(المشهد الأول).. هل تتذكرون أول كلمة للرئيس عبدالفتاح السيسي فى الأمم المتحدة ؟ هل تتذكرون هذا اليوم ( 25 سبتمبر 2014)؟ سأذكر لكم هذه الكلمات والتى _ من المؤكد _ نحتاجها الآن لنتَدَارسها ونتدبَرها ونُمعِن النظر فى معانيها.. قال الرئيس السيسي نصاً (إن شعب مصر بات المصدر الوحيد لما نتخِذه من سياسات داخلية وخارجية، في إطار سعينا لتحقيق الإستقرار والتنمية ، تلك هى "مصر" التي استعادت ثقتها بنفسها ، "مصر" التي تُعلِى قيم القانون والحرية، "مصر" بهويتها العربية وجذورها الأفريقية ، مَهد حضارة المتوسط ، ومنارة الإسلام المُعتدل، "مصر" التي تصبو نحو تسوية الصراعات في منطقتها، "مصر" التي ترنو إلى تحقيق قيم العدل والإنسانية في عالمها.. هو ما يؤكد قُدرة المصريين على العطاء، فهى الميراث الذى خَلَفه أجدادنا، وهي مَعِينُنَا الذى لا ينضبُ بإذن الله).
أردت _ فقط _ تذكير الشعب بهذه الكلمات وبهذه اللحظات حتى أقول إن الرئيس السيسي فى كلمته هذه وضع أسسا راسخة وثابتة لدولة عَفية تحافظ على نفسها وتفتح ذراعيها للمستقبل بكل ثقة وهى حاملة وراء ظهرها تاريخ مُشَرِّف طويل مجيد وكلها ثقة فى شعبها القادر على التَحَمُل والفداء العطاء بلا حدود.
كان الرئيس السيسي يُدرك جيداً بأن الشعب المصرى هو "كلمة السر" فى مجابهة أى تحديات مهما كانت قُوتِها وشِدَتِها وعُنفوانها.
(المشهد الثانى).. تحرُك الشاحنات المصرية التى كانت تقف أمام معبر رفح للدخول إلى قطاع غزة وهى مكتوب عليها كلمة كبيرة لها معنى وهى "مسافة السكة"، دعما ومساندة من مصر للأشقاء فى غزة للتخفيف عنهم فى محنتهم والوقوف معهم فى أزمتهم، فمصر تتبنى القضية الفلسطينية وتعمل على عودة الحق المشروع للشعب الفلسطينى وِفق قرارات الشرعية الدولية بإقامة دولة فلسطينية مُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، أدخلت مصر ما يقارب الـ 9 آلاف طن مواد غذائية ودوائية وكافة احتياجات الأشقاء فى قطاع غزة، وقامت بعلاج عدد كبير من المصابين وفتحت المستشفيات لهم، وتحركت فى كل الجهات الدولية ومع الوسطاء الدوليين والمعنيين بالقضية، حتى يتم وقف الاعتداءات الوحشية، نساعد الأشقاء بلا كلل أو ملل، وباستمرار، ونقف بجانبهم داعمين ومساندين وحاملين لواء قضيتهم مهما طال الزمن، ومهما كثرت الشدائد.
(المشهد الثالث).. بدء الدعاية الانتخابية لمرشحى الرئاسة الأربعة، الحراك السياسي الموجود فى الشارع المصرى دليل إيجابي على أن مصر تسعى بقوة للانتهاء من الاستحقاق الانتخابي الهام الذى لا بد منه، فى وقت عصيب جداً تمر به المنطقة بأسرها، وهذا يجعلنا نحرص على مطالبة الشعب المصرى بالنزول للإدلاء بصوته فى الانتخابات والتى ستبدأ عملية التصويت للمصريين بالخارج فى أيام (1 و2 و3 ديسمبر) القادم وللمصريين فى الداخل فى أيام (10 و11 و 12 ديسمبر ) القادم، وبصراحة أقول: إن هذه الانتخابات بها زخم سياسي فريد جداً بعد وجود ثلاثة مرشحين على منصب الرئيس يتنافسون مع الرئيس السيسي، وهُم الدكتور عبدالسند يمامة مرشح حزب الوفد العريق، وهذا الحزب الليبرالي الذى يحمِل خَلفه تاريخ نضالى طويل، والمهندس حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى والذى يستند على شعبية نظراً لوجود (44) نائبا
لحزبه فى البرلمان، ويهتم بالشق الاقتصادى، وفريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى وهو الذى يقف معه نواب حزبه فى البرلمان، إضافة إلى اهتمامه بالشق السياسي، والثلاثة يخوضون الانتخابات لمنافسة الرئيس السيسي الذى منذ مجيئه للحُكم وهو رفع شعار الحفاظ على بقاء الدولة وتنميتها وأقام المشروعات القومية العملاقة.
للمشاهِد الثلاثة دلالات كثيرة، ومُعطيات عميقة، وتفسيرات أعمق، حيث تأكد الجميع من قوة الدولة المصرية وقُدرتها على السير قُدماً للأمام ومُتأكدة من وعى وإدراك الشعب للتحديات رغم الصِعاب والعراقيل، وهذا يدُل على أننا أمام دولة عظيمة وشعب عظيم، فهذا الشعب الأبي لديه الفراسة الكاملة لتقييم الأوضاع التى تحيط بنا تقييماً إيجابياً بناء، فالشعب المصرى بنظرة واحدة منه لما يدور حوله ويرى كل هذه المُشاحنات الإقليمية والصراعات الدولية فى هذا الوقت _ وسريعاً _ يُعطى عَقلَه إشارة أسرَع ويُدق جرس الأنذار لديه ويُسَخِر نفسه للتضحية والفداء من أجل الحفاظ على الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة