تعرض عدد من التجار الفلسطينيين والعاملين في قطاعات مختلفة لخسائر فادحة بسبب العدوان الإسرائيلي، وتتناول سلسلة «حكايات من غزة» التي يرصد فيها «اليوم السابع» الأضرار التي يتعرض لها الفلسطينيون العزل في ظل عدوان إسرائيلي غاشم، قصة عدد من المتضررين منهم تاجر المجوهرات الفلسطيني في غزة ناصر صالح.
وأوضح تاجر المجوهرات الفلسطيني في حديثه لـ«اليوم السابع» أنه تعلم الحرفة من والده قبل 8 سنوات وهي بالأساس ميراث أبا عن جد، مشيرا إلى أن المعاناة والتحديات التي واجهته في بداية عمله وتكبده خسائر كبيرة، لافتا إلى أن خطأ صغير في عملية الإنتاج تكون أضراره فادحة، موضحا أنه سعى للتعلم بشكل أكبر والاجتهاد حتى تمكنت من تحقيق خبرات واسعة تدر عائدا ماديا يساعدني في الانفاق على خمس عائلات.
ووصف المواطن الفلسطيني لحظات الفرح التي مرت عليه، خلال زيارته مصر التي تكررت ثلاث مرات وكان آخرها قبل الحرب بيومين فقط، مشيرا إلى أن الحزن الشديد يسيطر عليه بعد تهدم منزله ومصنعه وخسارته لأموال باهظة، لافتا إلى أن خسائر المصنع تقدر بحوالي 50 ألف دولار أمريكي، بالإضافة لتدمير الشقة والأثاث، موضحا أن ما شاهده في هذه الحرب عبارة عن حلم وتبلدت مشاعر الحزن والتأثر لويل ما أراه.
وعن المشهد الإنساني داخل غزة، أكد المواطن الفلسطيني أنه شاهد رجلا يحمل جثمان ابنه والدم يسل منه ويسير به وحيدا كي يدفنه لأنه غير قادر على توفير وسيلة نقل تنقله إلى المقابر في ظل صدمة كبيرة من الرجل الذي لم يتحرك جفن عينيه أبدا.
ولفت التاجر الفلسطيني أنه نقل والدته وشقيقاته إلى المستشفى المعمداني، حيث سقطت قذائف تحذيرية على مبنى مأهول بالسكان ما أدى لاحتراق أحد الأقسام، مشيرا إلى الفوضى والذعر الذي سيطر عليهم بعد يومين من مغادرتهم المستشفى ، حيث وقعت مجزرة الاحتلال في نفس اليوم الذي غادروا فيه المستشفى.
وأكد أن كافة المواطنين الفلسطينيين لا يستطيعون الشعور بأي شيء سوى الخوف الشديد من الموت بسبب شدة الانفجارات والقصف العنيف وشعورنا بالجوع والعطش، مضيفا: في البداية كنا نقول لن نكرر تجربة نكبة 1948 ولكن اليوم نقول النجاة مقابل أي ثمن مهما كان، كثيرون جدا نزحوا وقتلوا إما في الطريق او في الجنوب والخطر في كل مكان وشديد جدا.
واختتم المواطن الفلسطيني حديثه قائلا: أسير يوميا مسافة 2 كم من أجل توفير 5 لتر مياه صالح للشرب.. اليوم كنا بجوار مخبز العائلات عندما اقتحمه الناس، الاحتلال يجوع الفلسطينيين.. رأيت بعيني أكثر من 100 شخص غالبيتهم نازحين من منزل واحد لم يتمكنوا من توفير كيس دقيق واحد وحتى ولو بمبلغ 150 شيكل، تمكنت من اقتناص كيس دقيق كي أوفر الاحتياجات لأسرتي.
واستهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة بأكثر من 30 ألف طن من المتفجرات قصف فيها الاحتلال قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي، تضررت بسببها حوالي ربع مليون وحدة سكنية و40 ألف وحدة سكنية دمرها الاحتلال بالكامل.
على جانب آخر، تحدث محمود أسعد مندوب مبيعات في غزة لدى شركة خاصة تعمل في مجال العطور والمكياج عن الأضرار التي لحقت به بسبب القصف الإسرائيلي والعدوان المستمر على غزة، مضيفا: أعمل منذ 10 سنوات بكفاح ودون تعب من أجل الاستقرار والزواج في ظل الظروف الصعبة لغزة وسط إرهاق وتعب واجتهاد من أجل توفير تكاليف الحياة من مسؤولياتي تجاه أسرتي.
وأكد محمود أسعد في حديثه لـ«اليوم السابع» عن عمله واجتهاده لسنوات حتى خسر كل ما يملك بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم، موضحا أنه عمل لسنوات طويلة جدا من أجل تحسين حياته المعيشية في ظل وضع اقتصادي متردي داخل غزة، مشيرا إلى أن المواطنين الفلسطينيين من ركام الحروب السابقة كانوا يتحركون لصناعة الأمل والإصرار والعزيمة، مضيفا: تركنا كل شيء والموت يطاردونا بسبب العدوان الإسرائيلي.. تعب وشقاء لسنوات لتأمين حياتي المعيشية لأسرتي التي يجب أن يوفر لها العيش الكريم.
ولفت إلى أنه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر الماضي نزح من أربع مناطق وجميعها دمرت بالكامل، موضحا أنه يخاطر بحياته ويذهب للاطمئنان على أن منزله لم يتعرض للقصف، موضحا أن جيش الاحتلال دمر منزله خلال الحرب وبات المنزل عبارة عن أطلال حيث دمرت ذكرياتي وأحلامي، واختتم قائلا: أنا لا علاقة لي بالسياسة أبدا ولكني مواطن عادي يسعى لتأمين قوت يومه له ولأسرته ويعمل لفترات تتجاوز 10 ساعات يوميا ورغم ذلك لا نتمكن من الإيفاء باحتياجاتنا بشكل كامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة