مصر السند وقت الشدة وقلب العروبة النابض حقيقة سجلها التاريخ على مدار عقود من الزمن، فلا أحد يستطيع أن ينكر دور مصر وجهودها في دعم كل قضايا العرب، لذلك ليس بغريب أن تتجه بوصلة العالم الآن في ظل أحداث فلسطين وتطورات حرب غزة إلى مصر إيمانا من الجميع بقدرتها وقياداتها السياسية.
نعم مصر عند حُسن الظن، وكل يوم تثبت أن دورها تاريخى ورئيسى، وأن لديها القدرة الحقيقية، وهذا ليس من فراغ ولا محل صُدفة، إنما لنجاحها فى وقف مخطط التهجير وتصفية القضية التي وصفها الرئيس السيسى بأنها قضية القضايا، لتضع العالم أجمع أمام موقف ثابت وواضح بشأن هذه القضية وأمام مسئولياته الأخلاقية والإنسانية والقانونية.
وكذلك دورها المهم في خلق رأي عام إقليمي وعالمي داعم لهذا الموقف المؤيد للحق الفلسطينى في أراضيهم، وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة، لتبعث برسالة أمل للفلسطينين في تحقيق حلمهم بعد أن عبث الاحتلال عبر عقود من الزمن بهذا الحلم من خلال سعيه الدؤوب لغلق كل منافذ الأمل أمام الفلسطينين، حيث ممارساته المستفزة والانتهاكات المستمرة وشن العمليات العسكرية وارتكاب جرائم حرب ومجازر، وإدمانه للكذب والتضليل والتزييف، وتوظيفه لكل الوسائل والسياسات الاستيطانية للقضاء على الحلم الفلسطيني.
لكن إرادة الله وعزيمة المقاومة أعادت الأمل من جديد للفلسطينين، وذلك من خلال عملية طوفان الأقصى التي – قطعا - فتحت منافذ الأمل من جديد أمام الفلسطينين خاصة عندما وجد الفلسطينيون مصر داعمة بفوة لحماية مكتسبات الأرض، ومصممة على عدم تحقيق المخطط الإسرائيلي بالسيطرة على أراضيهم المحتلة، وهنا تظهر المواقف فعلا وليس كلاما، ليستقبل الجميع إعلان الرئيس السيسى موقف مصر الحاسم بفرح وترحاب.
وتنجح مصر من خلال المسارات الدبلومسية في الحشد الدولي لتوضيح مفهوم القضية الفلسطينية، لتأتى ثمارا متعددة لهذه المساعى، أهمها في – ظنى – قدرة مصر في انتزاع مواقف دولية وإقليمية برفض تصفية القضية الفلسطينية، ثم قدرتها في الضغط لإدخال المساعدات الإنسانية لفك حصار وتجويع الأشقاء في فلسطين.
وأخيرا.. إذا أرادت أن تعرف قيمة ما فعلته مصر، عليك أن تسأل سؤالا، "ماذا لو لم تتخذ مصر موقفا صارما بشأن التهجير القسرى لأشقائنا في غزة في ظل نية إسرائيل المعلنة بتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار وفي ظل دعم أمريكي واضح وصريح؟.. فقولا واحدا لن تجد إجابة عن هذا السرال إلا "مصر السند الأول عبر التاريخ، والداعم الدائم في ظل التحديات، والحاضرة بقوة في كل المشاهد والأزمات".. حفظ الله مصرنا الغالية ونصر أشقائنا في فلسطين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة