بعدما باعت دار بونهامز للفنون، العديد من اللوحات الفنية، لرواد الفن التشكيلى المصرى، ومن بينهم الفنان محمود سعيد، حيث باعت الدار ما يقرب من 5 لوحات فنية من بينها لوحة المقابر، إلا أن هذه اللوحات لم تتخط لوحة الدراويش وقت بيعها.
فى أبريل 2010، باعت دار مزادات كريستيز العالمية لوحه "الدراويش" بمبلغ 2.434 مليون دولار، وفى وقت بيعها سجلت كأغلى لوحة رسمها فنان من الشرق الأوسط فى العصر الحديث، ويرجع تاريخ اللوحة إلى 1935.
والدراويش هى لوحة فنية للفنان المصرى محمود سعيد، وتم رسم هذه اللوحة فى العام 1929م، هذه اللوحة هى أحد أعمال محمود سعيد المبكرة تظهر ستة من دراويش المولوية بملامح متشابهة وملابس متماثلة مع فروق فى وضعية كل منهم أثناء أداء الأذكار الدينية فى العصور العثمانية، فقد اشتغل سعيد طوال رحلته الفنية على الموضوع الدينى، فأخذته فكرة الموت والدفن والآخرة والتصوف والتعبد فى مراحل النضج، فى لوحاته: الدفن 1926، الرسول 1924، قبور باكوس برمل الإسكندرية 1927، الدراويش المولوية 1929، الصلاة 1934، الذكر 1936، المصلى 1941، دعاء المتعطل 1946، واختتمها بلوحة المقرئ فى السرادق 1960.
رسم محمود سعيد لوحة "الدراويش" عام 1935، أى فى مرحلة توظيف الأساليب الغربية فى الرسم، لكنه كان النموذج الفريد الذى هضم هذه المدارس، وطوع خلاصتها فى رسم لوحات مصرية صميمة، ومنها لوحة "الدراويش"، فقد طاف فى حلقات الذكر وأنصت إلى الترتيل، رغم أنه ابن الطبقة الأرستقراطية، لكنه اهتم بالبسطاء من الفلاحين والصيادين فى رسم لوحاته، بل سيطرت عليه حالة من التصوف والتأمل فى جماليات الكون والطبيعة، وجذبه جمال الفتيات السمراوات بأجسادهن الخمرية الذهبية، وملامح وجوههن البارزة ونظرات عيونهن الفاتنة، فرسمهن كما لم يرسمهن أحد من قبله أو بعده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة