قبل 5 سنوات وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، وزارتى قطاع الأعمال العام والزراعة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، بالتوسع في تجربة زراعة الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات، ومضاعفة المساحات 10 مرات تقريبا بهدف توفير تلك النوعية التي تزرعها مصر لأول مرة للصانع الوطنية وتوفير واردات منها ومن منتجاتها تقدر سنويا بنحو 3 مليارات دولار .
توجيهات الرئيس أتت بثمارها من خلال إنتاجية مميزة للزراعات بلغت في المتوسط نحو 10 قنطار للفدان الواحد وبجودة عالمية، الموسم الماضى وكذلك الموسم الحالي ، من خلال حجم الإنتاجية الجيد في الزراعات خاصة شرق العوينات لمساحة تبلغ نحو 1000 فدان .
وحققت زراعات الموسم الماضى نجاحا كبيرا للتجربة الثالثة لزراعة الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات والتى تم تنفيذها بتوجيهات الرئيس، ما يضع مصر فى مصاف الدول المنتجة، بل والمصدرة لتلك النوعية من الأقطان القصيرة والتى يتم استخدامها فى الصناعة بنسبة 98.5% مقارنة بـ1.5% للأقطان طويلة التيلة، وذلك حال التوسع فيها وزارعة نحو 100 ألف فدان بعيدا عن القطن طويل التيلة فى مناطق وادى النيل والدلتا.
وتراوحت الإنتاجية من 10 إلى 14 قنطارا، فى كامل المساحة، التى تم جنيها بالحصادات الالية أو الجنى اليدوى، وهى إنتاجية توازى الإنتاج العالمى لنفس النوعية من الأقطان.
متابعة متواصلة من وزارة قطاع الأعمال العام
تلقى الدكتور محمود عصمت تقريرًا من شركة مصر لتجارة وحليج الأقطان التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس التي تتولى تنفيذ مشروع زراعة القطن قصير التيلة، حيث تبلغ المساحة المنزرعة للموسم الحالي في منطقة شرق العوينات نحو 1000 فدان، مشيرا إلى دعم الوزارة لتجربة زراعة الأقطان قصيرة التيلة للمرة الأولى الموسم الحالي بمنطقة توشكى في مساحة حوالي 250 فدانًا، موضحا أن زراعة المحصول بمنطقة شرق العوينات يتم تنفيذه للعام الرابع على التوالي، وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
النتائج المتوقعة في حدود 10 قنطار للفدان الواحد
وأكد الدكتور محمود عصمت أن تقارير متابعة المحصول تشير إلى أن النتائج مبشرة خاصة في ضوء ما تحقق من نتائج إيجابية الموسم الماضي بإنتاجية حوالي 10 قناطير للفدان، ومن المتوقع بدء الجني الآلي للمحصول في نهاية سبتمبر، بما يحقق وفرًا يقدر بنحو 8 آلاف جنيه في الفدان الواحد مقارنة بالحصاد اليدوي.
وأشار الدكتور عصمت إلى أهمية تجربة زرعة القطن قصير التيلة التي تهدف إلى المساهمة في تلبية احتياجات شركات الغزل والنسيج من الأقطان والتي يتم استيرادها من الخارج لتخفيف الضغط على العملة الصعبة، إذ بلغ الوفر المحقق العام الماضي في تكلفة القنطار الواحد مقارنة بالمستورد ما نسبته 20%، مؤكدًا أهمية التوسع في هذه الزراعة لتوفير واردات مصر منها.
بدء حصاد الأقطان قصيرة التيلة الأسبوع المقبل
كشفت مصادر لـ" اليوم السابع" النتائج الخاصة بالأقطان قصيرة التيلة من خلال حجم الإنتاجية المتوقعة ،وذلك قبيل الحصاد نهاية الأسبوع المقبل بمنطقى شرق العوينات، حيث من المتوقع أن تعادل الإنتاجية نفس إنتاجية العام الماضى وذلك على الرغم من الظروف المناخية الصعبة في مناطق شرق العوينات.
وفق المصادر فإن زراعات القطن قصير التيلة على مساحة تصل لنحو 1000 فدان تحدت كل تلك الظروف ونبتت بشكل جيد جدا ؛ بما يبشر بإنتاجية عالية لا تقل عن إنتاجية الموسم الماضى بما يتراوح من 9 ل 10 قنطار للفدان الواحد البالغة نحو 10 قنطار للفدان .
وأضافت المصادر أن الحصاد سيتم الأسبوع المقبل، حيث يجرى حاليا تجهزي الحصادات الالية وتجهيز الأيدي العاملة التي ستشارك في الحصاد المنتظر للمساحة التي تم زراعتها بالتنسيق بين وزارة قطاع الأعمال العام ووزارة الزراعة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية.
آليات تنفيذ التجربة الناجحة
وفق خطة الزراعة التى تمولها الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس عبر شركة مصر لحليج وتجارة الأقطان، فإن التعامل مع زراعة القطن خلال التجربة تم بطريقة احترافية ومناسبة لنمو النباتات، تحت إشراف الخبير المصرى العالمى الدكتور سعيد عبد التواب، المتخصص في زراعة الأقطان في المناطق الصحراوية، حيث يتم تنفيذ إجراء كافة التوصيات الزراعية اللازمة لزراعة القطن بالاراضى الجديدة ، حيث أن الزراعات بحالة جيدة ومبشرة بنتائج إيجابية خلال الفترة المقبلة، وحال التوسع فيها ستوفر نحو 3 مليارات دولار سنويا واردات ؛مما يمثل نجاحا كبيرا للدولة المصرية التى نفذت تجربة الزراعات.
هشام العوضى: العالم يستخدم الأقطان القصيرة بنسبة 98.5%
كشف الخبير الاقتصادي هشام العوضي أن العالم يتوسع في زراعة الأقطان متوسطة وقصيرة التيلة، التى تتوافق مع الصناعة الحديثة حيث أنه 98.5% من الصناعة تعتمد على تلك النوعية من الأقطان في حين تعتمد 1.5 % من الصناعة على الاقطان الطويلة وفائقة أطول ،مما يستلزم التوسع بشكل كبير في زراعة القطن قصير التيلة شرق العوينات حيث نجحت مصر مصر مؤخرا في زراعته.
وأضاف هشام العوضي لـ"اليوم السابع" أن الأقطان القصيرة، هى المستقبل الصناعة بدليل ان المصانع تعتمد عليها بشكل رئيسي ، وبالتالي بدلا من استيرادها من الخارج بنحو مليار دولار سنويا ،يتم زراعتها محليا ،وتوفير العملة الصعبة ، مشيرا أن الدول العشر الأولى في إنتاج الأقطان المتوسطه بالترتيب الصين الاولى بقيمة نحو 3 مليارات دولار ثم بالترتيب، فيتنام، تركيا، باكستان، المكسيك، الهند ، بنجلاديش، اندونسيا ، وبيرو ، وأخيرا تايلاند .
وأضاف إن دول القارة الافريقية خارج تصنيف الدول العشرة الأولى ، لكن هناك العديد منها ينتج كميات كبيرة منها .
قطاع المنسوجات يحتاج للتوسع في الأقطان القصيرة
وأشار إلى أن قطاع المنسوجات المصرى بحاجة ماسة للتوسع فى زراعة الأقطان القصيرة التيلة، كبديل عن الاستيراد، مما يعزز الاقتصاد المحلى، ويوفر العملة الصعبة، لافتا إلى أن الاستمرار فى استيراد الأقطان القصيرة معناه استمرار دعمنا لدول مثل الهند وباكستان ودول غرب أفريقيا واليونان وأوزبكستان التى نستورد منها الخيوط السمكية.
ونوه بأهمية الموازنة بين حرص المسؤلين على تصدير القطن المصرى طويل التيلة وحجم استيراد الأقطان قصيرة التيلة من الخارج، بحيث يتم التوسع فيها لخدمة الصناعة الوطنية، سواء شرق العوينات أو فى مناطق متفرقة أخرى، لافتا إلى أهمية الدفع بقيادات محترفة ومؤهلة ولديها رؤية ونظرة تسويقية لتولى الشركات لضمان تحقيق النجاح المنشود بعد عمليات التطوير التى تجرى فى قطاع الغزل والنسيج حاليا.
انعكاس زراعة الأقطان القصيرة على الاقتصاد الوطنى
وحول الاستراتيجية القادمة لسد عجز الاسواق المحلية من الخيوط السميكة والمتوسطة وتوفير العملة الصعبة، التى تصل لنحو 3 مليارات دولار سنويا من خامات وخيوط واقمشة مصنعة من الاقطان قصيرة التيلة، نتيجة استيراد الغزول السميكة والمتوسطة، أشار الخبير في صناعة الغزل أشرف بدوى إنه لو تم تشغيل الغزول المحدثة بشركة المحلة الكبرى وشبين الكوم، والتى هى موديلات التسعينات وأواخر الثمانينات وبماكينات المانية وغيرها، سيصبح إنتاج مصر اليومى من الخيوط السميكة والمتوسطة على الاقل 180 طن يومى من تلك الخيوط لعدد 550 ألف مردن فقط، بما يعادل 23.5 مليون جنيه يوميا، وبما يعادل شهريا 600 مليون مصرى تخصم من ثمن الغزول المستوردة.
كشف أشرف بدوى الخبير الاقتصادى، أن مصر تستورد أقطانا قصيرة بمبلغ يعادل 564.44 مليون دولار؛ لتوفير الخامات لمصانع الغزل والنسيج، بجانب استيراد شعيرات بوليستر، أو ما يسمى ال filament،بما يعادل 993.13 مليون دولار، وشعيرات بوليستر قطنيه أو ما يسمى staple بمبلغ 773.38 مليون دولار، هذا بالإضافة إلى أقمشة الكروشيه التى تصل 263.420 مليون دولار.
بالإضافة إلى إكسسورات الملابس الجاهزة التى تصل إلى 172.9 مليون دولار.
420 مليون دولار صادرات قطن متوسط وطويل التيلة
وأضاف المهندس أشرف بدوى أن صادرات مصر من القطن تصل لنحو 420 مليون دولار، ما يتطلب التوسع فى زراعة الأقطان القصيرة لتحقيق الاكتفاء منها ،بجانب التوسع فى تصنيع البوليستر الريسيكل كبديل عن المستورد ،لا سيما أن اجمإلى وارداتنا من مدخلات وخامات صناعة الغزل والنسيج والملابس،تصل سنويا لنحو 3 مليارات دولار.
وتابع أشرف بدوى، أنه يمكن استيراد الأقطان الأفريقية القصيرة من دول الغرب الأفريقى، والتى تتعدى الـ 3 ملايين طن، وتستحوذ عليها دول شرق آسيا لمصانعها أو محاولة استنباط، أو زرع أقطان قصيرة بشرق العوينات، بحيث يمكن استغلال تلك المساحات الشاسعة وزراعتها بأقطان مصرية ملونة مطلوبة بالأسواق العالمية، وهى فى منطقة بعيدة عن التلوث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة