** الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: مصر قضت على فيروس سى في أقل من 10 سنوات
** نعيمة القصير : 100 مليون صحة أكبر كشف صحى في التاريخ عن الأمراض المزمنة
تحتفل وزارة الصحة والسكان بتسليم منظمة الصحة العالمية الدولة المصرية شهادة بخلوها من فيروس التهاب الكبد الوبائي سي" كأو دولة فى العام، وتكريم مصر بجائزة Golden Tier المرموقة من منظمة الصحة العالمية.
وتمنح منظمة الصحة العالمية شهادة خلوها من فيروس سى، اليوم الاثنين، وهى أول شهادة تحصل عليها أول دولة في العالم استطاعت أن تقضى على فيروس سى في شهور قليلة، باستخدام الأدوية المصرية وبالمجان، من خلال الحملة الرئاسية 100 مليون صحه لتحقيق أهداف عام 2030 في وقت مبكر.
وأكدت وزارة الصحة والسكان أن مصر حققت نجاحا كبيرا فى ملف القضاء على فيروس سى، وتابعت : تتسلم مصر شهادة خلوها من فيروس سى من منظمة الصحة العالمية، واستكملت: استطعنا بفضل مبادرات الرئيس للصحة العامة فى القضاء على المرض حيث كانت ومازالت مبادرة 100 مليون صحة هى الأضخم فى التاريخ والتى قدمت 141 خدمة لـ 96 مليون بتكلفة 32.2 مليون جنيه.
وأوضحت تقارير وزارة الصحة والسكان، نجاح الدولة المصرية فى الوصول العادل إلى رعاية مرضى فيروس التهاب الكبد، وتخليص الشعب المصرى من هذا المرض الذى فتك بآلاف المرضى خلال العقود الماضية.
وقال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن نسبة انتشار الفيروسات الكبدية فى مصر بلغت عام 2008 نحو 14.7% بين الفئة العمرية من 15 إلى 59 عام، بينما كانت نسبة انتشار فيروس سى نحو 10% بما يعادل 6 ملايين حالة مؤكدة .
وأضاف أنه فى عام 2015 انخفض معدل انتشار الفيروسات الكبدية عامة إلى 10% فيما انخفضت نسبة انتشار فيروس التهاب الكبد سى إلى نحو 7% بسبب التدابير الاحترازية والوقائية والعلاجية التى تم اتخاذها.
وتابع، أنه فى عام 2018، ومع الدعم غير المسبوق من الرئيس عبدالفتاح السيسى بهدف إنهاء معاناة أكباد المصريين من هذا الوباء، تم إطلاق المبادرة الرئاسية، «100 مليون صحة» وبدأ أكبر مسح صحى للكشف عن المرض وعلاجه بالمجان، ونجح فى فحص نحو 63 مليون شخص وعلاج 4.5 مليون مريض من فيروس سى .
وقال: إجمالى من تم فحصهم 63 مليون مواطن وإجمالى من تم تشخيصهم بفيروس سى 5 ملايين إصابة كما أن إجمالى من تم علاجهم من فيروس سى 4.5 مليون حالة بالاضافة لعلاج سرطان الكبد فى 60 ألف حالة والكشف عن 120 حالة مصابة بالتليف الكبدى ضمن برنامج ترصد سرطان الكبد الأولى وعلاج سرطان الكبد فى 5 آلاف حالة 67 مركزا لعلاج سرطان الكبد.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن المبادرة الرئاسية للكشف عن فيروس سى وعلاج المرضى بالمجان، نجحت فى خفض معدلات حالات الإصابة المؤكدة بالفيروسات الكبدية إلى 6%، فى حين انخفض معدل انتشار فيروس سى إلى 3.2% فى عام 2020.
وأشار، إلى أن خطة القضاء على فيروس سى من خلال مبادرة «100 مليون صحة» تضمنت توفير العلاج ومستلزمات الفحص مجانا فى 170 مركزا لعلاج الفيروسات الكبدية، على مستوى جميع محافظات الجمهورية، حتى نجحت المبادرة بالعلاج المكثف للمرضى المصابين، فى الوصول إلى معدلات إصابة أقل من المعدلات العالمية من مرضى الفيروس، حيث انخفضت النسبة إلى 0.38% عام 2022.
واستطرد أن جهود الدولة المصرية لم تتوقف مع انخفاض المعدلات إلى هذا الحد، حيث تم إطلاق امتداد لمبادرة القضاء على فيروس سى، بمبادرة تكميلية تستهدف علاج المرضى الذين أصيبوا بتليف الكبد من خلال 76 مركزا لمتابعة المرضى وعلاجهم، والتى استفاد من خدماتها نحو 120 ألف مريض حتى الآن.
وأكد أن جهود الدولة مازالت مستمرة لضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة من خلال إطلاق مبادرة للكشف عن فيروس سى وعلاجه لدى طلاب المدارس فى المرحلتين الإعدادية والابتدائية، مشيرا إلى أن الجميع ينتظر حاليا إشهاد منظمة الصحة العالمية، بخلو مصر من المرض .
وقالت الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر : تتقدَّم منظمة الصحة العالمية بالتهنئة إلى مصر على تقدمها غير المسبوق نحو القضاء على التهاب الكبد، لتصبح أول بلد يبلغ «المستوى الذهبي» على مسار القضاء على التهاب الكبد الفيروسى سى وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية.
وتابعت: ويعني بلوغ المستوى الذهبي أن مصر قد أوفت بالمتطلبات البرمجية التي تؤدي إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد C إلى المستويات التي تؤهِّل البلد للقضاء على وباء التهاب الكبد C.
وعلى الصعيد العالمي، يوجد 58 مليون شخص متعايش مع عدوى التهاب الكبد C المزمنة وبالرغم من عدم توفُّر لقاح مضاد للمرض، لكن يمكن الشفاء منه بتناول علاجات قصيرة الأجل وشديدة الفعالية تستمر 8-12 أسبوعًا.
وأضافت: هناك 4 أشخاص من أصل 5 متعايشين مع التهاب الكبد C في العالَم لا يدركون أنهم مصابون بالعدوى. ويمكن أن تتسبب تلك العدوى في إصابة الكبد بمرض أو بسرطان، ما لم تُعالَج أو يُشفَ منها.
وشخصت مصر 87% من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وقدَّمت العلاج الشافي إلى 93% من الأشخاص المُشخَّصين به، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبي للمنظمة، وهي تشخيص 80% على أقل تقدير من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وتوفير العلاج لما لا يقل عن 70% من الأشخاص المُشخَّصين به.
وفي هذا السياق، قال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «إن المَسيرة التي قطعتها مصر، من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى بالتهاب الكبد C في العالم إلى بلد حقَّق مسار القضاء على المرض في أقل من 10 سنوات، هي مسيرة مذهلة، وهذا أقل ما توصف به.
قدمت مصر للعالم نموذجًا يُحتذى به فيما يمكن تحقيقه عند الأخذ بأحدث الأدوات، وتوفير الالتزام السياسي على أعلى المستويات باستخدام تلك الأدوات للوقاية من العدوى وإنقاذ الأرواح. وحريٌّ بنجاح مصر أن يبثَّ في نفوسنا الأمل والحافز للقضاء على التهاب الكبد C في كل مكان».
وقنجحت مصر في الانتقال من بلد يملك أحد أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الكبد C في العالم إلى بلد يملك أحد أقل المعدلات من خلال خفض معدل انتشار التهاب الكبد C من 10% إلى 0.38% في مدة تزيد قليلًا على عَقد من الزمان.
ومنذ أوائل عام 2000، ما فتئت مصر تعزز برامجها الوطنية في مجالَي الوقاية والعلاج.
وفي عام 2006، أنشأ مصر اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وهي هيكل إداري معني بالإشراف على الاستجابة الوطنية لالتهاب الكبد، وتوجيهها.
وابتداءً من عام 2014، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى الحملة القومية لمواجهة الالتهاب الكبدى سى ووفرت مصر اختبارات الكشف عن فيروس التهاب C، والعلاج منه دون مقابل مادي وأسفرت حملة «100 مليون صحة» عن فحص أكثر من 63 مليون شخص، وعلاج أكثر من 4.5 ملايين شخص.
ومثَّلت العلاجات المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر المُصنَّعة محليًّا عاملًا رئيسيًّا في النجاح الملحوظ الذي حققته الحملة حيث بلغ معدل الشفاء من التهاب الكبد C، بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج، نسبة 99%.
ومن خلال اتباع نهج يركز على المرضى، أدخلت مصر تحسينات هائلة على ممارساتها الخاصة بسلامة المرضى، وتبنَّت مفهوم «عدم إلحاق الضرر» من خلال تطبيق تدابير شاملة للحقن الآمن، ومأمونية الدم، والحد من الضرر.
وأشاد الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، بالنجاح غير المسبوق الذي حققته مصر، إذ قال: «إن ذلك يُعدُّ شهادة على أن لا شيء عصيٌّ على النجاح إذا توافر الالتزام، حتى عندما نواجه تحديات هائلةً وأوقاتًا عصيبة، ومنها جائحة كوفيد-19. وقد نجحت مصر، من خلال التزامها بالقضاء على التهاب الكبد C، في فحص جميع السكان المستحقين لذلك، وعلاج جميع المتعايشين مع الفيروس تقريبًا. وهذا يُمثِّل ثلث الأشخاص المتعايشين مع التهاب الكبد C في إقليم شرق المتوسط، والبالغ عددهم 12 مليون شخصٍ. وهذا أيضًا ما يجسد جوهر رؤيتنا الإقليمية ودعوتنا إلى التضامن والعمل».
ومن خلال التعاون الوثيق مع المكتب القُطري لمنظمة الصحة العالمية في مصر، وبدعم من مستويات المنظمة الثلاثة مجتمعةً، نجحت وزارة الصحة والسكان في توسيع مواردها المالية والتقنية على مَر السنين لتحقيق الرؤية الرامية إلى القضاء على التهاب الكبد C باعتباره مشكلة صحية عامة.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، الدكتورة نعيمة القصير: «يغمرني شعور بالفخر والسعادة وأنا أعيش هذه اللحظة التاريخية التي شهدت الاعتراف بمصر دوليًّا، بوصفها أول بلد يحرز هذا التقدم الملحوظ نحو القضاء على المرض. ولقد كنتُ شاهدة على الجهود الاستثنائية التي بذلتها وزارة الصحة والسكان خلال العقد الماضي للقضاء على هذا التهديد المُحدِق بالصحة العامة. وكانت الوزارة مدفوعة في مساعيها بأعلى مستوى من الالتزام السياسي وبروح التضامن، والإنصاف، والشمول لتقديم الخدمات إلى كل شخص يعيش على أرض مصر، دون أي تمييز، إعمالًا لحق من حقوق الإنسان العالمية.
ويتزامن هذا الإنجاز المهم مع احتفالنا بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء المنظمة هذا العام، ويُعدُّ تجسيدًا واضحًا لرؤية المنظمة المتمثلة في تحسين الصحة العامة وتوفيرها للجميع».
وتدعم المنظمة الوزارة بمبادئ توجيهية وأدوات تقنية تحدد نهجًا قائمًا على حقوق الإنسان إزاء تشخيص التهاب الكبد C وعلاجه، ودعت إلى دمج الفئات الأشد عرضة للخطر، مثل اللاجئين والمهاجرين، في الحملة. وتواصل المنظمة دعم الوزارة في بناء قدرات العاملين الصحيين بها، والتواصل مع المجتمعات المحلية من خلال حملات التوعية.
ووفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية لعام 2023 بشأن التحقق القُطري من القضاء على التهاب الكبد الفيروسي ومسار القضاء عليه، يمكن للبلدان أن تتقدم بطلب للحصول على التحقق الكامل من بلوغ المستويات الذهبية أو الفضية أو البرونزية على مسار القضاء على المرض في ضوء تحقيق الغايات المتصلة بكل مسار منها. ومصر هي أول بلد تقدَّمَ بطلب للتحقق من القضاء على المرض وبلغ المستوى الذهبي على مسار القضاء عليه، وهذا يعني أن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو بلوغ جميع أهداف القضاء على المرض قبل حلول عام 2030.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة