فى تاريخ البشرية، هناك بعض الحكايات الغريبة التي تفوق الخيال، إحدى هذه القصص، المتجذرة فى الحقائق المروعة لفرنسا خلال القرن السادس عشر، تكشف عن حل يائس ومروع للمجاعة إذ تم "طحن العظام البشرية لتحولها إلى دقيق" لصنع الخبز.
طحن العظام البشرية لصناعة الخبز
وجدت مدينة باريس، التي كانت تسيطر عليها الرابطة الكاثوليكية، نفسها تحت حصار الجيش الملكى الفرنسي بقيادة هنري نافار، والذى كان يهدف إلى تجويع المدينة وإرغامها على الاستسلام، وهو تكتيك أدى إلى اتخاذ تدابير يائسة، حسب ما ذكر موقع ancient orgnins.
مع تضاؤل الإمدادات الغذائية، اقترح أحد التجمعات حلاً مرعبًا: طحن العظام من مقبرة الأبرياء وتحويلها إلى دقيق وخبز بسبب الجوع الشديد، وبالفعل تم تنفيذ الخطة، ولكن بنتائج مأساوية، ويقال بعد ذلك أن الذين أكلوا "خبز العظام" هذا لقيوا حتفهم.
لماذا مات الذين أكلوا "خبز العظام"؟ لقد حير هذا السؤال المؤرخين والعلماء على حد سواء، ويتكهن البعض بأن المواد السامة مثل الزرنيخ، أو الصدمات النفسية الناجمة عن استهلاك الرفات البشرية، ساهمت فى الوفيات، ومع ذلك، فإن التفسير الأكثر احتمالاً يكمن في عدم كفاية التغذية والطبيعة غير العضوية للعظام البشرية.
عظام الإنسان غنية بالمعادن مثل الكالسيوم ولكنها تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية والسعرات الحرارية، يمكن أن يؤدي استهلاك العظام كمصدر غذائي أساسي إلى مشاكل خطيرة في الجهاز الهضمي، بما في ذلك انسدادات الأمعاء، والتي أثبتت أنها قاتلة، ومن المثير للاهتمام أنه بحلول أوائل القرن التاسع عشر، في أعقاب الحروب النابليونية، تم جمع عظام الجنود والخيول الذين سقطوا في معركة واترلو، وطحنها، واستخدامها كسماد، وليس كغذاء، تقديرًا لمحتواها المعدني الغنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة