الزمن الجميل.. عم "أحمد" حلاق متجول بشوارع الدقهلية يتقاضى أجره "حبوب وغلال"

مهنة من المهن التراثية التى اندثرت تماما، مع التطور فى شتى المجالات، ومن ضمن المهن التى تشهد تطورا وحداثة هى مهنة مصفف الشعر "الحلاق"، حيث نرى صالونات تصفيف الشعر وبداخلها أحدث الأدوات المستخدمة فى تصفيف الشعر بالطرق والأشكال الحديثة.

وظهرت فى شوارع الدقهلية، تحديدا فى إحدى القرى التابعة لشمال المحافظة مهنة "الحلاق المتجول"، وتعود هذه المهنة إلى سنوات سابقة والتى يطلق عليها سنوات الماضى الجميل والتى تتسم بالبساطة والرضا والقناعة.

ورصدت كاميرات "اليوم السابع" أحد الأشخاص والذى يعمل فى مهنة" الحلاق المتجول" أو حلاق "تحت الطلب"، أحمد صاحب ال47 عام من عمرة، بن قرية منشأة عاصم، والد لـ 3 فتيات أتم زواج فتاتين من رزق هذه المهنة وتتبقى الفتاة الثالثة.

وقال "الحلاق المتجول"، قضيت عمرى فى هذه المهنة ولم اتوقف عن ممارستها لأنها مصدر رزقى، والذى وهبه المولى عز وجل لى ولبناتى والرضا والقناعة أهم من أى شئ، فالرزق مكتوب فوق سبع سماوات.

ويحرص "أحمد" على الخروج يوميا فى ساعة مبكرة من الصباح سعيا على أكل عيشة ويتجول بين البلدان تاركا الرزق بيد موزع الأرزاق، مستقلا دراجته فى السابعة من كل صباح وبداخل الصندوق الأمامى للدراجة معدات الحلاقة الخاصة، والتى يستخدمها فى الحلاقة لزبائنه، ويعتمد على تليفونه الصغير حيث يتواصل معه زبائنه عن طريقة.

وقال "أحمد" أخرج يوميا للعمل، وأكثر الأيام زحاما فى العمل هو يومى الخميس والجمعة، وتحديدا قبل صلاة الجمعة، يكون هناك ضغط كبير وأحدد المواعيد لكل زبون حسب ضغط كبير فى العمل، وأعمل من الـ7صباحا حتى منتصف الليل أو يزيد.

وقال "الحلاق المتجول": الرزق بيد الله وعلى الجميع الخروج والسعى للرزق، وتعلمت المهنة من أخى الأكبر ولم أحسب رزقها يوما ما، ومازال لدى زبائن يدفعون الحساب حبوب "الأرز- الغلال"، حيث يحلق الزبون على مدار الموسم لحين موسم الحصاد ويرسل إلى رزقى إلى منزلى.

قمة التفانى والإخلاص والقناعة والرضى بما كتبة المولى عز وجل يضربها لنا العم "أحمد" الذى قضى عمرة فى مهنتة رغم اندثارها واختفائها تماما، لكنه لم يتركها أبدا واستمر حتى الآن فى ممارستها.