كرم ملتقى القاهرة لفنون الخط العربى الذى يستمر حتى 16 أكتوبر الجاري اسم الخطاط الكبير الراحل الشيخ محمد عبد الرحمن، وهو واحد من أبرز رواد الخط العربى الذى أنجز مئات من التشكيلات والخطوط في العصر الملكي.
الشيخ محمد عبد الرحمن مواليد 1890 ميلادية، ببلدة الميمون بمحافظة بني سويف، وحفظ القرآن الكريم وجوده، والتحق بمدارس المعلمين الأولية والأزهر الشريف، تلقى تعليم الخط العربي وفنونه على يد الأستاذ محمود عبد الرازق والشيخ عبد الغني عجور وفقا لما جاء على موقع صندوق التنمية الثقافية.
عين مدرسًا للخط العربي بالمعهد الأزهري بالإسكندرية عام 1909م، ثم انتقل للعمل بمصلحة المساحة المصرية عام 1919م، وكنت مصلحة المساحة تختار في صفوفها خيرة الخطاطين المصريين للعمل وإعداد الخرائط وما يستلزم ذلك العمل من دقة فائقة، وكانت ايضًا مسئولة عن طباعة العملات الورقية، والطوابع البريدية، والشيكات، والمحافظ المالية المختلفة.
وكما عمل بجانب عمله الأساسي في مصلحة المساحة مدرسًا للخط العربي بمدرسة تحسين الخطوط الملكية وقتها، وكشفت مجموعة الأوراق ضمن خبيئة الشيخ محمد عبد الرحمن أنه كان يعمل أيضًا "خبيرًا" للخطوط والمضاهاة والتزوير في المحاكم المصرية، وهو التخصص الهام الذي لم يعد موجود، وكان يتولاه خريجي مدارس الخطوط العربية الممتازين، لخبرتهم بالتزوير والأحبار وما إلى ذلك من أعمال تتولاها حاليًا مصلحة الطب الشرعي، والعاملين بها هم خريجي كليات الطب والصيدلة والعلوم.
للشيخ محمد عبد الرحمن مجموعة خطية اسمها ""كراسة الخط الواضح"، ومجموعة أخرى لخط الرقعة، ومن آثاره الفنية كتابة مسجد أحمد طلعت بك بالسبتية بالقاهرة، وأحمد طلعت بك هو صاحب واحدة من
خط الشيخ محمد عبد الرحمن مجموعة كبيرة جدًا من أغلفة الكتب الأدبية والتاريخية والسياسية، وكانت له بصمة كبيرة جدًا في الخط الرقعة، وإكسابها طابعًا جماليًا مميزًا، ولعل القطعة الخطية " الحكمة والإسكندر" وعلى الرغم من كونها سطور قليلة إلا أنها تشي باقتدار هذا الرجل وإجادته الفنية. وله قطعتين خطيتين أهداهما للملك فاروق بمناسبة زواجه عام 1938م، كما أنه كتب الباب البحري لسراي الأمير محمد علي، وتوفي عام 1950م.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة