قال شوكت ميرضائيف، رئيس أوزبكستان إن السياحة واحدة من أسرع القطاعات نمواً وتساهم في تعزيز الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أنه بحسب مجلس السياحة العالمي، كان قطاع السياحة، قبل جائحة فيروس كورونا، يمثل نحو 10 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و7 بالمائة من صادراته، ولسوء الحظ، ضرب الوباء هذا القطاع بشدة.
وأضاف فى كلمته فى افتتاح فعاليات الدورة الـ25 للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية والمنعقدة فى مدينة سمرقند فى الفترة من 16-20 أكتوبر، أنه نتيجة لذلك، انخفضت عائدات تصدير السياحة بشكل كبير وفقدت ملايين الوظائف، ولكن بفضل العمل المنهجي الذي تقوم به منظمة السياحة العالمية وحكومات البلدان التي تمثلونها، تنتعش السياحة العالمية اليوم.
وقال إنه من خلال الجهود المشتركة والتعاون الوثيق بين جميع البلدان، أظهر هذا القطاع مرونته في مواجهة التحديات والتهديدات الجديدة.
وأشار إلى أنه في العام الماضي، سافر ما يقرب من مليار سائح حول العالم إلى دولة أجنبية. ويمثل هذا ما يقرب من 70 بالمائة من مستوى ما قبل الوباء. ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم أكثر هذا العام.
وأضاف أنه نظراً للوضع المعقد الحالي، تعتمد العديد من البلدان على صناعة السياحة لتنشيط اقتصاداتها ومعالجة المشاكل الاجتماعية الملحة فى الوقت الذى أصبحت فيه المنافسة العالمية أكثر شراسة.
أوزبكستان
وأكد أن السياحة لا تخلق فقط فرص عمل ووظائف وتدعم الاقتصاد، وإنما تعد أداة قوية لتعزيز التبادل الثقافي بين شعوب العالم وتعزيز مبادئ التسامح.
وأشار الرئيس إلى تنفيذ دولته في السنوات الأخيرة برنامج إصلاحات واسع النطاق يركز على تعزيز مؤسسات المجتمع الديمقراطي، وتحرير الاقتصاد، وتحسين مستويات معيشة الشعب، مؤكدا "نحن نعطي الأولوية لقطاع السياحة في "سياسة الأبواب المفتوحة" لدينا."
وتابع قائلا "لقد منحنا نظام بدون تأشيرة لمواطني حوالي مائة دولة. كما تم إدخال نظام تأشيرة إلكترونية مبسط لمواطني 55 دولة أخرى. لقد خلقنا الظروف المواتية لممارسة الأعمال التجارية في جميع القطاعات الفرعية للسياحة. لقد قدمنا المزايا الضريبية والجمركية وعززنا الدعم الائتماني والمالي.ويخص ص الدعم لبناء فنادق جديدة، وجذب العلامات التجارية العالمية، فضلا عن زيادة التدفق السياحي."
وأضاف أنه رغم القيود المفروضة بسبب الوباء، تم تنفيذ 800 مشروع بنية تحتية خلال عامين واستثمار أكثر من مليار دولار في تحسين البنية التحتية السياحية في مدينة سمرقند وحدها. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء شرطة سياحية لضمان سلامة وأمن السياح. ويتم إنشاء قرى سياحية تعرض نمط الحياة التقليدي والحرف اليدوية الفريدة.
أوزبكستان 2
وأضاف أن طلاب من 19 دولة يدرسون في جامعة سمرقند "طريق الحرير" الدولية للسياحة والتراث الثقافي. كما تضاعف عدد السياح الأجانب المسافرين إلى أوزبكستان. وزادت عائدات الصادرات السياحية 4 مرات.
ووفقا للتقديرات، سيزور بلادنا ما مجموعه 7 ملايين سائح بحلول نهاية هذا العام. وبحلول عام 2030، نعتزم زيادة هذا الرقم إلى 15 مليونًا وزيادة تدفق السائحين المحليين إلى 25 مليونًا.
وأوضح أنه تم تصنيف أوزبكستان في قائمة "أسرع الوجهات السياحية نموًا" من قبل منظمة السياحة العالمية، وتحتل المراكز الرائدة في قائمة "البلد الأكثر أمانًا للسياحة" لشركة الاستطلاعات الشهيرة جالوب. وفي العام الماضي، تم الاعتراف بأوزبكستان على أنها "أقوى وجهة سياحية" في "مؤشر السياحة الإسلامية العالمي".
ولفت إلى أنه سيتم تشغيل ستة قطارات فائقة السرعة أخرى على طرق "طشقند - سمرقند" و"نافواي - بخارى"، وسيتم بناء 600 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية الإضافية.
وسيسير قطار فائق السرعة على خط "طشقند – خيفا (خوارزم)" اعتبارًا من عام 2025، وسيتم تمديد هذا الطريق إلى مدينة نوكوس بحلول عام 2026.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء طريقي "طشقند - سمرقند" و"طشقند - أنديجان" برسوم مرور على أساس الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأشار إلى أنه سيتم تطبيق نظام "السماء المفتوحة" في جميع المطارات، وسيتم تجديد ستة مطارات رئيسية في المناطق على أساس الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
أوزبكستان 3
وقال إنه يوجد أكثر من 8 آلاف موقع للتراث الثقافي في أوزبكستان وتم إدراج أكثر من 200 من مواقعنا المادية و6 مواقع غير ملموسة في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي.
وأكد الرئيس أن إنشاء طرق سياحية مشتركة مع دول منطقتنا، وتوسيع قدرات النقل والخدمات اللوجستية في آسيا الوسطى، بما في ذلك تنفيذ برنامج "جولة واحدة، المنطقة بأكملها"، هي في صميم تركيز أوزبكستان.
وأضاف "نهدف إلى خلق ما لا يقل عن مليون فرصة عمل جديدة في المستقبل من خلال عملنا على تطوير السياحة الطبية والبيئية وتذوق الطعام والعرقية والمتطرفة وغيرها من أنواع السياحة."
واعتبر أن استضافة سمرقند للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية – يعد حدثا مهما في صناعة السياحة العالمية - و مناسبة تاريخية عظيمة لمنطقة آسيا الوسطى بأكملها.
وقدم الرئيس عدد من المقترحات لدعم هذا القطاع، أولها إعداد نظام يضمن أمن السياح، لاسيما مع الصراعات وعدم الاستقرار فى مناطق مختلفة من العالم والتى تؤثر على تنمية القطاع أكثر من الوباء. واقترح البدء في تطوير مدونة عالمية للسياحة الآمنة بتوجيه من الأمم المتحدة.
وقدم مقترحا ثانيا يتعلق بالسياحة الخضراء فى وجه تغير المناخ، واقترح أيضًا إنشاء نظام لتمسية "أفضل مدينة لتعزيز السياحة الخضراء" داخل المنظمة. وقال إن بلاده على استعداد لتقديم المنح لتنظيم أفضل الحلول المبتكرة.
ثالثا، من أجل زيادة تعزيز البيئة التمكينية للسياح ذوي الإعاقة وتطوير البنية التحتية للسياحة الشاملة، طرح مبادرة إعلان عام 2025 "السنة العالمية للسياحة الشاملة" داخل منظمتنا واعتماد إعلان خاص.
رابعا، من المناسب إنشاء مجلس للمدن التاريخية للسياحة في إطار منظمة السياحة العالمية. وتتيح هذه المنصة زيادة تدفق السياح إلى مواقع التراث الثقافي، وتبادل أفضل الممارسات في الحفاظ على المعالم التاريخية، ووضع التوصيات والحلول الفعالة. وقال إن بلاده على استعداد لتنظيم الاجتماع الأول للمجلس في مدينة بخارى القديمة.
خامسًا، افتتحنا اليوم في سمرقند أكاديمية السياحة الدولية التابعة لمنظمة السياحة العالمية - وهو مركز تعليمي فريد من نوعه يقدم التدريب والتدريب المتقدم للمتخصصين في مجال السياحة. واعتبارًا من العام الدراسي المقبل، ستقدم أوزبكستان منحًا دراسية خاصة للمتخصصين الموهوبين وستدعو ممثلي البلدان للمشاركة بنشاط في هذا البرنامج.
سادسا، دعا إلى دعم مبادرة لعقد قمة السياحة العالمية للشباب في طشقند والتي سيتم تنظيمها بالتعاون الوثيق مع المنظمة، معربا عن ثقة أن هذا المنتدى سيوفر مساحة مهمة ومفيدة للشباب لإنشاء مشاريع التنمية السياحية وتوليد أفكار جديدة.
سابعا، اقترح إنشاء جائزة دولية خاصة للمنظمة للمساهمة في تطوير العلامة التجارية "إيباك يولي" ("طريق الحرير").
وقال إنه من المهم إشمال المروجين النشطين لقطاع السياحة - الصحفيين والمدونين وممثلي وسائل الإعلام للجمع بين القوة والإمكانات الهائلة لهؤلاء المبدعين الموهوبين من خلال إنشاء منصات إضافية. واقترح إنشاء مجمع إعلامي عالمي يجمع بين وسائل الإعلام الرائدة والصحفيين وكبار مدوني السفر.
وسيكون من المناسب عقد مثل هذه المنتديات الإعلامية كل سنتين كجزء من الدورات العادية للجمعية العامة. وأكد استعداد بلاده لاستضافة النسخة الأولى من هذا الحدث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة