مع اقتراب موعد إعلان نتيجة الثانوية العامة، بدأ أولياء الأمور تنظيم جلسات عصف ذهني واستدعاء للأهل والأقارب والأصدقاء، ربما الجيران وكل من مروا بتجارب سابقة لها علاقة بالجامعات الحكومية أو الخاصة والفرص المتاحة بها، في محاولة للوصول إلى أفضل الطرق والنتائج لوضع تصور ممكن للحياة الجامعية للطالب الجديد، وما يليها من مراحل حاسمة لها علاقة بفرص العمل، في ظل ندرة الوظائف، والمنافسة الشديدة في طريقة وآليات الاختيار.
نصيحتي لكل أسرة لديها طالب أو طالبة في الثانوية العامة أن يعرفوا جميعاً أن الفرص شبه متساوية لكل طلاب الثانوية العامة، فالكل يصعد إلى مرحلة التعليم الجامعي، بغض النظر عن فلان الذي التحق بكلية الطب، أو علان الذي صار طالباً بكلية التجارة، فلا يمكن القول بأن أحدهما أفضل من الآخر إلا من خلال قياس الفرص التي سيحصل عليها كل منهما في نهاية الطريق الجامعي، لذلك تأكد جيداً أن الفرص الحقيقية هي التي تحكم تقييم التجربة، وانظر حولك ستجد عشرات النماذج والأمثلة.
التعلق العاطفي من جانب البعض، سواء كانوا طلبة أو أولياء أمور بعدد من الكليات الشهيرة مثل الطب والهندسة والصيدلة والإعلام والعلوم السياسية وغيرها، ما هو إلا تعلق شكلي ووقتي، سوف يزول سريعاً، وبعد فترة من الدراسة قد تكتشف أن الطريق غير مناسب أو أن الرغبة في الكلية التى وقع عليها اختيارك تراجعت، وقد تقول حينها لو أن الزمان يعود للوراء لكنت حاولت اختيار مسار مختلف للتعلم، لذلك حاول أن تتخلص من التعلق العاطفي وابحث عمن يمتلكون الخبرة لشرح وتبسيط الأمور.
الفرص متغيرة وتختلف من وقت لآخر، وتحتاج مهارات جديدة ومتغيرة أيضاً، لذلك احرص دائماً على تطوير ذاتك بالصورة التي تضمن معها قدرتك على المنافسة في سوق العمل، ولا تدخر جهداً في اكتساب خبرة الميدان والمهارة العملية، فهي الأساس الذي يمكنك من خلاله أن تصل إلى ما تتمنى، بالإضافة إلى ضرورة تطوير مهاراتك الاتصالية، وقدرتك على التعامل مع الآخرين، والحديث معهم، والتواصل الفاعل، والقدرة على إدارة الحوار، والتخلي عن التعصب، فليس بالمواد العلمية أو الدراسة النظرية يمكنك أن تنجح، فالطبيب الذى لا يصل معه المريض إلى حالة الاطمئنان والراحة لن ينجح أبداً، حتى وإن كانت مادته العملية متطورة و قدراته الفنية عالية.
لا تنتظر الفرصة، بل ابحث عنها، والأفضل أن يكون هذا البحث في فترة الشباب الأولي، فهذه مرحلة تكون قدرتك على الاندماج والتحول أكبر من أي فترة أخرى، كما يمكنك خلالها أن تتشرب ثقافة العمل وتتعرف على مهاراته وأدواته بصورة أسرع وأسهل، وعليك دائماً أن تجعل عامل الوقت لصالحك، فكل جهد مبذول في العشرينيات سوف تجد حصاده مضاعفاً في الثلاثينات ويختصر لك خطوات كبيرة في طريقك المهني والإنساني، لذلك استثمر هذه الفترة جيداً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة