يطلقون عليها لقب سيدة المريسة الواحاتية، باعتبارها أشهر من تصنعها بالطريقة التقليدية البدائيه، وهى عبارة عن أحد المشروبات الشعبية والتى توارثتها الأجيال في واحات الوادي الجديد منذ قديم الزمان.. المريسة أو عصير التمر بالليمون أحد أهم الاكواب التى لا تخلو منها الموائد الواحاتية كمشروب حلو المذاق في شهر رمضان وطوال موسم دميرة البلح أو حصاد التمور ، وهى عادة انقرضت من كل واحات الوادي الجديد وأصبحت الأجيال الجديدة لا تعرف شيئا عنها، باستثناء تلك السيدة مليحة الوجه والتى تعكس ملامحها الطيبة والسماحة التى يمتاز بها أهالى الوادي الجديد .
وتقول الحاجة فاطمة لـ"اليوم السابع"، إنها تبلغ من العمر 75 سنة ولديها 8 أبناء وعدد كبير من الأحفاد وتعيش في منزلها القديم وما زالت تحرص على إحياء العادات والتقاليد التي عايشتها منذ صغر سنها وفي ريعان شبابها ، وكانت تعيش مع زوجها الراحل أجمل سنوات عمرها حتى رحيله، ولم تكن تترك يوما دون أن تجهز له مشروب المريسة المفضل لديه وهو ما جعلها تستمر في صنع هذا المشروب حتى الآن وبنفس الطريقة التقليدية دون إدخال أية تعديلات عليها.
وتضيف الحاجة فاطمة، أنها تقوم بصناعة المريسة بالطريقة التقليدية من خلال اختيار أطيب انواع التمور، وتقوم بإخلائها من النوى ووضعها في إناء مخصص لعمل المريسة وتضيف إليه الماء بنسبة معينة وتقوم بهرس التمور يدوياً بطريقة العصر والتفتيت بهدوء شديد على أن تكون الأيدي مغسولة بطريقة جيدة جداً ، ويتبع ذلك إضافة الليمون إلى المزيج الناتج عن العصير ويتم التقليب البطيئ حتى يصبح قوام المشروب متوازنا ما بين السميك واللين، حتى يسهل شربه ويتم تركه لفترة في مكان جيد التهوية حتى يبرد وحالياً يتم وضعه في الثلاجة ليقدم بارداً .
وتؤكد الحاجة فاطمة أنه بعد الانتهاء من مرس التمور جيداً وبعد إضافة الليمون إليه، يتم تصفيته في أكواب كبيرة ليكون جاهزاً للشرب، ، مؤكدة على أن هذا المشروب يصلح لجميع الأعمار وفي كل أيام السنة طالما توفر التمر وهو مشروب عالى القيمة الغذائية ويكفي لسد جوع شخص بالغ لما يحتويه من في قيمة غذائية عالية، وخاصة أن تمور الوادي الجديد تعتبر من أجود أنواع التمور في العالم لما يحتويه من مواصفات للتصدير ويتم انتقاء التمور العجوة والناضجة بالكامل ليسهل مرسها وتفتيتها بأصابع الأيدي.
وتوضح الحاجة فاطمة أن المريسة مرتبطة بالتراث الواحاتى القديم، كونها أهم العادات الغذائية فى شهر رمضان ويتم تجهيزها قبل الإفطار مباشره لتكون طازجة على الإفطار، ولم تكن الأجهزة الكهربائية المستخدمة في المطابخ قد ظهرت بعد وهو ما كان يستدعى الاعتماد على العمل اليدوى، ولم تكن كل السيدات تبرع في عمل المريسة بالطريقة الصحيحة والنظيفة وهو ما يظهر مباشرة من طعمها ونقاء المشروب ودرجة قوامه.
سيدة المريسة الواحاتية (1)
سيدة المريسة الواحاتية (2)
سيدة المريسة الواحاتية (3)
سيدة المريسة الواحاتية (4)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة