تصور شامل لحل جذور الصراع العربي- الإسرائيلى، أطلقته مصر خلال "قمة القاهرة للسلام 2023" التى استضافتها فى أكتوبر الماضى، كطرف وثيق ضامن لأمن طرفى الصراع واستقرار المنطقة بأكملها، أطلقت عليها "خارطة طريق" وصفت بالحل الأعم والأشمل مقارنة بالتصورات الغربية المنحازة لدولة الإحتلال الإسرائيلى وتسلب حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم.
خارطة الطريق المصرية كانت مفتاح الاستقرار، وتستهدف أولا "المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور، تبدأ بالتدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، ثم التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل، فى مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولًا لأعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنبًا إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولى، مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، فى الأراضى الفلسطينية".
وسارت القاهرة علي تطبيق أولى مراحلها فى التدفق السريع والمستدان للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، عقب نجاح وساطتها فى التوصل لهدنة لمدة 4 أيام بين حماس وإسرائيل بعد 49 يوما من القصف المتواصل والمجازر الإسرائيلية، كما نجحت فى تثبيتها لليوم الرابع على التوالى، ويبدو هناك مؤشرات لتمديدها، ووفقا لقناة القاهرة الإخبارية فإن "حركة حماس تسعى لتمديد الهدنة بعد انتهاء مدة الأيام الأربعة.. كما أن إسرائيل تنتظر رد الفصائل الفلسطينية، بشأن تمديد الهدنة يوما إضافيا مقابل إخلاء سبيل 10 محتجزين".
وخلال الأيام الأربعة الماضية، تخللها الإفراج عن عدد من المعتقلات، والمعتقلين الأطفال من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وإدخال مساعدات إغاثية وكميات من الوقود، وفى اليوم الرابع مرتقب دخول دفعة جديدة من شاحنات المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح، كما دخلت 7 شاحنات وقود إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وسط تدفق العائلات العالقة في مصر للجانب الفلسطيني من خلال المعبر بحسب القاهرة الإخبارية.
وفى ثانى أيامها سيتم الإفراج عن 13 محتجزا إسرائيليا لدى حماس مقابل 39 معتقلا فلسطينيا، بموجب اتفاق الهدنة. وفقا للاتفاق، يتم يومياً إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية لكافة مناطق قطاع غزة، وإدخال 4 شاحنات وقود يوميا وكذلك غاز الطهي لكافة مناطق قطاع غزة.
كما نجحت مصر فى انجاز اتفاق -رغم عرقلة إسرائيل- بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والجانب الفلسطينى، لإعادة فتح المعبر من الجانب الفلسطينى، وإدخال عددا من شاحنات المساعدات إلى غزة، ونقل مصابين من الحالات الحرجة بينهم أطفال ثم السماح للرعايا الأجانب ومزدوجى الجنسية من العبور، ولا تزال حتى اليوم تعبر شاحنات المساعدات وتستقبل الحالات الحرجة وبينهم أطفال.
وتأتى المرحلة التالية من الخارطة التى اعلنت مصر وهى العودة لمسار الحل السياسى، وفق للثوابت المصرية تجاه القضية الفلسطينية، والتى تضمن حق الفلسطينيين المشروع فى اقامة دولة مستقلة، للوصول إلى الهدف النهائى هو إقرار تسوية عادلة للصراع الإسرائيلى - الفلسطينى من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وأعلنت مصر عن رؤيتها التى تستهدف حلًا عادلًا وشاملًا يضمن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، من خلال إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، رؤية أجهضت من خلالها المخططات الغربية تنحاز لإسرائيل وتستهدف استبعاد غزة من سيناريو حل الدولتين وتخطط لاستبعاد فصائل فلسطينية معينة من المشهد وإقصاءها.
وسارت قمة الرياض القمة العربية الإسلامية المشاركة على خارطة الطريق المصرية، حيث رفضت مبدأ التهجير القسري" للفلسطينيين باعتباره يمثل جريمة دولية ومخالفة صريحة للقانون الدولي والإنساني"، ولما له من مخاطر على الأمن القومى المصري ودول الجوار الفلسطينى، وخطورة اتساع رقعة الصراع اقليميا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة