تمتلك روحاً مختلفة وطاقات فنية كبيرة، تفاجئك مع كل طلة وأغنية ودور بما تحمله من سحر وشقاوة وجاذبية وغموض وثقافة وعمق وذكاء، تترك دائماً فى نفسك ووجدانك أثراً جميلاً، فتتعجب كيف لكل هذه الخلطة الفريدة من المواهب والإمكانيات ألا تستغل الاستغلال الأمثل وألا تحظى بالمكانة التى تليق بهذه القدرات المتجددة؟!
سيمون التى تحتفل اليوم الموافق 14 يونيو بعيد ميلادها، تلك الفتاة والمطربة المختلفة التى بدأت مشوارها الفنى فى نهايات الثمانينات وتألقت فى التسعينات وعبرت عن جيل هذه المرحلة وما حدث خلالها من تغيرات، ظهرت سيمون وظلت مختلفة فى كل شىء، تفيض حيوية وبهجة وذكاء وخفة ظل، وفى نفس الوقت تحمل عمقاً يخفى وراءه طاقات فنية كبيرة، عبرت عن شباب جيلها وجذبت الأنظار وهى تغنى "مش نظرة وابتسامة، تانى تانى، ماشية وساعتى مش مظبوطة، تاكسى، بتكلم جد وغيرها من أغانى غيرت مع غيرها من العوامل شكل الأغنية، فكانت من أول من قدم أغنية فيديو كليب فى العالم العربى بأغنية تاكسى، وغيرت الشكل النمطى للمطربات فكانت الأكثر بساطة وانطلاقاً وتعبيراً عن شباب هذا الجيل، وغيرت حتى فى شكل البوسترات الخاصة بها والتى حملتها أغلفة ألبوماتها وصورها، فدخلت القلوب من أول نظرة وابتسامة وظهور.
فى كل خطوة من خطواتها الفنية كانت وما زالت سيمون تثبت أنها تحمل فيضاً لا ينتهى من المواهب، وهذا ما لفت الانتباه مع أولى تجاربها فى التمثيل، حين انتبه المخرج الكبير خيرى بشارة لما تحمله هذه الفتاة من إمكانيات فنية تؤهلها للوقوف أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فى فيلم "يوم حلو ويوم مر" عام 1988، لتقوم بدور ابنتها لمياء، وكيف استشعرت سيدة الشاشة بحس الفنان الكبير أنها أمام موهبة كبيرة، وأبدعت سيمون فى الدور، ورغم صغر سنها وقتها أضافت للشخصية وكان لها وجهة نظر وفكر فنى، ورؤية لكيفية تقديم مشاهد علاقة لمياء غير الشرعية مع زوج شقيقتها فى الفيلم الذى قام بدوره الكينج محمد منير دون مشاهد فجة، كما أبدعت لدرجة أنها كادت تحترق بالفعل خلال المشهد الذى حاولت فيه الانتحار بإشعال النيران فى نفسها خلال الأحداث، واستطاعت سيمون أن تثبت مع أول أدوارها أنها موهبة كبيرة وخليط من الطاقات الفنية يجب أن يستثمر ، وهو ما تأكد مع أعمالها التالية، ومنها أفلام آيس كريم فى جليم مع الهضبة عمرو دياب، والهجامة مع ليلى علوى، وحالة اشتباه مع فاروق الفيشاوى.
وتوالت إبداعات سيمون فى العديد من الأعمال ووقفت أمام عمالقة ونجوم كبار ومنهم صلاح السعدنى فى مسلسل حلم الجنوبى، ويحيى الفخرانى فى زيزينيا ، وغيرهم الكثيرين من كبار الفنانين والمخرجين ، حيث قدمت سيمون العديد من الأدوار والشخصيات المختلفة والمتنوعة التى تؤكد موهبتها وطاقاتها الفنية فى التمثيل فضلاً عن الغناء، وكان تعاون سيمون مع فارس المسرح الفنان الكبير محمد صبحى الذى شاركته مسلسل فارس بلا جواد وتفجرت معه مواهبها وقدراتها كفنانة مسرحية من العيار الثقيل حين شاركته بطولة ثلاث مسرحيات من أروع ما يكون، وهى" كارمن، ولعبة الست، وسكة السلامة" ، التى أبدعت فيها سيمون وأكدت أنها فنانة شاملة يمكنها تقديم المزيد والمزيد من الأعمال الفنية التى تليق بمواهبها الكبيرة ولكنها لم تحصل على ما تستحق من أدوار وأعمال وما يتناسب مع هذا الفيض من المواهب فى الغناء والتمثيل والاستعراض.
غابت سيمون لفترة طويلة عن الفن بعد أن قدمت 6 ألبومات غنائية وعدد مشرف من الأعمال الفنية، لكنها لم تغب عن ذهن ووجدان الملايين من عشقوا فنها ومواهبها، ثم عادت بقوة من جديد فى مسلسل بين السرايات ، لتقدم دور الأم المصرية المكافحة بنت البلد ، وشاركت بعده فى العديد من الأعمال ومنها مسلسلات الكبريت الأحمر ، والأب الروحى وقيد عائلى، وغيرها لتفاجئك الفتاة التى كانت أحد أضلاع الأغنية الشبابية فى التسعينات فى كل دور ومع كل طلة ، بأنها تستطيع دائماً تغيير جلدها وأداء كل الأدوار، وأن تتطور مع الزمن.
استطاعت سيمون أن تجعلك تبكى تأثراً بأدائها وتضحك إذا قدمت مشهداً كوميدياً على المسرح، وأن تملأك طاقة إيجابية حين تراها تغنى فى الحفلات التى عادت من خلالها لأحضان جمهورها من جديد، وآخرها حفل ساقية الصاوى التى أكدت فيه أنها ما زالت تلك الفتاة المدهشة المبهجة الموهوبة التى تعشق جمهورها ويبادلها الجمهور نفس المشاعر، وينتظرها فى كل جديد بنفس اللهفة والانبهار والحب.
وفى عيد ميلادها نؤكد أن لدينا كنز فنى اسمه سيمون لم يستغل بعد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة