صدر حديثًا الطبعة الـ11 من كتاب "كل رجال الباشا.. محمد علي وجيشه وبناء مصر الحديثة" للدكتور خالد فهمي
يضع محمد علي ودولته وجيشه أمام معيار علمي، لا يرى منه حاكمًا أسطورةً ولا ديكتاتورًا، بقدر ما يضعه في الإطار التاريخي الذي جعل منه ظاهرة شديدة الأهمية في تاريخ مصر الحديث.
يقدم الدكتور خالد فهمى فى هذا الكتاب تاريخ مصر "من أسفل"، بمعنى اهتمامه بالمحكومين أكثر من الحكام، وهو أسلوب كان نادرًا في الكتابة عن تاريخ مصر قبل ظهور طبعته العربية الأولى عام 2000. وقد نجح في أن يمسك بصوت ذلك المصري المحكوم دون التورط في تعميمات عاطفية.
كما يقدم الكتاب إضافة علمية وفلسفية مهمة إلى دراسة مفهوم السلطة وتشكُّلها عبر التاريخ، وتصبح دولة محمد علي نموذجًا، يحلل بناء على نظرته تلك وثائق وخطابات الجيش المصري في ذلك العصر، ويستكشف عبر الغوص فيها تشكُّل تلك السلطة وتطورها في واحدة من أكثر تحولاتها التاريخية تأثيرًا -ربما- إلى الآن.
فتح عيون المؤرخين والقراء على وثائق شديدة الخصوصية، وحوَّل كثيرًا من الموروثات لتصبح مصادر لصناعة التاريخ، فدخل أرشيفات اعتُبرت قبل هذا الكتاب في عداد المجهولة أو المنسية، إلى أن جاء لينفض عنها غبارًا تراكَم عبر السنوات الطوال، وأشعَرنا بكونها كنزًا شديد الأهمية في تاريخنا، وفي دراسة تاريخنا.
واهتم فهمى فى الكتاب بتتبع ممارسة الجنود لحياتهم اليومية، وكيفية تعاملهم مع ممارسات وخطابات هذه السلطة، حيث يوضح فهمى أن الكتاب يولى اهتمامه الأساسى للجنود عبر الإجابة سؤال: هل يمكن كتابة تاريخ جيش مصر من وجهة نظر جنوده، لا قادته وضباطه؟ وكيف سيبدو تاريخ هذا الجيش إذا رويت قصته من تلك الزاوية؟.
يحوى الكتاب سبعة فصول، سعى خلالها المؤلف إلى تسليط الضوء على عدة حقائق، أبرزها أن محمد على كان يسعى لتأمين وتأسيس حكمه الشخصى وحكم بيته لمصر، بدلا من الرأى القائل بأنه كان يناضل لتحقيق الاستقلال لصالح الأمة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة