5 سنوات بأيامها ولياليها الثقال لم تغادر الحاجة "إكرام" سريرها فى غرفتها المقيمة بها بشارع مصطفى باشا بمدينة الفيوم، قدر لها أن تكون فى الحياة بلا عائلة، حيث توفى والداها وليس لديها أشقاء ولم تتزوج، ولكن لأن الدنيا ما زالت بخير يتناوب جيرانها على خدمتها وهى ترقد على سريرها حيث يبدلون لها ملابسها ويقدمون لها الطعام ويوفرون لها ما يستطيعون عليه من أدوية قرح الفراش التى أصابت جسدها، وأصبح حلمها الوحيد أن يتم توفير الرعاية الطبية اللازمة لها ويقوم طبيب متخصص فى الكشف على حالتها وتشخيصها بشكل سليم حتى تتمكن من الوقوف على قدميها مرة أخرى وخدمة نفسها.
تقول الحاجة إكرام فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إنها منذ 5 سنوات كانت تتمتع بكامل صحتها، وتقيم بمنزلها المكون من غرفة واحدة بمدينة الفيوم، وتذهب لشراء متطلبات منزلها من الطعام والشراب وتحضر طعامها وتغسل ملابسها وكانت تشعر بأنها أغنى الناس لأنها تتمتع بوافر الصحة والعافية.
ولفتت إكرام إلى أنها كانت دائما تحرص على زيارة جيرانها ودوام الود بينها وبينهم، مشيرة إلى أن والديها توفيا منذ سنوات وليس لها أخوة ولم تشأ الظروف أن تتزوج فأصبحت وحيدة بلا عائلة ولكنها قررت أن يكون جيرانها هم عائلتها الكبيرة وعاشوا سنوات تقاسمت معهم الأفراح والأحزان.
وأضافت إكرام أنها منذ 5 سنوات أصيبت بالتهاب خلوى وتورمات كبيرة فى قدميها وصلت إلى درجة مفزعة ومع ثقل قدميها فقدت قدرتها على الحركة، وأصبحت لا تغادر سريرها، الذى لا يتعدى عرضة الـ100 سنتيمتر وجاء دور جيرانها ليثبتوا لها أن الجار يكون فى كثير من الأحيان أقرب من الأهل فقدموا لها الحب والمودة والرحمة من خلال تناوبهم على خدمتها حيث قسموا اليوم بينهم، منهم من تقوم بخدمتها وقت الصباح حيث تأتى إليها منذ الثامنة صباحا حاملة بيدها وجبة الإفطار وتقوم بإستدعاء جارتها الاخرى لمساعدتها فى تغيير ملابسها وترتيب سريرها، ثم تجلس إحداهن بجوارها حتى يأتى وقت الظهيرة ليحين دور جارتهم الثالثة التى تنتهى نوبيتجيتها فى المساء بعد أن تحضر لها وجبة الغذاء وتقوم بدهان المراهم على جسدها لمكافحة قرح الفراش.
تقول إكرام: حتى الأطفال من أبناء جيرانها يتناوبون على الجلوس بجوارها وعدم تركها بمفردها، لكن هذا لا يمنع دموع عينيها المستمرة وكلمتها التى ترددها دائما "البنى آدم تقيل على غيره" مؤكدة أنها تشعر بالخجل من فرط كرم جيرانها فى خدمتها.
وأكدت الحاجة إكرام أن حلمها الوحيد أصبح متمثلا فى أن يقوم أحد الأطباء بزيارتها فى منزلها لصعوبة حركتها وأن يتم توفير الرعاية الصحية لها وتتمكن من أن تتحرك على قدميها مرة أخرى، مؤكدة أنه منذ فترة زارها طبيب وتطوع أهالى الخير بشراء جهاز لها تكلفته 10 آلاف جنيه، وكان الطبيب يزورها لعمل جلسات علاج طبيعى بهذا الجهاز إلا أنه ذهب به ولم يعود إليها مرة أخرى ولا يجيب على اتصالاتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة