العدوان على غزة يكشف عورات الإعلام الغربى.. التغطية المنحازة أبرزت دعم الاحتلال من قبل المنصات الكبرى.. و"السوشيال ميديا" شريك فى سفك دماء سكان غزة.. والاحتجاجات وخبراء المهنة وأوكرانيا دليل على فشل المخطط

الجمعة، 10 نوفمبر 2023 08:15 م
العدوان على غزة يكشف عورات الإعلام الغربى.. التغطية المنحازة أبرزت دعم الاحتلال من قبل المنصات الكبرى.. و"السوشيال ميديا" شريك فى سفك دماء سكان غزة.. والاحتجاجات وخبراء المهنة وأوكرانيا دليل على فشل المخطط قطاع غزة
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الوقت الذى سعى فيه الغرب نحو تبنى داعية اتسمت بقدر كبير من الانحياز تجاه العدوان على قطاع غزة، وما شابه من انتهاكات صارخة، أدت إلى مقتل ألاف البشر من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، يبدو الإعلام كان بمثابة أحد الأدوات التي ساهمت في تعزيز موقف الاحتلال الإسرائيلي، إلى حد مباركة الممارسات الوحشية التى انتهجتها السلطات الإسرائيلية، فى الأسابيع الماضية، لتكشف حالة من الازدواجية في التعامل مع القضايا الكبرى، بما يخدم أجندات معينة، على حساب الموضوعية، التي تمثل محورا رئيسيا فى العمل الإعلامى، بينما تدحض في الوقت نفسه الكثير من المبادئ التي طالما تشدق بها الغرب لعقود طويلة من الزمن والتي دارت حول حرية الإعلام والصحافة.

ازدواجية المعايير الإعلامية، تكشفت على العديد من المسارات، أولها شعبويا، عبر الاحتجاجات التي شهدتها العديد من العواصم الغربية احتجاجا على الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، في إشارة دامغة على عدم مبالاتهم بما ينشره الإعلام، من أكاذيب، بينما كان المسار الثاني مهنيا، وهو ما بدا في انتقادات كالها رواد المهنة في الغرب، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة للأداء الذي قدمته منصات كبرى، ليكشف غياب الموضوعية، في حين كان الجانب السياسي مسارا ثالثا، عبر المقارنة بين التعامل الإعلامي مع الأوضاع في قطاع غزة، من جانب، والموقف المغاير تجاه العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، من جانب آخر منذ اندلاعها في فبراير 2022، من جانب آخر.

فلو نظرنا إلى الاحتجاجات التي شهدتها العديد من دول العالم، نجد أنها تمثل انعكاسا صريحا لحالة من الفشل، الذي يلاحق المنصات الإعلامية في إقناع الرأي العام المحلي بما ينشره من أكاذيب، جراء غياب المهنية، ومحاولة تقديم صورة غير حقيقية للأوضاع في القطاع، ليس فقط فيما يتعلق بوحشية العدوان، وإنما يمتد إلى موقف الاحتلال الإسرائيلي من مرور المساعدات الإنسانية، ودعوات التهجير التي يتبناها وما تحمل في طياتها من جريمة "إبادة جماعية".

وبالنظر إلى الأداء الإعلامي تجاه الأزمة، منذ اللحظة الأولى لاندلاعها، نجد أن ثمة محاولات استباقية لمباركة العدوان، عبر نشر العديد من الأكاذيب، فيما يتعلق بعملية "طوفان الأقصى"، أبرزها القصة التي التقطتها منصات إعلامية كبرى من مصادر إسرائيلية، دون تحقق، حول قيام الفصائل الفلسطينية بقطع رؤوس أطفال إسرائيليين، وهو الخطأ الذي وقع فيه كبار المسؤولين الدوليين عبر الترويج له، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، عندما تحدث عن الأمر علنا، وهو ما يعكس عمق المخطط الذي تبنته العديد من الدول الداعمة لإسرائيل، لتعزيز رواية "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، في مواجهة الجرائم التي ترتكبها.

وأما على الجانب المهني، فنجد أن ثمة انتقادات كبرى، شنها قطاع كبير من الخبراء في مجال الإعلام لأداء الصحف والمنصات، حيث ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن  أكثر من 750 صحفيا من عشرات وسائل الإعلام وقعوا خطابا مفتوحا نشر، الخميس، يدين قتل إسرائيل للصحفيين فى غزة وينتقد التغطية الإعلامية الغربية للحرب، معتبرين أن صالات الأخبار في المنصات الكبرى، تعد مسؤولة عن اللغة غير الإنسانية التي يتبناها الإعلام تجاه العدوان على قطاع غزة، لتبرير الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال.

وركز الخطاب على الصحفيين، الذين قتلوا فى الحرب المستمرة منذ أكثر من شهر. ووفقا لأحدث حصائية من لجنة حماية الصحفيين، فإن 39 من العاملين بالإعلام قد قتلوا أغلبهم فى ضربات انتقامية من قبل إسرائيل.

وكانت قد قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، اليوم الأربعاء، إن 44 صحفيًا فلسطينيًا استشهدوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية في السابع من شهر أكتوبر الماضى.

وأكدت النقابة في تقرير أصدرته لجنة الحريات إمعان الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الحالة الصحفية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بوسائل عديدة، منها القتل والاعتقال والملاحقة والمنع من التغطية وصولا لقصف المنازل، حيث وصل عدد الشهداء من الصحفيين 44 شهيدا، والمعتقلون 25 زميلا وزميلة منذ بداية العدوان.

في حين يتجلى المسار الثالث في التعامل الإعلامى، مع الوضع فى غزة، يبدو واضحا في الازدواجية في المواقف بين العدوان على غزة، والعملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا في فبراير من العام الماضي، في ضوء الحديث عن انتهاكات في الأخيرة، بينما تجاهلت ما ترتكبه قوات الاحتلال في القطاع المحاصر، من استهداف للمدنيين والمستشفيات ودور العبادة، ناهيك عن دعوات التهجير، والتي تقع في نطاق "الإبادة الجماعية.

ولعل المنصات الإعلامية ليست المتهم الوحيد في السقوط في مستنقع الازدواجية، وإنما يمتد الأمر كذلك إلى مواقع "السوشيال ميديا"، أبرزها منصة "فيس بوك"، والتي حذفت أكثر من 795 ألف منشور داعم للقضية الفلسطينية باللغتين العربية والعبرية وصفها بأنها مزعجة أو غير قانونية، بينما أقدمت على حذف الصفحات الكبرى الداعمة لفلسطين والتى تحاول نشر حقيقة ما يحدث  في فلسطين.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة