تذكرت جائزة نوبل العالمية، موقف الكاتب الروسي بوريس باسترناك، حينما أرسل خطابا إلى الأكاديمية السويدية، يعلن فيه عن قبوله لجائزة نوبل للأدب، ولكن بعد مرور أربعة أيام على هذا الخطاب، أرسل خطابا آخر يرفض فيه استلام الجائزة.
جائزة نوبل العالمية، أشارت عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعى، إلى أن هذه الواقعة، تعود إلى أكتوبر عام 1958، حينما أرسل بوريس باسترناك، مؤلف رواية "دكتور زيفاجو"، برقية يقبل فيها جائزة نوبل في الأدب قبل أن يرفضها بعد أربعة أيام فقط.
وقالت جائزة نوبل العالمية إن باسترناك هو واحد من أربعة فائزين أجبرتهم السلطات الحكومية على رفض الجائزة. وعندما قبل الجائزة قال إنه "ممتن للغاية، ومتأثر، وفخور، ومذهول، وخجول". وعلى الرغم من أن باسترناك لم يقبل الجائزة، إلا أن رفضه لم يغير من صحة الجائزة ويظل حائزًا على جائزة نوبل.
رواية دكتور زيفاجو
يشار إلى أن رواية "دكتور زيفاجو" قد أثارت جدلا دفع الاتحاد السوفيتى لحظر نشرها، بينما تم نشرها في دول العالم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، وبسببها فاز الكاتب بجائزة نوبل للآداب عام 1958، وإن لم يستطع تسلمها.
كان بوريس باسترناك قد ولد فى روسيا عام 1890، وبحلول وقت الثورة الروسية كان شاعرًا طليعيًا معروفًا، ولكن خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى فرض النظام الشيوعى لجوزيف ستالين رقابة صارمة على الفن والأدب الروسى.
عمل باسترناك، خلال هذا الوقت، مترجما، وفى عام 1956، أكمل الرواية التي جعلت اسمًا عالميًا، وكانت "دكتور زيفاجو" وهى قصة حب ملحمية تدور أحداثها خلال اضطرابات الثورة الروسية والحرب العالمية الأولى، وأثار الكتاب غضب المسؤولين السوفييت، ولا سيما الزعيم السوفيتى نيكيتا خروتشوف، وجادل السوفييت بأن الكتاب يضفى طابعًا رومانسيًا على الطبقة العليا الروسية قبل الثورة ويقلل من قدر الفلاحين والعمال الذين قاتلوا ضد النظام القيصري، ورفضت الصحافة السوفيتية الرسمية نشر الكتاب ووجد باسترناك نفسه هدفا لانتقادات لا هوادة فيها، ومع ذلك، بدأ المعجبون بعمل باسترناك سرًا فى تهريب المخطوطة من روسيا قطعة قطعة.
وبحلول عام 1958، بدأ الكتاب فى الظهور فى العديد من الترجمات فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك طبعة فى الولايات المتحدة ظهرت فى 5 سبتمبر 1958.
لم تساعد الإشادة بالرواية باسترناك في أى شيء، ورفضت الحكومة السوفيتية السماح له بقبول جائزة نوبل، وتوفى باسترناك فى مايو 1960 من مجموعة من أمراض السرطان والقلب، ولكن الدكتور زيفاجو رفض الموت معه، ففى عام 1965، تم تحويل الرواية إلى فيلم ناجح من بطولة عمر الشريف، وفى عام 1987، نشرت الرواية فى روسيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة