يبدو أن أمد مرحلة الفراغ الرئاسى التى دخلها لبنان منذ قرابة الـ80 يوما سيطول في ظل عدم وجود فصيل سياسي يقود بالرئيس إلى السلطة، فقد فشل مجلس النواب اللبنانى فى انتخاب رئيس جديد للبلاد، بعدما أسفرت الانتخابات التى أجريت بداخل أروقة البرلمان، الخميس الماضى، عن عدم حصول أى من مرشحى القوى السياسية على عدد الأصوات اللازم للفوز من الجولة الأولى للانتخاب والمقدر بـ 86 صوتا، فيما ألغيت الجولة الثانية للتصويت التى يفوز فيها من يحصل على 65 صوتا فقط، وذلك بعدما فقدت الجلسة نصابها القانوني والمقدر بـ 86 نائبا.
اعتصام داخل البرلمان
على خلفية فشل البرلمان فى الاستقرار على اسم من سيخلف الرئيس السابق ميشال عون حتى الآن، قرر عدد من أعضاء مجلس النواب اللبنانى، وهم ملحم خلف ونجاة صليبا وسينتيا زرازير وفراس حمدان وأسامة سعد وعبد الرحمن البزري وسليم الصايغ وأديب عبد المسيح والياس جرادة وبولا يعقوبيان ووليد البعريني، البقاء داخل مقر البرلمان بساحة النجمة فى بيروت لحين الإعلان عن عقد جلسات مفتوحه متصلة داخل المجلس لا تنتهى إلا بانتخاب رئيس جديد للبلاد يملأ الفراغ الرئاسى.
وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فى لبنان صورا للنواب المعتصمين وهم يجلسون، أمس الخميس، في الظلام داخل مبنى البرلمان مستخدمين إضاءة هواتفهم المحمولة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، كما شهد محيط المجلس النيابي تحركاً شعبياً لمساندة النواب المعتصمين في البرلمان.
ومن جانبه، قال النائب ملحم خلف أنه سيبقى داخل مجلس النواب مع النائبة نجاة عون صليبا لحين انتخاب رئيس جديد، معللا ذلك بأنه التزام بالمواد الدستورية ودفعا لانتخاب رئيس جديد للبلاد.
وأضاف خلف، أنه يشعر بالخجل من نفسه وهو نائب منتخب حينما يطالبه المواطنون بالكهرباء والمياه والخبز وحليب الأطفال، معتبرا أن ما يحدث في المجلس هو مشهد عبثي يتكرر فيه العجز عن انتخاب رئيس جديد للبلاد.
فشل متكرر
وقد فشل مجلس النواب اللبنانى اليوم للمرة الحادية عشر في انتخاب رئيس جديد، رُغم أنالجلسة الأخيرة جاءت بعد 5 أسابيع من توقف انعقاد الجلسات؛ إلا أنه لم يكن هناك اختلاف كبير في سيناريو الجلسة عن سابقتها ، بسبب عدم التوافق بين القوى السياسية الرئيسية بالساحة اللبنانية رغم الاتصالات المُكثفة الجارية بين تلك الأطراف، فى محاولة لتقريب الرؤى لكن دون جدوى، خاصة فى ظل حالة الانقسام والمواقف السياسية المتضاربة بين الكتل السياسية.
وما زاد الأمر تعقيدا، أزمة تشكيل الحكومة الجديدة والاستقرار على اسم لتكليفه بقيادتها وأيضًا وضع خارطة طريق للمرحلة التالية لانتخاب رئيس يخلف عون.
وأصبح لزاما على الدولة اتخاذ الإجراءات الصحيحة على طريق التعافى، وقد حذرت العديد من الجهات الدولية فى مقدمتها البناك الدولى من أى تأخير فى المضى بالإصلاحات لن يؤدى إلى زيادة حدة الأزمة فحسب بل سيزيد من الوقت اللازم للخروج منها.
أزمات اقتصادية
وعلى صعيد الوضع الاقتصادى، يواجه لبنان عدة أزمات، فلا تزال مشكلة الودائع المصرفية بلا أفق للحل فالخسائر المصرفية بلبنان مرتبطة بالعمليات التى استهدفت تثبيت سعر الصرف إلى جانب إنفاق البنك المركزى نحو نصف احتياطيات لبنان من النقد الأجنبى لدعم الليرة ودعم السلع، ومنها القمح والأدوية، منذ بدء التراجع الاقتصادى فى لبنان عام 2019، وازدادت الأزمة تفاقما فى عام 2020 عندما تخلف عن سداد سندات خارجية قيمتها 1.2 مليار دولار.
تراكم الخسائر المصرفية بلغ حوالى 70 مليار دولار، لذا من المتعذر سد فجوة الخسائر المصرفية، عبر استخدام أصول الدولة على النحو المقترح.
وبالنسبة لمفاوضات حصول لبنان على قرض صندوق النقد الدولى، فلا تزال المفاوضات جارية فى ظل مساعى لبنان للوفاء بمتطلبات الصندوق لتنفيذ الاتفاق الذى سيسهم فى تفعيل الدعم الدولى للبنان.
وفى مواجهة تأزم الأوضاع، أطلق الاتحاد الأوروبى، مؤخرا مبادرتين جديدتين بقيمة 25 مليون يورو لدعم الفئات الفقيرة فى لبنان، ومكافحة انعدام الأمن الغذائى.
وفى هذا السياق، قال الاتحاد الأوروبى أن المبادرتين تندرجان فى إطار الاستجابة لمواجهة التداعيات السلبية للأحداث العالمية على الدول المجاورة للاتحاد الأوروبى.
وأضاف أن المبادرتين توفران الأموال، لتقديم مساعدات مباشرة لـ 7245 عائلة لبنانية فقيرة مؤلفة من 41257 فردا مسجلة فى البرنامج الوطنى لدعم الأسر الأكثر فقرا، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة