"نورت يا قطن النيل ياللي بتدخل الفرحة على قلب الحزين".. الفلاحون: ننتظره من العام للعام لزواج أولادنا وإدخال الفرحة على أسرنا.. والمزارعات: من لا يزرع القطن حزين وحلاوتنا بلمتنا بأغانينا "يا قطن يا حريري".. صور

الإثنين، 02 أكتوبر 2023 02:00 ص

محافظ كفر الشيخ مع المزارعين اثناء جني القطن

كفر الشيخ- محمد سليمان

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحولت حقول القطن لخلايا نحل، يلتف حول أعواد القطن، الصغار والكبار والشباب والفتيات، في فرحة كبيرة، لجني ثمار أشهر تنتظرها الأسر في قرى محافظة كفر الشيخ، لتوفير احتياجاتها، وإدخال الفرحة في نفوس الشباب والفتيات، الذين ينتظرونه من العام للعام، لإقامة الولائم والأفراح.

تحتل محافظة كفر الشيخ المركز الأول لإنتاج القطن المصري هذا العام على مستوى الجمهورية، بزراعتها لـ 84 ألف و200 فدان، لتنفرد بالصدارة، بزراعة ثلث ما تم زراعته في محافظات الجمهورية، لتساهم في إعادة مكانة القطن المصرى "الذهب الأبيض"، الذي غنت له أم كلثوم "اجمعوا خيره مالناش غيره، يغنى البلد ويهنى الحال"، و غنى له العندليب "النهارده وكل فلاح له قيراطا يزرعه وخير بلدنا كله للشعب كله" و كتب فيه صلاح جاهين: "يا معجبانى يا أبيض يا معجبانى، يا قطن يا اللى مبيض وش الغيطانى".، لتستعد الأسرة المصرية في الغيطان بقرى كفر الشيخ، ما كان يشاهده المصريون بالقرى والأفلام والمسلسلات، وانتظار الآلاف لجني القطن، لزواج أبنائهم من خيراته، تلك الصورة التي غابت عن الأذهان، استعادها الفلاح بقرى محافظة كفر الشيخ.

وداخل حقول القطن يتناثر عشرات من البنات والأولاد ممن تتراوح أعمارهم ما بين 10 سنوات وحتى 18 سنة، إضافة للسيدات التي تعمل في جني القطن وتتراوح أعمارهن ما بين 20 لـ 60 سنة، ليبدأ عملهن اليومي مع جنى ثمار القطن؛ إذ يعد موسم خير للأسر لجلب المال من أجل توفير الاحتياجات المنزلية، بالنسبة لهم، وهو مصدر دخل ينتظرونه كل عام، ومع زيادة المساحات المنزرعة هذا العام، زادت فرص العمل لعدد كبير من الأيدي العاملة.

فرحة في الحقول برغم حرارة الجو نجد متعة وسلواتنا الغناء واللمة الحلوة

قالت جميلة محمد عبدالله، ربة منزل، ننتظر موسم جني القطن للعمل في الزراعات المتعددة سواء بقرى الحامول أو بيلا، لأنه مورد للرزق فيومية جني القطن في اليوم 150 جنيها، من بداية اليوم لآخره، ولكن هناك نصف اليومية بـ 65 جنيها، ويشارك في جني القطن صغار وكبار لأنه موسم.

وأكدت فاتن جمال محمد، ربة منزل، يحلى الجني وسط اللمة والغناوي المتعددة وتريد الكبار والصغار ليها، ونبدأ جني من الساعة السادسة وينتهي في الساعة الخامسة مساء، وهناك من يجني نصف يومية، وبرغم حرارة الجو إلا أننا نجد متعة في جني القطن وفرحة كبيرة.

وأكد محمد أحمد كمال، مزارع، القطن كنز ثمين، ونحرص على زراعته منذ عشرات السنوات، لأنه ثروة قومية كبيرة، مثله مثل الذهب والحديد والنحاس، ونعتبر موسم جنيه عيد تنتظر الأسر بالقرى لزواج الأولاد، وتوفير كل احتياجات الأسرة، وخاصة أنه أتى قبل بدء العام الدراسي بأيام، ويتحمل المزارعون حرارة الجو، وهم سعداء، وسعادتهم تنسيهم شدة الحرارة.

وقالت فاطمه محمد سعفان، مزارعة، 55 سنة، من لا يزرع القطن حزين، لأنه لا يوفر لأسرته كل ما تحتاجه من مستلزمات، مؤكدة أن عادات المزارعين لم تتغير منذ عشرات السنوات، في اللمة والغناء والزغاريد، وأشهر أغنية تتغنى بها الفتيات، ياقطن ياحريري ياحزام أبو إسماعيل إلى ميزرعكش طول السنه حزين، مشيرة إلا أنها لو مزرعتش فدانين ولا 3 مش هعرف أستر بنتها.

زراعة كفر الشيخ: المحصول مبشر بالخير بإنتاجية من 10 لـ 12 فدانا

وأكد اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، أن المحافظة تتميز بزراعة قطن طويل التيلة، وتزرع المحافظة ثلث المساحة المنزرعة من المحصول على مستوى الجمهورية ب 84 ألفا و200 فدان، ومتوسطة إنتاجية الفدان من 10 لـ 12 قطارا.

أكد الدكتور ناجح غربية، وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ،لـ"اليوم السابع": إن عمليات جني محصول القطن بدأت بالمحافظة، بجني 10 أفدنة، ومحصول هذا العام يبشر بالخير للمزارعين، وذلك نتيجة تكثيف لجان المكافحة والإرشاد الزراعي حملات المكافحة لدودة ورق القطن وديدان اللوز، حيث انخفضت نسب الإصابة في موسم زراعة المحصول هذا العام.

وأشار غربية، أن كفر الشيخ تتميز عن بقية المحافظات، بأن الله حباها بإنتاج وفير من كثير من المحاصيل، فلها الصدارة بزراعة 84 ألفا و200 فدان قطن وتحتل بهم المركز الأول على مستوى الجمهورية، وتمثل ثلث المساحة، حيث تم وضع خطة ثلاثية لزيادة المساحات المنزرعة بالقطن؛ تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، حتى يعود القطن إلى سابق عهده مرة أخرى، مؤكداً أنه يتم تجميع محصول القطن من المزارعين بـ 91 موقعاً في مراكز ومدن المحافظة.

بداية نجاح الموسم وبشاير الخير بتوفير أصناف التقاوي

وأضاف غربية، أنّ موسم زراعة القطن بدأ بتوفير أصناف التقاوي التي أصدر بها وزير الزراعة واستصلاح الأراضي قرارًا، وكانت عبارة عن أصناف جيزة 96 وجيزة 94، مشيرًا إلى وجود 3 مراكز من مراكز الإكثار وهي بيلا والحامول ومطوبس، والتي سيعتمد عليها في توفير تقاوي العام القادم.

مهندسون للإرشاد والمكافحة

وأكد غربية، إنه تم تشكيل لجان منذ بداية الموسم، وتقسيم المحافظة إلى 3 قطاعات، يضم كل قطاع مجموعة من المهندسين الزراعيين، ليقوموا بدورهم في عمليات المرور الدوري والإرشاد والمكافحة، موضحًا توفير المديرية المبيدات اللازمة بالتعاون مع وزارة الزراعة، والسيطرة على الآفات بشكل كبير خلال هذا العام، إلى جانب العديد من الخطوات التي اتخذتها القيادة السياسية نحو عودة القطن المصري إلى عرشه الذهبي.

أكياس مصنوعة من الخيش

وقال غربية، إنه لا بد أن تكون الأكياس التي يتم تعبئة القطن بها مصنوعة من "الخيش"، لافتا أن هناك أكياس مخصصة يتم الحصول عليها من إدارة إنتاج التقاوي وهي خاصة بمحصول قطن الإكثار، وهي أكياس بها خطين لونهما أحمر من الخارج، ثم يتم تخييط الكيس بدوبارة قطن مع الحذر من استخدام خيط صناعي، والتأكيد أيضا على عدم الكبس الشديد لأكياس القطن لأنه يؤثر على جودة المحصول.

وأضاف غربية أنه إذا اضطر المزارع إلى جمع محصول القطن أثناء نزول الندى فيتم عمل «تنشير» للقطن، والأفضل جمع المحصول عقب انتهاء نزول الندى حتى لا يحمل القطن نسبة من الرطوبة، موضحاً أن عمليات الجني المحسن من العمليات الهامة جدا، حيث يتم جني محصول القطن بعد وصول نسبة التفتح إلى 60% من الحقل، وبعد عملية الجني الأولى يتم عمل تسليك بالمياه حتى يتم تفتيح باقي المحصول، ثم تبدأ عملية الجني الثانية.

حصر بالأماكن المزروعة بالقطن

وأكد وكيل وزارة الزراعة، أنه تم عمل حصر بالأماكن المزروعة بمحصول القطن منذ بداية الموسم، وتم تسليم الحصر إلى كل مركز تجميع للقطن من الـ91 مركزا على مستوى المحافظة، وهو حصر باسم القائم بالزراعة ورقم الحيازة الزراعية والمساحة المنزرعة لدى كل مزارع بمحصول القطن، والمطلوب من كل مزارع الذهاب بأكياس القطن، ثم يتم عملية الوزن والفرز، ثم يتبع ذلك الإجراءات المالية مع منظومة القطن.

مركز البحوث بسخا ينتج أصناف جديدة لزيادة الإنتاجية

وقال الدكتور محمد أبو اليزيد رئيس قسم تربية القطن، بمحطة بحوث الزراعة بسخا، بمحافظة كفر الشيخ، أن برامج التربية بمركز بحوث زراعات القطن بسخا تنتج الأصناف الطويلة والأصناف الفائقة الطول وفائقة النعومة بما يجعلها هي أحد مصادر الإنتاج الرئيسية لتقاوي بذرة القطن طويل بحري والتي تزرع بها جميع أراضي محافظات الدلتا.

وأضاف أبو اليزيد، يتم إنتاج أصناف من القطن فائق الطول والمحسنة والتي يتم من خلالها إجراء تجارب المقارنات البحثية من خلال المصغرات والمكبرات على مستوى محافظات الدلتا، والتي يتم عقب ذلك وضع الأصناف الجديدة المحسنة من القطن مع الأصناف القديمة المنزرعة بحقول المزارعين وذلك للحكم عليها وعلى مدى كفاءتها الإنتاجية حتى يتم تحديد أراضي محافظات الدلتا التي سوف يزرع بها كل صنف بما يناسب التربة المزروعة على حدة.