شريف عارف

همجية إسرائيل وحيوية مصر

الخميس، 19 أكتوبر 2023 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أثبتت الأيام القليلة الماضية، أن إسرائيل لديها مخطط واضح وممنهج لشرق أوسط جديد، وأن هذا المخطط قد دخل بالفعل حيز التنفيذ، دون مراعاة لأية اتفاقات دولية أو معاهدات جرت بين العرب وإسرائيل.

 

وفى سبيل تنفيذ هذا المخطط المشبوه، فإن إسرائيل على أتم استعداد لأن تفعل أى شىء بلا رحمة، أو أى وازع أخلاقى أو التزام دولى.

 

جريمة قصف المستشفى الأهلى المعمدانى بغزة، هى فى حد ذاتها جريمة حرب ارتكبت ضد ضحايا أبرياء يبحثون عن مشفى للعلاج من جراء عمليات القصف الهمجى، الذى تقوم بها آلة الاحتلال الإسرائيلى.

 

هذه الجريمة تؤكد أننا أمام عصابة وليست دولة تحترم القوانين الدولية، عصابة أيديها ملطخة بدماء الأبرياء، وتاريخها حافل بالمجازر والجرائم الوحشية.

 

هذه الجرائم، أعادت القضية الفلسطينية برمتها إلى نقطة الصفر، ضاربة بكل المعاهدات والاتفاقات التى وقعتها إسرائيل مع الدول العربية عرض الحائط، وسط صمت دولى مريب تجاه استمرار العدوان الإسرائيلى.

 

وسط كل هذه الأجواء، لم تقف مصر العربية مكتوفة الأيدي، أمام ما يحدث، وفى هذا الصدد أجرت القاهرة سلسلة من الاتصالات الدولية والتحركات المكوكية، لوقف التصعيد الإسرائيلى وكادت أن تؤتى هذه الاتصالات ثمارها بانعقاد قمة القاهرة للسلام 2023 لولا التعنت الإسرائيلى وإصراره على ارتكاب مزيد من الجرائم والقدوم على هذا الكم من الأفعال الهمجية.

 

موقف مصر من القضية الفلسطينية واضح ولا يقبل المزايدة، فهى الدولة التى قدمت عبر التاريخ الحديث كل التضحيات خلال جولات المواجهة الأربعة. ورغم ذلك، فهى على استعداد لتقديم المزيد من أجل القضية الفلسطينية، التى يريد الاحتلال الغاشم الآن تصفيتها بمخطط مشبوه، يهدف إلى دفع اللاجئين إلى سيناء، وهو ما رفضته الدولة المصرية وكذلك التأييد الشعبى الكبير على مدى الساعات القليلة الماضية.

 

المخطط الإسرائيلي واضح منذ عقود طويلة، حينما حاول الاحتلال الغاشم التفاوض مع شيوخ القبائل السيناوية، لجعل سيناء دولة للفلسطينيين، لكن شيوخ القبائل الشرفاء، رفضوا هذا المخطط.

 

وخلال العام الأسود من حكم جماعة الإخوان، تم طرح هذا المخطط من جديد لإقامة مخيمات لاجئين للفلسطينيين فى شمال سيناء، ورغم نفى الجماعة الإرهابية، إلا أن الرئيس محمود عباس أكد فى تصريحات رسمية أنه جرت مفاوضات بين الرئيس الإخوانى المخلوع محمد مرسى ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى حول تنفيذ هذا المخطط فى سيناء.

 

الشعب العربى ينتفض، والغليان فى كل مكان لن يمكن هذا المخطط من التنفيذ بأى حال من الأحوال.

 

هذه الجرائم جددت حيوية مصر، وضخت الدماء من جديد فى عروق المصريين، وجعلت القضية الفلسطينية هى البند الأول فى جدول الأعمال.

 

sherifaref2020@gmail.com










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة