البحث ودراسة الكهوف القديمة يكشف لنا العديد من الأسرار التى توضح أحداثا وتجارب حدثت منذ ملايين السنين، وخلال التقرير التالى نستعرض أشهر الاكتشافات التى حدثت فى الكهوف الأثرية على مر التاريخ.
العثور على الفن الصخرى بكهف بفرنسا
بالقرب من مونتينياك، فى فرنسا، تم اكتشاف مجموعة من لوحات الكهوف "بكهف لاسكو" والتى تعود إلى عصور ما قبل التاريخ من قبل أربعة مراهقين عثروا على الأعمال الفنية القديمة بعد تتبع سير كلبهم فى مدخل ضيق إلى كهف، فى مثل هذا اليوم لعام 1940، وفحص علماء الآثار اللوحات التى وجدت على الكهف والتى يتراوح عمرها من 15000 إلى 17000 عام، وتتألف فى الغالب من تمثيلات حيوانية، فهذه الرسومات من بين أفضل الأمثلة الموجودة على الفن من العصر الحجرى القديم.
زينت جدران الكهف بنحو 600 حيوان ورمز مرسوم و1500 نقش، تصور الصور بتفاصيل ممتازة أنواعًا عديدة من الحيوانات، بما فى ذلك الخيول والغزلان الأحمر والأبقار والقطط وما يبدو أنها كائنات أسطورية، وهناك شخصية بشرية واحدة فقط تم تصويرها فى الكهف: رجل برأس طائر، يعتقد علماء الآثار أن الكهف استخدم على مدى فترة طويلة كمركز للصيد والطقوس الدينية، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع هيستورى.
تم افتتاح مغارة Lascaux للجمهور فى عام 1948 ولكن تم إغلاقها فى عام 1963 لأن الأضواء الاصطناعية قد تسببت فى تلاشى الألوان الزاهية للوحات وفى نمو الطحالب، وتم افتتاح نسخة طبق الأصل من كهف Lascaux فى مكان قريب فى عام 1983 ويستقبل عشرات الآلاف من الزوار سنويًا.
أسلاف البشر عاشوا في كهوف بريطانيا
كشفت دراسة جديدة أن بعض أوائل البشر في بريطانيا عاشوا في كنت قبل 620 ألف عام، حيث قام العلماء بتأريخ أدوات الصوان القديمة التي تم العثور عليها قبل 100 عام في فورد ويتش، وهي بلدة سوق شمال شرق مدينة كانتربرى القديمة.
وتعود مجموعة المصنوعات اليدوية التي تشمل المشابك اليدوية و"أدوات الكشط والثقب" إلى ما بين 560.000 و620.000 سنة مضت، وقد جرى استخدام هذه الأدوات من قبل هومو هايدلبرجنيسيس Homo heidelbergensis أحد أسلاف إنسان نياندرتال، الذي عاش في ذلك الوقت جنوب بريطانيا عندما كان لا يزال مرتبطًا بأوروبا.
العثور على عظام ماموث عمرها 10 آلاف سنة فى كهف من عصور ما قبل التاريخ
عثر علماء أثار على عظام ماموث صوفى، يعود إلى 10000 عام، فى كهف من عصور ما قبل التاريخ، ومن المقرر أن يقوموا أيضًا بحفريات في الكهف الجيرى المخفى أسفل قلعة بيمبروك التي تعود للعصر الحجرى.
ويأمل العلماء فى العثور على مزيد من الأدلة حول كيفية استخدام الموقع - المعروف باسم Wogan Cavern - من قبل البشر والحيوانات الأوائل، وتم بناء قلعة بيمبروك لأول مرة فى عام 1093 وأعيد بناؤها بعد قرن من الزمان وفى عام 1457 ولد هنرى السابع أول ملك تيودور هناك، وكشف العلماء عن بحث أولى فى الكهف العام الماضى، حيث عثروا على عظام من حيوانات الرنة والماموث الصوفى، ما يدل على أنه من المحتمل أن يكون مكانًا مهمًا للعصر الميزوليتي، وسيقود الدكتور روب دينيس من جامعة أبردين والدكتورة جيني فرينش من جامعة ليفربول عملية الحفر للكشف عن أجزاء من الكهف مخبأة لأكثر من 10000 عام.
اكتشاف مجموعة من أكبر زخارف الكهوف فى أمريكا
تظهر تفاصيل جديدة عن ماضينا، مختبئة فى زوايا وأركان العالم، تطور البشرية منذ أصولنا الأفريقية منذ حوالى 300000 عام، من خلال تحليل الحمض النووى الحى والأحفورى الغنى بجينات السكان الأفارقة والأوراسيين فى الماضى السحيق وقد تم إحياؤها فقط من خلال قدرة العلم على الوصول إلى عالم الجزيئات الدقيقة من خلال دراسة الجزيئات الحيوية.
والآن يكشف التحليل الرقمى للأسطح الصخرية كيف أن أسلافا آخرين من الماضى عاشوا منذ ما يقرب من 2000 عام فى أمريكا الشمالية، حيث نشر البروفيسور جان سيميك من جامعة تينيسى وزملاؤه فى مجلة Antiquity صورًا لأشكال رمزية عملاقة منحوتة فى السطح الطينى للسقف المنخفض لكهف فى ألاباما بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتعتبر الزخارف التى تصور أشكالًا بشرية وحيوانات من أكبر صور الكهوف المعروفة الموجودة فى أمريكا الشمالية وقد تمثل إشارة إلى أرواح العالم السفلي، حيث تظهر رسومات للأفعى الجرسية ذات الظهر الماسى وهو حيوان مقدس لدى السكان الأصليين فى جنوب شرق الولايات المتحدة، يمتد بطول 3 أمتار تقريبًا، كما تظهر شكلًا بشريًا يزيد طوله قليلاً عن 1.8 متر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة