انطلقت فعاليات الأسبوع الثقافى الأول من مسجد الإمام الحسين (رضى الله عنه) فى القاهرة اليوم السبت 23 يوليو 2022م، تحت عنوان: "الإيمان وأثره فى السلوك"، وحاضر فيها الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أيمن أبو عمر رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة، وقدم لها الدكتور أحمد القاضى المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيها قارئًا القارئ الشيخ عزت راشد، ومبتهلًا المبتهل الشيخ شريف عبد المنعم، وبحضور الدكتور هشام عبد العزيز على رئيس القطاع الدينى، والدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور سعيد حامد مبروك مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفى كلمته رحب الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية بالحضور مشيدًا بهذا اللقاء المبارك وأنه سنة حميدة سنتها وزارة الأوقاف بقيادة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لإثراء الحياة الفكرية بالمفاهيم الدينية الواضحة والمستقيمة على هدى من كتاب الله (عز وجل) وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، فهى حقا سنة حميدة استنهضها وزير الأوقاف المجدد بأن ارتقى بالدعوة الإسلامية من تذكير الناس بأمر ربنا سبحانه وتعالى إلى أن جعل من مضمون الدعوة رسالة يوصلها إلى المجتمع متماشيًا مع الخطاب الإسلامى الجديد لتكون الدعوة الإسلامية عن بصيرة وإدراك للواقع فجزاه الله عنا خيرًا، وهذا نصر للدعوة ونشر للفكر التنويرى المستنير الذى يوافق منهج الله (عز وجل) لتكون الدعوة لإرساء الأخلاق والحق والعدل فى حياة الناس.
مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى ما أنزل الكتاب وأرسل الرسل إلا لإصلاح الأخلاق، ولا بد للدعوة أن تؤثر فى سلوك الناس، فالدعوة إذا تجردت عن السلوك كانت دعوة نظرية لا قيمة لها، ومن هنا كان الإيمان نعمة من أجل نعم الله سبحانه على الإنسان تستحق الحمد والشكر، موضحًا أن من خصائص دين الله (عز وجل) أن وضح الأركان التى يتم بها السلوك وتستقيم بها العقيدة، حيث قال (صلى الله عليه وسلم) عندما سئل عن الإيمانَ: "أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكِتابِهِ، ولِقائِهِ، ورُسُلِهِ، وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ كُلِّهِ.
كما أكد أن الإيمان ينظم السلوك ويضمن الحقوق، فالإسلام نظم حقوق العباد وأمر بالوفاء بها قال تعالى: "وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا"، فالإنسان حين يطالب بحقوقه ربما تصادم مع الآخرين وما لم يوجد سلوك وسطى معتدل ينطق بنور الله (عز وجل) سيؤدى ذلك إلى تصادم الناس لذلك كان الايمان هو المدخل لاستقرار المجتمع والوحدة التى تدفع الناس للعمل بدلا من الصراع والتصادم.
وفى كلمته أشار الدكتور أيمن أبو عمر رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة إلى أننا فى هذه الأيام المباركة العطرة من الأشهر الحرم ومع انطلاق أولى فعاليات الأسبوع الثقافى الأول الذى تعقده وزارة الأوقاف ضمن أنشطتها الثقافية المتنوعة والتى منها النشاط الصيفى للأطفال ومقارئ القرآن للأئمة والأعضاء والجمهور ومجالس الإفتاء بالمساجد الكبرى بمحافظات الجمهورية، حيث تأتى هذه الأنشطة جميعها برعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذى لا يألوا جهدًا فى تطبيق هذه البرامج ورعايتها.
كما أوضح أن الإيمان قول وعمل وتصديق، فالإيمان بأن يشهد العبد أن لا إله إلا الله، وتصديق بالقلب لأن قلب المؤمن لو لم يكن على يقين لم يقبل منه قول لأن القول بلا تصديق بالقلب هباء، والعمل يصدق هذا الادعاء أو يكذبه قال أهل العلم: "الإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان"، فنؤمن ونقر ونعمل، وإن لم يكن للإيمان أثر على سلوك الإنسان عليه أن يراجع ذلك فى إيمانه قال (صلى الله عليه وسلم): "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ"، فأمارة الإيمان صلة الإنسان مع نفسه ومع ربه ومع الكون كله، فعلاقة العبد بربه بتنفيذ أوامره قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ"، فالمؤمنون آمنوا ونفذوا الأمر دون ريبة أو شك مع إخلاصهم وعلمهم أن الله (عز وجل) لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم سبحانه، فالعبد لا يكون مؤمنًا إلا بتحقيق الرضا بأوامر الله (عز وجل) وقضائه وقدره، حتى وإن كان القضاء مخالفا لهوى الإنسان أو كان فيه بلاء للإنسان قال (صلى الله عليه وسلم): "ذاقَ طعمَ الإيمانِ من رضى باللَّهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم نبيًا"، فالمؤمن إذا قال صدق وإذا خاصم راعى الود، قال (صلى الله عليه وسلم): "آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان"، وقال (صلى الله عليه وسلم): "واللهِ لا يؤمِنُ واللهِ لا يؤمِنُ واللهِ لا يؤمِنُ قالوا وما ذاكَ يا رسولَ اللهِ قال جارٌ لا يؤمنُ جارُهُ بوائقَهُ قالوا يا رسولَ اللهِ وما بوائقُهُ قال شرُّهُ"، فتمام الإيمان أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، وأن تستر عورة جارك، وأن لا تنام شبعانا وجارك جوعان وأنت تعلم، وأن لا تفشى سره، وعليك أن ترعى مصالحه كما تراعى حقوق نفسك، فمعيار صدق الإيمان سلوك العبد مع الخلق.
مشيرًا إلى أن الاحسان أعلى الدرجات وقد سأل سيدنا جبريل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الإحسان فقال: " ما الإحْسَانُ؟ قالَ: أن تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ " أن تعبد الله كأنك تراه"، وحين سأل رجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا رسولَ اللهِ متى أكونُ مُحسِنًا؟ قال: "إذا قال جيرانُك: أنتَ مُحسِنٌ فأنتَ مُحسِنٌ وإذا قالوا: إنَّك مُسيءٌ فأنتَ مُسيءٌ"، وقال (صلى الله عليه وسلم) " لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنةً أن سخِطَ منْها خُلقًا رضِى منْها آخرَ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة