شريف عارف

زعماء.. وخونة!

الخميس، 02 يونيو 2022 12:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من الممكن أن يستمع العاقل إلى مجنون. فهو أولاً سيحمد الله على نعمة ورجاحة العقل، وثانياً سيكون أمام قضية رئيسية وهى تصحيح ما يردده ذلك المجنون، على أساس الحكمة القائلة: "إذا كان المتحدث مجنوناً فلابد للمستمع أن يكون عاقلا"!

الفكرة حقيقة تتجاوز حد الأكاذيب والادعاءات، إلى مرحلة ما بعد الجنون!

قبل أيام تناقلت عدة مواقع إخبارية تقريراً مثيراً، تحت عنوان" كتاب جديد عن ثورة 1919 يعقد مقارنة مفصلة بين الثورة والقيادات المصرية الحالية في المنفى"!

لا أنكر أن العنوان الرئيسي لفت انتباهي لسببين الأول هو اهتمامي الشخصي بالكتابة الوثائقية، خاصة عن الفترة التي سبقت وأعقبت الثورة المصرية الكبرى عام 1919، والثانى هو ما ذكره العنوان في الحديث عن المقارنة بين الثورة الشعبية، وما حدث فيها وبين القيادة المصرية الحالية الموجودة في المنفى؟!

للأمانة تساءلت بيني وبين نفسي سريعاً: هل هناك قيادة مصرية حالياً للثورة في المنفى؟!

التقرير المتداول يتحدث عن كتاب جديد، صدر مؤخر عن ثورة 1919 نشرته مؤخرا عن واحدة من أهم دور النشر الأمريكية (لم يحددها)، قام بتحريره البروفسيور الامريكي روبرت سبيرنحبورج، ويتضمن فصلاً كبيراً حرره الباحث المصري د. تقادم الخطيب، تناول فيه القيادات التاريخية لثورة ١٩١٩ وتجربتهم في المنفي ، وعقد مقارنة مفصلة مع القيادات المصرية الحالية في المنفي مشيراً الي دور د. أيمن نور، وقناة الشرق!

هنا فقط أدركت مغزى هذا التقرير المشبوه، وربما مضمون الكتاب الذي يأتي ضمن حملات غسل الأيدي الملوثة بالعمالة والخيانة وقتل المصريين الأبرياء من ناحية وغسل الأدمغة وصناعة وعي زائف، لتاريخ جديد يشبه خيانة الوطن بالزعامات التى ضحت من أجله!

 تحدثت مقدمة الكتاب - وفقا للتقرير المتداول - عن الثورة المصرية عام 1919 كحدث تأسيسي للدولة القومية المصرية الحديثة، وكيف أنه حتى الآن لا يوجد نص يبحث في أسباب وعواقب وموروثات ثورة 1919 المصرية!

الكتاب – وفقاً لما ذكره التقرير- يعالج هذه الفجوة، حيث يناقش العلماء المصريون وغير المصريين مجموعة من الموضوعات التي تعود إلى هذا الحدث الحاسم في التاريخ المصري.

يتألف الكتاب من تسعة فصول، ويحلل أسباب ومسار ثورة 1919؛ آثارها على المعتقدات والممارسات والمؤسسات السياسية اللاحقة؛ وإرثها المستمر كوسيلة لشرعنة النظام. كما وتكشف الفصول أن الثورة المصرية عام 1919 قسمت البريطانيين ووحدت المصريين.  ومع ذلك، فإن "اللحظة الثورية" حلت محلها جهود لاستعادة نفوذ بريطانيا في تحالف مع إعادة تأكيد السلطة الملكية.  تمتعت تلك الجهود بنجاح تكتيكي، ولكن ليس استراتيجيًا طويل المدى، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن ثورة 1919 أطلقت العنان لقوى وطنية لا يمكن احتواؤها بالكامل مرة أخرى.

ويغطي الكتاب القضايا الرئيسية المحيطة بالثورة المصرية عام 1919 مثل الدور الذي لعبه اللورد اللنبي. والانقسامات الداخلية داخل الحكومة البريطانية التي تكافح لمواجهة الثورة.  العلاقات الإسلامية القبطية؛ والانقسامات بين المصريين.

 تناولت فصول الكتاب – وفقاً للتقرير- قيادات ثورة 1919، ونضالها في المنفي كما تعرض لدور دكتور أيمن نور وقناة الشرق في المنفي خلال المرحلة الحالية ومقارنته بمرحلة المنفي في ثورة 1919.

هذه المرحلة من " الخبل" تشير إلى نقطتين مهمتين، الأولى هي مرحلة العزلة التي يعيشها أيمن نور ومعسكره، ومحاولة صناعة أية " بطولات زائفة"، والثانية المحاولات المستميتة للتنظيم الدولي للإخوان لكتابة تاريخ جديد لمصر، وهي محاولات بدأت بالسيطرة على الواقع الافتراضي، دفع آلاف من الأكاذيب عليه على أنها حقائق.

وصلت هذه الأكاذيب إلى تشبيه المرتزقة والخونة بالزعماء المناضلين. ومقارنة الهاربين من الأحكام والمطاردين بالوطنيين، الذين نفتهم سلطات الاحتلال خارج البلاد.

منذ سنوات طويلة، أصيب " أيمن نور " بعقدة " سعد زغلول"، فهو يرى في نفسه الزعيم المنتظر، وعندما خاض انتخابات الرئاسة في مصر، أصدر أول بيان متلفز له من أمام ضريح سعد!

هو حر في أوهامه وأمراض العزلة التي يعاني منها. لكن الأمة المصرية هي التي تختار زعماءها. زعماء حقيقيون وليسوا خونة يرتمون في أحضان الدول الكبرى للاستقواء بها. زعماء يضحون بأموالهم وأرواحهم فداء للوطن .. لا مرتزقة يحصلون على تمويلات لضرب بلادهم!

وسط كل هذه الأكاذيب، الأمة المصرية مطالبة بالرد.. فلا يمكن المقارنة بين الزعماء.. والخونة!










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة