قصة كفاح تخرج من عروس البحر المتوسط لتضرب مثالا فى العمل والاجتهاد وكسب الرزق، وليس هذا غريبا على السيدة المصرية التى تتحدى الصعاب مهما كانت الظروف، فهى سيدة أربعينية تشتهر باسم "أم مريم" تعمل فى توصيل الطلبات للمنازل وتحديداً غرب الإسكندرية من العجمى والكيلو 21 حتى المنشية فى وسط البلد يعلم قصتها العديد من أهالى الإسكندرية ويشجعوها دائما ويقدموا لها كل الاحترام والتقدير.
اسمها الحقيقى "سهى سعيد" تبلغ من العمر 42 عاما من محافظة الإسكندرية لديها ابنتان مريم ومنة الله لم يتجاوزا العشر سنوات، أجبرتها ظروف الحياة أن تتزوج وتعيش فى إحدى محافظات الصعيد لتعيش ظروف قهرية وتحديات بسبب إنجابها للإناث، وتقول " تزوجت وأنجبت نجلتى الكبرى مريم وكانت الصدمة عندما علم أهل زوجى بأنها فتاة ومن هنا بدأت المشاكل واستمرت دون توقف حتى علمت بحملى الثانى فى فتاة أيضا ومن هنا اشتعلت الخلافات وأقرر الانفصال والعودة إلى الإسكندرية".
واستعادت " سهى" الذكريات المؤلمة من 3 سنوات وتنظر إلى ابنتيها وسرعان تستعيد ابتسامتها وقالت: "قررت أبدأ من جديد بمفردى دون مساعدة من اى شخص حتى أهلى وأعيش مع بناتى استأجرت شقه صغيرة وقررت اشتغل ووقفت فى السوق لبيع الخضار لكى أجد قوت يومى ثم ألحقت الفتيات فى حضانة وعملت فيها كمشرفة لفترة حتى قررت الاستقلال فى العمل وأعمل فى مجال الديلفرى.
وتقول إنها بدأت العمل على دراجة وخصصت مكان للفتيات بجوارها لعدم تركهم فى المنزل بمفردهم ولكى يعلموا مدى صعوبة العمل والتحديات التى تواجهها والدتهم لكى توفر لهم كافة متطلباتهم، ولكن كانت تواجه بعض الانتقادات لكونها سيدة تقود دراجه خاصة فى المناطق الشعبية ولكن بعد ذلك تفهموا قصتها ونالت كل الاحترام والتقدير خاصة من السيدات ليجلبوا لها العمل خصيصا.
وأضافت أن قصتها انتشرت بين أهالى الإسكندرية ليكون لها الحظ أن يكرمها محافظ الإسكندرية تقديرا لدورها وكفاحها مع نجلتيها التى تتولى الانفاق عليهم بمفردها، وبعدها قررت أن تطور من عملها لتفكر فى صناعة تروسيكل من نوع خاص منها صندوق يحمل اكبر عدد من البضائع وتصميم مقعد للفتيات لحمايتهم من الشمس والمطر اثناء اصطحابها لهم لتنجح الفكرة وتصممها بواسطة أحد المتخصصين.
وتبدأ " أم مريم" يومها من الرابعة فجرا بالصلاة والاذكار بصحبة ابنتيها ثم المذاكرة لتستقبل بعدها الطلبات من خلال الهاتف او رسائل الصفحة الخاصة بها وتبدأ عملها حتى غروب الشمس .
وتقول "زباينى عارفينى وبيثقوا فيا وبيطلبونى مخصوص اى سيدة تحتاج شراء اى شيء من السوق او نقل بضائع بتطلبنى وبرسلها لحد البيت مهما كانت الكمية، كمان بوزع المناديل الورقية لربات المنازل جملة وقطاعى ".
وتضيف: "مش السيدات بس اللى بيطلبونى كمان الرجال من أصحاب الأعمال بيطلبونى مخصوص لإرسال البضائع ودى كانت المفاجأة ليا بان الناس تثق فيا بالشكل ده وكان اكبر دافع ليا انى استكمل عملى".
تصمت " ام مريم" قليلا وتقول: " بتصعب عليا بس بناتى لما بينزلوا معايا فى عز البرد والمطر من الفجر عشان نشتغل ومش ببقه عارفه احميهم من البرد فى التروسيكل ".
وتستكمل " نفسى فى عربية بها صندوق لكى احمى بناتى من البرد والطقس ويدينى فرصة احمل اكبر كمية من البضائع لفتح باب رزق لى ولبناتى، فهو حلم أسعى ليه".
وفى نهاية حديثها تقول" انا فخورة بشغلى وبناتى فخورين بيا ومهما كانت التحديات هستمر فى شغل الدليفرى لحد ما البنات يكبروا ويعتمدوا على نفسهم ويشتغلوا ويعرفوا أن الدليفرى هو إللى رباهم وكبرهم ونجدهم من الافكار القديمة العقيمة لبر الأمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة