الحلم هو الخطوة الأولى فى تحقيق أعظم النجاحات وأقوى الانتصارات، الشغف حتى لو انعدمت الإمكانيات هو ما يخلقها من العدم، هذا ما حدث بالضبط فى حلم كبير ظل فى قلوب وعقول صانعى فيلم «شابيلا» الذى عرض على قناة القاهرة الإخبارية، أمس الأربعاء، ومن قبل هذا العرض العام شرفت بحضور العرض الخاص للفيلم، ليلة الثلاثاء، وناقش صناعه بعد العرض أحداثه وصناعته.
ما لفت انتباهى فى الفيلم هو الدراية الكاملة للدكتور محمد سعيد محفوظ، صاحب فكرة الفيلم، بملف الصومال ومن كل الزوايا وعلى جميع الجوانب، تلك الدراية التى جعلته يناقش المصادر ويتحدث مع الضيوف ويطرح مأساة الشعب الصومالى بكل وضوح، وكأنه أحد أطراف الأزمة، فطرح العديد من القضايا التى يعانيها الصوماليون بين الجماعات الإرهابية، وخطر الجفاف والمجاعات وأزمة النازحين، وطرح القضية فى سياق متصل مع جهود مصر فى قارة أفريقيا ودورها الذى تعاظم بعد قمة المناخ، التى عقدت آخر العام الماضى بشرم الشيخ، والدور التاريخى لمصر سياسيا وأمنيا وحتى اجتماعيا فى أفريقيا، فيدرك المشاهد حتى وإن لم يكن متابعا جيدا للقضية الصومالية أبعاد الأزمة وتاريخها وتأثيرها مستقبلا على المنطقة.
تلك الحالة التى فسرها الدكتور محمد سعيد محفوظ، فى سرده عقب العرض، بتاريخ زياراته لدولة الصومال، وبداية تفكيره فى صناعة الفيلم الذى كشف أنه كان منذ سنوات طويلة حتى كانت لحظة الانطلاق والبدء فى التنفيذ، رغم الصعوبات، والتى تزامنت مع انطلاق قناة القاهرة الإخبارية، فانطلقت القناة ومعها انطلقت الفكرة من مجرد أحلام إلى التنفيذ الفورى، وهنا واجب علينا ذكر الزميل العزيز وصاحب التجربة الرائدة أحمد الطاهرى، رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة، والذى وافق على الفور، وقال للدكتور محمد سعيد محفوظ، نفذ وأنا داعم حتى النهاية بروح القائد والمبدع الذى يريد لكل من حوله أن يتميز ويبدع وينتج بأفضل صورة، ليخرج لنا فى النهاية صورة مبدعة ومميزة مثلما رأينا.
الأهم أيضا فى هذا الإنتاج هو الوعد الذى قطعه صناع القاهرة الإخبارية على الشعب المصرى بتقديم منتج يليق بهم، ففعلوا، منتج ينافس تلك المنتجات التى كنا نشاهدها منذ سنوات عبر قنوات إخبارية عربية كبرى، ونشعر بالأسف لعدم قدرتنا على مثل هذا الإنتاج، رغم امتلاكنا المبدعين والإمكانيات، ما يؤهلنا لإنتاج مثل هذه الأفلام وأعظم، فكل الشكر لصناع الفيلم وقناة القاهرة الإخبارية والزميل أحمد الطاهرى، على هذه الحالة والريادة فى الإعلام المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة