أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: مقتل الظواهرى ومصير الإرهاب العابر للحدود

الأربعاء، 03 أغسطس 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بإعلان مقتل أيمن الظواهرى، قائد تنظيم القاعدة، تغلق صفحة باهتة من كتاب التنظيم الذى أنشأته الولايات المتحدة نهاية السبعينيات من القرن العشرين، وأعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن أن الظواهرى قتل فى أفغانستان، واصفا إياه بأنه تسبب فى مقتل العديد من الأمريكيين فى هجمات مختلفة، وكان مسؤولا عن عمليات إرهابية استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية.
 
بعض الأخبار تشير إلى أن عملية قتل الظواهرى تمت منذ أيام قبل الإعلان عنها، وأن التأخير ربما كان للتأكد من مقتله، وقال بايدن إن العملية تمت بدقة عالية، ووعد بمواصلة مراقبة تهديدات القاعدة من أى مكان، مضيفا: قدمت وعدا للشعب الأمريكى بمواصلة مكافحة الإرهاب فى أفغانستان وخارجها وهذا ما نفعله.
وقال مسؤول أمريكى، إن وجود الظواهرى فى كابول خرق واضح للاتفاقات مع طالبان.
 
وليست هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها الإعلان عن مقتل الظواهرى، لكنها المرة التى يتم فيها التأكيد، ويرى محللون أن الهدف من العملية هو تعديل صورة الرئيس الأمريكى جو بايدن، وتخفيف الضغط على صورته ومنحه دفعة لمواجهة الغضب والتراجع فى صورته، بإعلان قتل الظواهرى أحد خصوم واشنطن، بالرغم من أن الظواهرى وتنظيم القاعدة لم يعودا فاعلين منذ مقتل أسامة بن لادن، وربما قبلها، حيث سحب تنظيم داعش البساط الإرهابى من تحت تنظيم القاعدة.
 
فى عام 2011، عندما أعلن باراك أوباما، الرئيس الأمريكى الأسبق، مقتل أسامة بن لادن، وأعلن دونالد ترامب، استهداف حمزة بن لادن فى سبتمبر 2019، ثم خليفة داعش أبو بكر البغدادى، فى شهر أكتوبر 2019.
 
فى سبتمبر 2018 ظهر أيمن الظواهرى فى فيديو، بمناسبة الذكرى الـ17 لهجمات 11 سبتمبر، وقتها كان تنظيم القاعدة فى وضع ضعيف وخارج حسابات الزمن، ومع هذا خرج ليدعو أتباعه إلى شن هجمات جديدة فى الولايات المتحدة، ويذكر بأن التنظيم هو من نفذ الهجمات، قبلها كان الظواهرى اختفى من الصورة وعاد ليطلق خطابا فلكلوريا يدعو المسلمين لشن حرب ضد الولايات المتحدة و«تدميرها اقتصاديا وعسكريا حتى تخرج من البلاد التى تحتلها مهزومة»، وكعادة التنظيم حشر الظواهرى القدس وسط خطابه، بعد قرار الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وهو خطاب فارغ.
 
ومنذ مقتل أسامة بن لادن، ظل الظواهرى زعيم بقايا تنظيم القاعدة، وكرر إطلاق بيانات مسجلة يحاول فيها التذكير بالتنظيم الذى تراجع أمام زحف داعش، قبل أن يتراجع التنظيم هو الآخر، كان الظواهرى يسعى ليعود إلى الأضواء، وقبلها حاول أن يقنع رعاة داعش أنه أكثر إرهابا، بل إن الظواهرى كفّر داعش واعتبرهم خوارج وأصحاب دين مزيف، بينما القاعدة حارس الدين الأصلى، فى مفارقة لافتة، لأن القاعدة ومن بعده داعش يلعبان دور الوكيل لأطراف وجهات وأجهزة حافظت على تمويله ودعمه، وهى نفس الجهات التى سلمت الظواهرى أو رفعت عنه الحماية، كان تنظيم القاعدة أحد العوامل التى منحت أمريكا وجورج دبليو بوش حجة غزو أفغانستان والعراق، لحماية أمن الولايات المتحدة، ثم تراجع دوره، وبقى فى حالة التهديد والوجود الافتراضى من خلال فيديوهات يهدد فيها أو يتوعد، حتى تم قتله بصاروخ موجه، لتغلق صفحة، ويسعى الرئيس الأمريكى لتوظيف العملية كنوع من استعادة المبادرة، وإنقاذ صورته السياسية.
 
المفارقة أن تنظيم القاعدة نشأ فى ظل الحرب الباردة، ودعمته الولايات المتحدة، لمواجهة الاحتلال السوفيتى، الذى خرج من أفغانستان، وتكررت الاغتيالات لقادته، ويأتى مقتل الظواهرى ليغلق صفحة من تاريخ التنظيمات المتطرفة، لكن تظل الأفكار التى حملها القاعدة وداعش، وتسببت فى صناعة الفوضى والحروب بالوكالة، لتمثل تحديا جديدا، بعد انتشار خلاياها وفلولها فى نقاط مختلفة، ضمن الإرهاب العابر للحدود.
 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة