا من الأراضى أخصبها ومن المعانى أجملها، ومن بين الأشواق تفوح رائحة الشوق إلى بلاد ثالث الحرمين وأولى القبلتين، وبالحب نهديكِ يا فلسطين قلوبنا.
"نوفمبر شهر الوقوع في الحب"، وها نحن يا فلسطين قد ذابت قلوبنا حبًا فيك، فليس مصادفة أن تتزامن التواريخ وتتلاقى في وقت عصيب تُجدِّد فى قلوبنا الأشواق، وتنقل مع الهواء ترانيم الدعاء ويبلغ الحب مداه فى جوف العتمة، وفى عتمتك يا فلسطين تسكن قلوبنا.
رثاء الأحبة أصعب من كلمات الحب، ونحن يا فلسطين نكتب إليكِ بدموعنا هذا "الجواب" سيصلك حتمًا مع أول بريد فى الصباح:
عزيزتى فلسطين
تحية طيبة وبعد؛
قد وصلنى خطابك على الهواء مباشرة، واستلمته بعلم وصول.
أكتب أليكِ اليوم، لأخبركِ أن أهلك فى مصر يشتاقون إليكِ، وشوق المحب إلى الحبيب لا يُعدُّ ولا يُحصى
عزيزتى فلسطين:
كونى قوية صلدة أمام محاولات اغتيال جمالكِ، فالجمال فيكِ آية، وسيظل معكِ إلى النهاية
عزيزتى الغالية:
حتمًا سنلتقى يومًا ما، فالظلم لا يدوم ودوام الحال من المحالِ
سيدتى الفاضلة:
الأشقاء والأصدقاء يبلغونكِ السلام، ويقولون لكِ دام بهاؤك يا بهية، ورايتك دامت عالية
شقيقتى فلسطين:
عندما يصلكِ جوابى سأكون أنا وأصدقائى نتمعن فى صورتكِ، ونصبّر أنفسنا بلقاء حتمى.
ختامًا ليس الأخير:
كونى على يقين أن "سويت نوفمبر" سيبقى لكِ وستكونين تاجه ورمزه الأبدى، فلا تيأسى من روح الله، ولا تبتئسى بما يمكرون.
التوقيع: "بنت مصر"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة