أنا مثل أى بنت، كنت أحلم بعريس عادى لكن على الأقل يرضى جزء من أحلامى. ما إن أتممت الثلاثين بدأت الضغوط تتزايد على، بدأت أسمع الكثير من التعليقات من قبيل "مش هتلاقى اللى مستنياه" "من كتر خطابها بارت" "ما تدوريش على الوهم".. مع كثرة الضغط قررت أوافق على عريس كنت رفضته مرة من قبل ورغم ذلك تقدم مرة أخرى. أعجبنى أنه متمسك بى ويريدنى، كما أن إمكانياته كانت مقبولة فوافقت.
مرت على خطبتنا 7 أشهر، أحاول أن أبدو سعيدة وأضحك لكنى بصراحة لا أحس بأى مشاعر تجاهه، لدرجة أننى أحيانًا أحاول أن أحرك مشاعرى بنفسى، أحاول أن أذكر نفسى بمميزاته وطيبته وأحاول أن أحب ذلك لكن لا فائدة. لا توجد أى مشاعر.
أنا خائفة جدًا وتمزقنى الحيرة الآن. أخاف من الندم إذا أمضيت قدمًا فى هذه العلاقة، خاصة أنه لم يتمكن من تحريك مشاعرى رغم أنه طيب وجدع، أحيانًا ألوم نفسى وأقول إن العيب فى وأنى طماعة. وفى الوقت نفسه أشعر أنى أخدع نفسى وأوهم روحى بأننى سعيدة به لكن الحقيقة "جوايا فاضى". أتمنى أن تساعدونى، هل أكمل أم أعتذر له لأن ليس لدى مشاعر تجاهه؟.
القارئة العزيزة، تشبه قصتك الآلاف من الفتيات وتعكس حيرتك حيرتهن أيضًا. الكثير من الفتيات في مجتمعنا يتعرضن لضغوط لا نهائية من أجل القبول بالزواج وعدم انتظار "فارس الأحلام" وقصة الحب الأسطورية. دائمًا ما تحاصرهن "الساعة الرملية" والخوف من سن الأربعين والخوف من ألا يتمكن من الإنجاب إذا تزوجن في سن متأخرة. يضغط المحيطون عليهن بأفكار "العقل والمنطق" ويهمشون كثيرًا من قيمة "حكم القلب" والاحتياج النفسي والعاطفي رغم أنه مهم جدًا ومن دونه الحياة لا تستقيم.
لأجل هذا تشكرك الدكتورة إيمان عبد الله، استشارى علم النفس والعلاج الأسرى على سؤالك واستفسارك وتقول إن هذا السؤال يقى شر الطلاق المبكر والطلاق فى السنة الأولى من الزواج والمشاحنات، ففى الكثير من الأحيان يضغط المجتمع على الفتاة لتقبل بزيجة غير مقتنعة بها خوفًا من العنوسة.
وأضافت: الخطوبة فترة تسبق الزواج لدراسة الطرف الآخر ودراسة مشاعرنا تجاهه ومدى القبول والتوافق بين الطرفين. والقبول شرط من شروط الزواج المهمة جدًا والتي تساعد على تحمل متاعب الحياة الزوجية، فحتى لو لم يكن هناك حب ومشاعر ملتهبة من الضروري على الأقل أن يكون هناك 3 أنواع من القبول لا تستقيم من دونهم الحياة الزوجية وهم القبول النفسي أي أنك تشعري بالراحة تجاهه ولا يزعجك قضاء الوقت معه، والقبول الاجتماعي أي أنك تشعرين بأنك لا تخجلي منه وقادرة على الظهور معه أمام الناس، وأخيرًا القبول الجنسي أي أنك تشعري أنك متقبلة أن تكون بينكما علاقة حميمة. لأن هذا أمر مهم جدًا. وهل تشعرين أنك سعيدة حين ترينه؟ هل تريدي أن تبدين بأجمل مظهر أمامه؟ هل تعدي الأيام في انتظار زواجكما؟.
إذا كنتِ تفتقدين أحد أشكال القبول هذه تجاهه من الضروري أن تعيدي تفكير في الاستمرار بهذه العلاقة، لأنه إذا لم تشعري نحوه بمشاعر أو قبول قد يدفعه هذا إلى الانفصال بعد الزواج إذا لم يجد منك المشاعر والتفاعل اللازمين.
ولا يجب أبدًا أن تشعرى بالذنب تجاهه، فلا شىء يعيبه فى ذلك فأنتِ لا تنكرين أن أخلاقه جيدة وصفاته ملائمة وظروفه أيضًا موائمة، ولكن كى لا تقعى فى فخ جلد الذات أو اللوم لنفسك أو الآخرين، من الضروري أن تتركي لنفسك مساحة قبل اتخاذ القرار.
يمكن أن تعطي نفسك فرصة أخيرة من خلال تقليل الكلام معك أسبوع أو اثنين ولو وجدتِ أن الغياب يجعل مشاعرك تتحرك ويجعلك قادرة على رؤية مميزاته ويجعلك تفتقدينه فهذا يعني أن هناك أمل ويمكن أن تستمري معه.
وفي النهاية ليس من الضروري أن تتزوجي عن حب، لكن على الأقل يجب أن يكون هناك قبول وانجذاب وإعجاب ولهفة وشوق بينكما، ودائمًا ما أقول ليس كل جميل يناسبنا وليس كل طيب يسعدنا، ولكل منا تكوين نفسي يجعلنا نتوائم أو نتباعد أو نتنافر عن غيرنا. ليس عيب فيه أن نرفضه لكنه فقط لا يتوافق معنا.
خدمة وشوشة
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة