فى ظل قيام قوات الاحتلال والكيان الصهيوني بحرب بشعة على شعب أعزل وهى فى رعاية وحماية الولايات المتحدة والغرب، علينا أن لا ننسى أن الكيان المحتل لا يعرف السلام عبر مدار التاريخ، وأنه يجيد لغة المظلومية ودائما ما يعتمد على سياسة المراوغة وإدمان الكذب والتضليل وتزييف الحقائق، فماذا تنتظر من كيان جاء فى الأصل وفق مخطط خبيث يسلب أرض غيره بالقتل وبالقهر والكذب؟
نقول هذا، حتى نذكر أن ما تفعله إسرائيل بعد طوفان الأقصى يأتى ضمن استراتيجيتها القومية التي لا تتغير بتغير الحكومات ولا تعدد الحروب، وهو الإصرار على تكريس التقسيم الزماني والمكاني في الأقصى والقدس وفى فلسطين كلها، وذلك بالاعتماد على مجموعة من اللاءات الغير قابلة لأى نقاش أهمها، لا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولا لعودة اللاجئين الفلسطينين، ولا لإيقاف الاستيطان الإسرائيلي، ولا لوجود تحالف عربى استراتيجى يهدد حلمها أو مصالحها.
لذا يجب أن يتم التفريق بين الاستراتيجية القومية القائمة على عدة اللاءات كما ذكرنا، وبين استراتيجية الإدارة، التي تعتمد على المراوغات والوعود الكاذبة، والقيام بعمليات عسكرية بين الحين والآخر من أجل سياسة الردع وتنفيذ مخطط الإبادة، وتعزيز الانقسام بين الأطراف الداخلية والحفاظ على مصادر القوة مقابل الحفاظ على حالة الضعف للفلسطنيين، وبالتالي فلا فرق بين حكومة نتنياهو المتطرفة أو غيرها من الحكومات، فالكل يأتي وفق لاستراتيجية وأهداف كبرى يعمل على تحقيقها وفقا لمعتطيات المرحلة، وما بين العمل على تحقيق الاستراتيجية القومية واستراتيجية الإدارة تحقق إسرائيل ما تريده من إبادة للفلسطنيين، بالقتل والدمار وبالتوسع الاستيطانى وتهويد القدس والسير نحو حلم إسرائيل الكبرى.
وخير نموذج على هذا ما نراه الآن فى حربها على غزة وكافة المدن الفلسطينية، حيث يرى الكل أن الهدف الرئيسى هو الإبادة، فهؤلاء قوم لا يعرفون إلا القتل والغدر والكذب والادعاء، واسألوا التاريخ.
نهاية.. يجب على العالم أن يقف موقفا حاسما حتى لا يظل أداة لإسرائبل فى تنفيذ حلمها الكاذب والزائف، وأن يدرك العالم أن فلسطين ستبقى ولم ولن ينتصر الباطل، وأن حل القضية الفلسطينية هو أحد المفاتيح الرئيسية لاستقرار المنطقة شاء المجتمع الدولى أو أبى، وستبقى فلسطين مهما كانت الاستراتيجيات ومهما طال الصراع..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة