فصل جديد من كتاب الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى، لم تطوى صفحاته رغم مرور أكثر من عشرة أيام، امتلأت بصور موجعة تفطر القلب، خاصة صور الأطفال الأبرياء، فهذا طفل لفظ أنفاسه الأخيرة ممسكا بكسرة خبز؛ لم يكمل طعامه، وآخر يلقن أباه الشهادة، وثالث يرتعد قلبه خوفا من أصوات القنابل ولهيب النيران، كلها مشاهد توثق قتل إسرائيل المتعمد للبراءة، وعدم احترامها لأى مواثيق دولية تراعى حق الأطفال فى العيش بسلام واطمئنان.
فالطفل الفلسطينى، الوحيد فى العالم كله الذى يولد ليموت، لا تدرى أمه أو أباه متى ستختطفه قذائف الصهاينة أو طلقات رصاصهم أو دانات مدافعهم، يموتون ويقدمون أرواحهم لكى تحيا القضية وتذكر العالم كله بالمأساة التى يعيشها الشعب الفلسطينى؛ والنكبة التى أحلت به وبالضرورة لن تتورع إسرائيل عن الاستمرار فى سيناريو تدمير قطاع غزة واستهدافه بآلاف القنابل المدمرة والتنكيل بالفلسطينيين فى الضفة وبالمصلين فى المسجد الأقصى، وصولاً إلى محاولات تهجير السكان الأصليين وانتزاع أرضهم وزرع مستوطنات يهودية بدلا منها.
وبعد خمسة وسبعين عامًا من النكبة الفلسطينية، وسط جريمة يومية ومتكررة ضد العزل من سكان فلسطين يبقى أطفال فلسطين الرقم الأصعب فى مجريات الأحداث، بعقولهم العاجزة عن استيعاب ما يدور، لا شيء يعرفونه فى هذه السن غير العاطفة الجياشة تجاه آبائهم، وها هم أيضا يسكنون تحت التراب.
أطفال ودعوا الحياة قبل أن يداعبهم آباؤهم ويرتعوا من حنان أمهم ويرسمون ذكريات اللعب مع أقرانهم، وآخرون حُرموا من عائلاتهم بأكملها وهم أنفسهم ينتظرون الموت القادم مع قنابل تتساقط فوق رؤوسهم لا يدرون متى؛ قبيل الفجر أم مع غروب الشمس.
ترسم حالة الأطفال الفلسطينيين صورة قاتمة لمشهد عصى على الاستيعاب، فى ظل تمسك الاحتلال الإسرائيلى بخيار الحصار الخانق على المدنيين فى قطاع غزة، بشهية عنصرية مفتوحة لابتلاع الأرض تصادف شهية غربية أكثر تواطئا على غض الطرف إزاء الجرائم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
لقد أرهبوا ورعبوا الأطفال وجعلوهم يشعرون بالخوف والرعب بدون حتى قدرتهم على التعبير عما بداخلهم، قتلوا فيهم التعبير عن الشعور بالخوف وكانت المشاهد خير دليل على ما فعلوا فى الأطفال من قتل ورعب وفزع، فقد شاهدنا الطفل الذى يترك وصيته وآخر يلقن أخاه الشهادة وطفل ثالث يفقد النطق أو التعبير عما يشعر أو عما بداخله فجعل يرتجف ويرتعش رعبا وخوفا مما يحدث.
لقد قتلوا البراءة..وأجرموا فى حق الطفولة.. وعاثوا فى الأرض فسادا.. ألا تبا للعنصرية والكراهية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة