سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 16 نوفمبر 1969.. أبطال الضفادع البشرية المصرية يفجرون ثلاث سفن فى ميناء إيلات.. واستشهاد الرقيب «فوزى البرقوقى» والضابط نبيل عبدالوهاب يحمل جثمانه 14 كيلو

الخميس، 16 نوفمبر 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 16 نوفمبر 1969..  أبطال الضفادع البشرية المصرية يفجرون ثلاث سفن فى ميناء إيلات.. واستشهاد الرقيب «فوزى البرقوقى» والضابط نبيل عبدالوهاب يحمل جثمانه 14 كيلو   أبطال الضفادع البشرية المصرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استدعى قائد القوات البحرية المصرية اللواء محمود فهمى، الرائد رضا حلمى قائد لواء الوحدات الخاصة البحرية، وبعد مقدمة حماسية مختصرة قال له: «أريد أن أكلفك بضرب وإغراق ثلاث سفن إسرائيلية بميناء إيلات على رأس خليج العقبة».
 
استقبل الرائد «حلمى» المهمة بحماس، وبعد أن حدد قائده له أسماء السفن الثلاث جلس معه أمام خريطة لدراسة كيفية التنفيذ، وتؤكد الدكتورة «إنجى محمد جنيدى» فى كتابها «حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل 1967-1970»، أن المخابرات المصرية حصلت على معلومات خاصة بالميناء، عن طريق مهندسين سويسريين اشتركوا فى أعمال هندسية كإقامة وتوسيع الميناء، وبناء على هذه المعلومات تقرر القيام بإغارة أولى عليه.
 
ويكشف اللواء محمود فهمى، للكاتب الصحفى «عبده مباشر» فى كتابه «تاريخ البحرية المصرية»، أن الرائد رضا حلمى سافر إلى العقبة تحت ستار «ضابط إشارة»، يفتش أجهزة نقطة المراقبة البحرية المصرية الموجودة بجوار ميناء العقبة منذ 1967، أما مهمته الأصلية فكانت استطلاع ودراسة المنطقة، كما دبرت المخابرات الحربية برئاسة اللواء محمد أحمد صادق سفره إلى عمان، وهناك التقى بالرائد إبراهيم الدخاخنى بالملحقية العسكرىة المصرية، وتعرف على بعض أفراد حركة فتح الفلسطينية، وعاد بمحصول وافر من المعلومات والصداقات، وبدأت عملية التدريب والتجهيز للعملية.
 
تؤكد «إنجى جنيدى»، أن ثلاثة من الضفادع البشرية حملوا المهمات اللازمة فى صناديق على متن طائرة مصرية إلى العراق على أنهم أفراد من حركة فتح الفلسطينية، وانتظرهم فى المطار أفراد من مجموعة «أبوهانى» الفلسطينية، وانتقلوا بالسيارات إلى بلدة الطفلية بالأردن، كمنطقة تجمع انتظارا لباقى أفراد الضفادع البشرية من القاهرة والذين سافروا بجوازات مدنية لأغراض سياحية.
 
يذكر «فهمى» أنه فى ليلة 15 و16 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1969، بدأت إجراءات تنفيذ العملية، وانقسمت المجموعة إلى ثلاث جماعات، تتكون كل واحدة من ضابط وجندى، وتعرف مهمتها، وفى الساعة التاسعة والربع أشار الرائد رضا إلى قائد المجموعة الأولى، الملازم أول عمر عز الدين، بالنزول إلى الماء، ومعه الرقيب محمد العراقى، ثم أشار إلى قائد المجموعة الثانية الملازم أول حسين جاويش ومعه الرقيب عادل البطراوى، ثم أشار إلى قائد المجموعة الثالثة الملازم أول نبيل عبدالوهاب ومعه الرقيب محمد فوزى البرقوقى.
 
تذكر «إنجى جنيدى» أن المجموعات الثلاث توجهت إلى ميناء إيلات، بعد إشارة متفق عليها من إذاعة صوت العرب بالقاهرة وكانت أغنية «بين شطين وميه» للمطرب محمد قنديل، وتعنى أن الأهداف موجودة فى مكانها، أما الإشارة بأغنية «غاب القمر يا ابن عمى» لشادية، فتعنى أنها غير موجودة، حسبما يؤكد اللواء نبيل عبدالوهاب فى حواره لجريدة «البوابة، 5 أكتوبر 2014».
 
يذكر اللواء محمود فهمى، أن الخطة تضمنت أن ينتظر القارب المطاط الذى أقل أبطال العملية فى نفس المكان الذى نزلوا منه إلى المياه، لالتقاطهم بعد عودتهم، وإذا ما حدث طارئ لأى فرد، يتوجه إلى الشاطئ الأردنى ويسلم نفسه إلى السلطات الأردنية، وكان الرائد إبراهيم الدخاخنى ينتظر بميناء العقبة لتغطية مثل هذه الظروف.
 
فى الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق، وصلت الجماعة الأولى إلى هدفها، ثم سبحت الجماعتان الثانية والثالثة، وفى الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة أتمت جماعة الملازم أول حسنين جاويش تثبيت اللغمين فى الهدف، وعادت سباحة إلى نقطة الالتقاط، لكن الوقت كان متأخرا فلم تستطع العثور على القارب المطاط، فاتجهت إلى الشاطئ الأردنى، واختبأت فى مبنى مهجور حتى الصباح.
 
أما جماعة الضابط نبيل عبدالوهاب والرقيب فوزى البرقوقى، فبعد أن أنهت مهمتها الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة استشهد «البرقوقى» بتسمم الأكسجين، ويذكر نبيل عبدالوهاب أن هذا وارد حدوثه فى أى وقت حتى فى التدريب، وحله يكون بالصعود إلى السطح وأخذ نفس عادى، لكن البرقوقى رفض، وأصر على أن يكمل العملية إلى نهايتها، ورغم أن التعليمات كانت تنص على أن أترك جثته، إلا أننى خالفتها، وعدت بالجثة سباحة 14 كم حتى وصلت إلى العقبة بالأردن.
 
يكشف عبدالوهاب: «كانت القيادة أوصتنا فى حالة الوصول إلى العقبة أن نعترف بأننا ضباط ضفادع بشرية مصرية، ألقتنا طائرة هليكوبتر لتنفيذ عملية فى إيلات، ولم تعد لتأخذنا، وقيادتنا أوصتنا أن نسلم أنفسنا لكم»، وتم نقل الجميع إلى مبنى الاستخبارات الأردنية فى عمان، وفيما يؤكد اللواء فهمى، أن ما فعله «عبدالوهاب» مع الشهيد البرقوقى لم يحدث فى تاريخ الحروب البحرية، يتذكر عبدالوهاب أنه وأثناء احتجازه فى العقبة أحضر الأردنيون لهم ملابس ليرتدوها بدلا من ملابس الغطس، واستمع إلى الانفجارات تهز إيلات والعقبة، وتؤكد «إنجى جنيدى»، أنها خمسة انفجارات أسفرت عن تدمير سفينتين إسرائيليتين مع إحداث أضرار جسيمة فى الثالثة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة