يغفل الكثيرون عن الفوائد الهائلة التي تفيض بها القراءة على العقول والأدمغة، إذ تمثل حائط الصد الأول أمام كل ما يضر الإنسان ووعيه، فهي أساس العلم الذي يجعل الإنسان يشع نورا أمام كل محاولات الإحباط والانجرار إلى الوراء، فالقراءة تفتح لأصحابها أبواب التفكير الإبداعي، وتمكنهم من تعلم مهارة الاستقبال والاتصال مع الآخرين بقوة، كما تفيد الإنسان بلا شك في إسهاب التفكير وزيادة القدرة على التركيز.
العلم نور، والقراءة أساس العلم ومنبع النور، فعلى الإنسان إتقان القراءة منذ الصغر وتشجيع كل من يحب على القيام بهذا الفعل المُجْدي القويم منذ نعومة أظافره، لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، ولكن تكمن الأهمية العظمى للقراءة، في حماية العقول من مخاطر عدة، ربما أولها منع الانجراف وراء الشائعات التي تستهدف تمكين الإحباط من السيطرة على العقول لإتلافها، وتصيب الإنسان بداء الشتات الذي يجعله بلا جدوى أو نفع في المستقبل، كالأعمى الذي يمتلك عينين ولا يعرف كيف يسير في هذه الحياة، والمبصر الذي لا يدري كيف يدير شئون حياته.
من الجيد أن القراءة للجميع، فلا تمييز فيها لشخص دون الآخر، وقد شهدت مصر في السابق مهرجان القراءة للجميع، وكانت فرصة ذهبية للارتقاء بالذوق العام، وبعد تعاقب سنوات ليست بطويلة، يعود مرة أخرى مهرجان القراءة للجميع إلى المجتمع، وفقًا لتصريحات سابقة متلفزة للدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، والذي أكد أن الهيئة تدرس منذ فترة طويلة إصدار رقمي لمكتبة الأسرة، وتحويلها إلى منصة رقمية تتيح للجميع المعرفة والمعلومات مجانًا، دون التعدي على حقوق الملكية الفكرية، وهو الأمر الذي لقي ترحيبًا كبيرا من كل المثقفين ومحبي القراءة وكل من يتطلع إلى الغوص مرة أخرى في بحور العلم والمعرفة.
وبالعودة مرة أخرى إلى سرد فوائد القراءة وأهميتها للإنسان، فأثبتت الدراسات أن لها نصيب الأسد في تحفيز العقول وتنوريها، كونها عملية معرفية وفكرية من شأنها أن تحفز العقل على العمل باستمرار، كما تحد من حدوث أمراض عقلية عديدة وتبقى الدماغ نشطًا في خضم التركيز والتحليل، بجانب تحسين وزيادة عدد المفردات عند المرء، وكسب المعرفة والقدرة على الدخول في نقاشات ثرية، واستنباط أفكار جديدة تساهم في تنمية الواقع والخيال والإدراك.
إن تطوير الذات لا يتطلب إلا خطوة، فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، فهيا بنا نساعد أنفسنا على اكتشاف أمورًا جديدة وطرقًا مفيدة لحل مشكلاتنا المستعصية، وتطوير هواياتنا الرائعة من كنوزنا الداخلية، فالقراءة غذاًء لروح الإنسان وعقله، ووسيلة لإزالة الحواجز الزمانية والمكانية من أمام فرص الإبداع، فهيا بنا نستمتع بهذا الترفيه المجاني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة