نظمت دار الشروق لقاءً مفتوحًا بعنوان "في حديقة غير عادية" عن الأديب الكبير الراحل بهاء طاهر، وذلك بحضور أسرته ونخبة من الكتاب والمثقفين، في مبنى قنصلية بمنطقة وسط البلد.
وتحدث فى اللقاء كل من الدكتورة سحر الموجي، والسفير محمد توفيق، والشاعر زين العابدين فؤاد، والكاتب الكبير عبد الله السناوي.
قال عبد الله السناوي، إن شخصية بهاء طاهر يمكن أن نجدها في رواياته، وتوقف "السناوي" عند روايته واحة الغروب، مؤكدا أنها تكشف غرامه بالتاريخ دراسة وانتماء، حيث استدعى التاريخ ووظفه.
وأضاف عبد الله السناوي أن مواقف بهاء طاهر كانت واضحة، كما أنه في أعماله الأدبية يتعاطف دائمامع البطل المهزوم.
وأشار عبد الله السناوي إلى أن كتاب بهاء طاهر "أبناء رفاعة" يعد ثاني أهم كتاب بعد "مستقبل الثقافة في مصر" فهو تلميذ طه حسين، كما كان بهاء طاهر "المثقف الضمير" حيث كان ملهما في اعتصام المثقفين ضد الإخوان، وجزء كبير جدا من شخصيته أنه رجل مسالم، يبعد عن الإعلام، وكان يقتدي بالكاتب الكبير يحيى حقي.
وتوقف عبد الله السناوي عند آخر كتاب صدر لبهاء طاهر هو المجموعة القصصية "لم أكن أعرف أن الطواويس تطير" وقال: عندما أكمل بهاء الـ 80 عاما بدأ يفكر بطريقة مختلفة، والمجموعة القصصية فيها نوع من الألم الإنساني، كما أنه وصف فيها الآلام الصحية التي كان يشعر بها، واختتم عبد الله السناوي قوله بالحديث عن مقالات بهاء طاهر قائلا: أتمنى أن تجمع مقالاته وتطبع.
أما السفير محمد توفيق فقال: تعرفت على بهاء طاهر في جنيف، ولقاءات الخارج تختلف عن اللقاءات داخل الوطن، وشخص بهاء طاهر يجمع عددا كبيرا من التناقضات، فهو مثقف، لكنه لا يتحدث كثيرا، دقيق وساخر، هادئ لكن خلف الهدوء انفعالات كثيرة. يجمع بين المصري الأصيل والرؤية المتفهمة للعالم، ورواية الحب في المنفى، رواية بديعة، مثقفة وتشير إلى عوالم مختلفة.
وقال الشاعر زين العابدين فؤاد، تعرفت على بهاء طاهر في منطقة وسط البلد سنة 1961، وهو صاحب فضل على الجميع وقد التقينا في البرنامج الثاني، واستمرت الصداقة.
ومن جانبها قالت الدكتورة سحر الموجي، إن الشخصيات النسائية في كتابات بهاء طاهر توحي بأنها كتابة نسوية، بما يدل على شخصيته المتفتحة، وهو خط رفيع بين المناضل والكاتب، وقد انتصر للفن ولم يتخل عن القضايا.
ولد بهاء طاهر في محافظة الجيزة في 13 يناير سنة 1935، عمل مترجمًا في الهيئة العامة للاستعلامات بين عامي 1956 و1957، وعمل مخرجًا للدراما ومذيعًا في إذاعة البرنامج الثاني الذي كان من مؤسسيه حتى عام 1975 حيث منع من الكتابة. بعد منعه من الكتابة ترك مصر وسافر في أفريقيا وآسيا حيث عمل مترجما
عاش في جنيف بين عامي 1981 و1995 حيث عمل مترجما في الأمم المتحدة عاد بعدها إلى مصر حيث يعيش إلى الآن. ومن أشهر روايات بهاء طاهر خالتى صفية والدير وواحة الغروب، والحب فى المنفى.
وتعد رواية شرق النخيل أولى روايات الأديب الكبير بهاء طاهر، التى صدرت عام 1985، أما ثانى رواية له، فهى رواية قالت ضحى، وقد صدرت عام 1985، وتناقش الرواية رؤية المجتمع لثورة يوليو وتوضح أسباب وأهداف الثورة التى قامت من أجلها ولم تتحقق.
أما رواية خالتى صفية والدير، فهى ثالث رواية لبهاء طاهر، وتدور أحداثها في صعيد مصر من خلال قصة حب مثيرة وانتقام مدمر، فصفية الفتاة الجميلة تعشق حربي الشاب القوى والوسيم، ولكن حربي لا يشعر بحبها بل يتوسط في زواجها من الباشا، فلا تغفر صفية له ذلك وتقرر الانتقام. صدرت هذه الرواية عام 1991 وحققت نجاحا نقديا وجماهيريًا كبيرًا فطبعت عدة مرات وترجمت وتحولت إلى مسلسل تليفزيوني ومسرحية.
وصدرت رواية الحب فى المنفى عام 1995، وتدور أحداثها في المنفى في بداية الثمانينيات، قبل وبعد الاحتلال الإسرائيلي لبيروت، وتحكي بلسان صحفي مصري ناصري في الخمسين من عمره، صدم في ما آلت إليه بلاده بعد رحيل عبد الناصر نفسه، وانتقال البلاد من زعيم إلى قائد.
وفى عام 1999 صدرت له رواية نقطة النور، وفيها يفتح بهاء طاهر نوافذ الفكر مشرعة على الاستقراءات الاجتماعية وحتى التاريخية ويدني القارئ أكثر وأكثر للاشتفافات الروحية أما رواية واحة الغروب فتدور أحداثها في نهايات القرن التاسع عشر مع بداية الاحتلال البريطاني لمصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة