محمد صلاح وسر الرسالة غير المعادية

أثار موقف محمد صلاح من الصراع بين إسرائيل وفلسطين جدلاً واسعاً في مصر والعالم العربي. بعدما نشر النجم المصري مقطع فيديو للتعليق على العدوان الإسرائيلي على فلسطين بعدما تحفظ في البداية التعليق وهو ما أثار غضب الكثير من المصريين والعرب الذين رأوا أن اللاعب عليه أن يعلن بكل صراحة دعمه للقضية الفلسطينية.

ولكن في وقت لاحق، أعرب صلاح عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، قائلاً في تصريحات صحفية: "أنا مسلم، وأؤمن بحق الفلسطينيين في العيش بحرية وكرامة. أشعر بالحزن والأسى لما يحدث في غزة، وأدعو إلى وقف العنف وتحقيق السلام".

وعلى الرغم من هذه التصريحات، إلا أن البعض ما يزال يشكك في موقف صلاح الحقيقي من الصراع. فقد اتهمه بعض النقاد بأنه لا يدعم القضية الفلسطينية بشكل كافٍ، وأنه يخشى من ردود الفعل السلبية التي قد يتعرض لها في أوروبا.

وعلى الرغم من إيجابية موقف محمد صلاح إلا أن الضغوطات والانتقادات مازالت مستمرة، وكأن صلاح ليس لديه الحق في التعبير عن موقفه بشكل حر ودون ضغوطات.

والانتقادات الموجهة إلى موقف صلاح غير المعادي لإسرائيل بشكل علني، منح رسالته مساحة أكبر للانتشار في كل وسائل الإعلام، التي عرضت في صحف وقنوات داعمة بكل صراحة لإسرائيل، وأجبر الجميع على نقل رسالته بدون تحريف أو اجتزاء كما تضمنت مطالب واضحة ومحددة لكسب تعاطف الجميع سواء معارضين للقضية الفلسطينية أو مؤيديها بكل تأكيد، وهي وقف العدوان والسماح بدخول المساعدات ومناشدة لقادة العالم لحل الأزمة.

وغامر محمد صلاح بإمكانية خسارة عقود تجارية وإعلانية كبيرة بسبب موقفه المعادي لإسرائيل، لكن نجم ليفربول واجه الموضوع بكل شجاعة وعبر عن رأيه دون خوف من خسائر مادية أو حتى هجوم من وسائل الإعلام الداعمة للكيان الصهيوني.

وبشكل عام يعتبر موقف محمد صلاح من الصراع هو موقف مشرف وأظهر إدراكه للقضية الفلسطينية، وأنه ليس مجرد لاعب كرة قدم بل شخصية صاحبة تأثير كبير عالميا ووصفته صحيفة "USA Today" الأمريكية بأنه أشهر شخصية عربية على المستوى العالمى بشكل عام.

وعلى الرغم من أنني أتفهم مخاوف البعض من أن يكون موقف صلاح غير كافٍ، إلا أنني أعتقد أنه خطوة مهمة في الطريق الصحيح. فقد أظهر صلاح أنه مستعد للتعبير عن موقفه من القضية الفلسطينية، وهو أمر يستحق التقدير.

أتمنى أن يواصل محمد صلاح دعمه للقضية الفلسطينية، وأن يحث العالم على العمل من أجل تحقيق السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.