جهود دولية كبيرة بذلتها الدولة المصرية فى الأسابيع الماضية، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، تجلت فى العديد من المسارات، أولها على نطاق عالمى، عبر الدعوة إلى انعقاد قمة "القاهرة للسلام"، والتى حققت توافقا دوليا حول الثوابت الفلسطينية، بينما كان النطاق الآخر إقليميا، عبر حشد حماية للاستقرار النسبى الذى تحقق فى منطقة الشرق الأوسط، بالرفض المطلق والحاسم لدعوات التهجير التى أطلقها الاحتلال الإسرائيلى، بينما كان المسار الثالث متجسدا فى دائرة "الجوار" الفلسطينى، عبر تعزيز المواقف، والمساهمة الكبيرة فى تقديم المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، رغم التعنت الشديد الذى أبدته السلطات الإسرائيلية فى إطار محاولتها لإحكام الحصار على غزة، وإجبار سكانها على الرحيل من مناطقهم.
الجهود الكبيرة التى بذلتها الدولة المصرية، فى إطار المسارات الثلاثة، تخللتها العديد من المشاهد، ربما أبرزها تحول القاهرة إلى "قبلة" العالم، فى ظل الزيارات المتواترة للقادة والزعماء من كل حد وصوب، للتنسيق والتشاور مع مصر، سواء فيما يتعلق بالعدوان أو تداعياته، فى القلب منها عبور العالقين الأجانب ومزدوجى الجنسية من القطاع، وهو الملف الذى يمثل أولوية قصوى، بينما تقوم فيه مصر بدور بارز، ناهيك عن مناقشة مستقبل القضية برمتها فى ظل حرص مصر على عدم تصفيتها، ودحض المخططات الرامية لذلك من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلى.
المواقف المصرية البارزة، لاقت إشادة كبيرة على المستوى الدولى، وهو ما بدا فى التصريحات التى أدلى بها الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، والذى أشاد بشجاعة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وموقفه وجهوده من أجل الشعب الفلسطينى فى غزة، مؤكدا أنه وكافة أفراد الشعب الفنزويلى يقدمون له كل الدعم، من أجل نصرة العدل وإنقاذ الشعب الفلسطينى من الإبادة الجماعية.
جاءت تصريحات مادورو خلال تفقده جناح مصر فى الدورة الحالية لمعرض فنزويلا الدولى للكتاب 2023، حيث تفقد الرئيس ترافقه السيدة الأولى ووزير الثقافة الفنزويلى، المعروضات المصرية من كتب مترجمة ومستنسخات فرعونية، متذكرا زيارته إلى مصر العام الماضى، ومشيدا بكنوز الحضارة المصرية.
إشادة مادورو تمثل انعكاسا لنجاعة الدبلوماسية المصرية، وقدرتها الكبيرة على التأثير، والذى بات يتجاوز الجغرافيا التقليدية، وهو ما يمثل نتيجة مباشرة للتوافق "العابر للثقافات" والذى تحقق خلال قمة "القاهرة للسلام"، والتى انعقدت فى أكتوبر الماضى.
بينما لم تكن إشادة مادورو هى الأولى من نوعها، فقد سبقه العديد من الزعماء، أبرزهم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والذى ثمن التزام مصر بالجهود التى تبذلها من أجل السكان فى غزّة، موضحا أنه يجب أن نبذل جميعًا ما بوسعنا من أجل تفادى التصعيد وإعداد مبادرة السلام والأمن والتصدّى لأسباب المشكلات التى نعيشها.
فى حين أشاد رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل، بالجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة المصرية فى قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بتوصيل المساعدات لسكانه، حيث أكد على أنه تحدث إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى وأكد دعمه لمصر وما تقوم به، كما أكد دعمه للأردن أيضا ولكل دول المنطقة بشكل عام لتلبية احتياجات السكان المدنيين فى غزة.
وأضاف "يجب أن نحشد جهودنا من أجل التوصل إلى حل الدولتين، يجب أن نعمل معا حتى تكون هناك خطة سلام حقيقية فى المنطقة وهذا هو هدفنا" مشددا على وجود دولة إسرائيلية آمنة تتمتع بحقوق أمنية إلى جانب دولة فلسطينية تلبى تطلعات الشعب الفلسطينى.
الإشادات لم تقتصر فى نطاقها الجغرافى على أوروبا وأمريكا اللاتينية، وإنما امتدت إلى آسيا، حيث أشاد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانج جيون، بالجهود المصرية المبذولة لفتح ممر إنسانى إلى قطاع غزة.. مؤكدا تقدير بلاده لهذا الدور، وهو الأمر نفسه الذى ذهبت إليه وزيرة الخارجية اليابانية، حيث أكدت فى تصريحات لها أن "مصر كان لها دور عظيم الشأن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة