أزمة وشيكة تهدد العلاقات الإسرائيلية ـ الروسية ، بعدما كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن إقدام تل أبيب علي إمداد أوكرانيا بأسلحة أمريكية من مخازن يعود تاريخها إلى حرب أكتوبر 1973 ، وهي التقرير التي لم ينفيها جيش الاحتلال ، في ظل علاقات فاترة تجمع موسكو وتل أبيب علي مدار عام كامل.
ومع احتدام القتال في الأراضي الأوكرانية واقتراب الحرب من إتمام عامها الأول ، كشف تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء استخدام أوكرانيا لأسلحة أمريكية مودعة في مخازن داخل إسرائيل.
وذكرت الصحيفة الأمريكية إن البنتاجون يستغل مخزونًا من الذخيرة الأمريكية في إسرائيل المخصص للاستخدام فى حل صراعات الشرق الأوسط للمساعدة في تلبية حاجة أوكرانيا لقذائف المدفعية في الحرب مع روسيا، كما سمحت الولايات المتحدة لإسرائيل بالوصول إلى الإمدادات في حالات الطوارئ.
ونقلت الصحيفة عن محللون عسكريون قولهم إن مخزون أوكرانيا من الذخائر الخاصة بأسلحتها التي تعود إلى الحقبة السوفيتية نفذ وتحولت إلى نيران المدفعية والطلقات التي تبرعت بها الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون وتشكل المدفعية العمود الفقري للقوة القتالية البرية لكل من أوكرانيا وروسيا، وقد تتوقف نتيجة الحرب على الجانب الذي تنفد منه الذخيرة أولاً .
ومع توتر المخزونات في الولايات المتحدة وعدم تمكن صانعي الأسلحة الأمريكيين بعد من مواكبة وتيرة العمليات القتالية الأوكرانية، تحول البنتاجون إلى إمدادات بديلة من القذائف لسد الفجوة: أحدهما في كوريا الجنوبية والآخر في إسرائيل ، التي لم يتم الإبلاغ عن استخدامها في حرب أوكرانيا من قبل.
وقالت الصحيفة إن شحن مئات الآلاف من قذائف المدفعية من المخزنين للمساعدة في الحفاظ على المجهود الحربي الأوكراني هو قصة عن حدود القاعدة الصناعية لأمريكا والحساسيات الدبلوماسية لاثنين من حلفاء الولايات المتحدة الحيوية الذين التزموا علنًا بعدم إرسال مساعدات عسكرية قاتلة إلى أوكرانيا.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل رفضت في البداية إمداد أوكرانيا بالأسلحة خوفًا من الإضرار بالعلاقات مع موسكو ، وأعربت عن مخاوفها من الظهور بمظهر متواطئ في تسليح أوكرانيا إذا سحب البنتاجون ذخائره من المخزون.
وقال مسؤول أمريكي إن الكوريين الجنوبيين كانوا أكثر استعدادًا من الإسرائيليين للعمل مع الولايات المتحدة بشأن استخدام المخزون لكن المسؤول قال إنهم اعترضوا أيضًا على إرسال قذائف مدفعية مباشرة إلى أوكرانيا حيث لم تكن حكومة كوريا الجنوبية تريد قذائف مدفعية تحمل علامة R.O.K. (جمهورية كوريا) تظهر في أوكرانيا في انتهاك لقواعد تصدير الأسلحة في كوريا الجنوبية.
بدوره ، لم ينف جيش الاحتلال ما ورد في التقرير الأمريكي، لكنه تمسك بإن العتاد والسلاح الذي خرج من المخازن كان موجها إلى الجيش الأمريكي، حيث قال متحدث عسكري إن شحنات من الزخائر تم نقلها إلى الأمريكيين منذ عدة أسابيع بناء علي طلب واشنطن.
في المقابل ، أكد مسئول إسرائيلي للوكالة ـ دون ذكر اسمه ـ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك يائير لبيد وافق على نقل شحنات سلاح تشمل نحو 300 ألف قذيفة مدفعية من عيار 155 مليمتر، رغم أن الولايات المتحدة لا تحتاج مثل تلك الموافقة بشكل رسمي.
ومنذ بداية الحرب الأوكرانية ، حاولت إسرائيل تجنب الدخول في أي صدام مع روسيا ، وهو ما عبر عنه وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس نهاية أكتوبر الماضي بتأكيده علي أن تل أبيب لم ولن تزود أوكرانيا بأي أسلحة، غير أن تلك المحاولات لم تكن كافية أمام الجانب الروسي.
وفي مايو الماضي، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن موسكو لديها أدلة علي وجود "مرتزقة إسرائيليين" يقاتلون ضدها ضمن في أوكرانيا، وتابعت في حوار مع وكالة سبوتنيك : "سأقول ما لا يرغب الساسة الإسرائيليون، الذين يؤججون هذه الحملة الإعلامية، سماعه، في الغالب. لكن ربما سيهتمون به. هناك مرتزقة إسرائيليون الآن، في أوكرانيا، ويخوضون المعارك ضدنا.. وما أقوله مدعم بالحقائق والمقاطع المصورة".
وخلال الشهر نفسه ، وبعد أيام من تصريح زاخاروفا ، اتهمت وزارة الخارجية الروسية رسمياً الحكومة الإسرائيلية بـ "دعم النازيين الجدد في أوكرانيا"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة