حذر الدكتور عبد الفتاح هنو أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب الإسكندرية، من قائمة من الأدوية التى تسبب مضاعفات خطيرة على الكبد، وقد تسبب فشلا والتهابا كبديا حادا عند تناولها باستمرار وبشكل عشوائى ودون وصفة طبية أو المتابعة من خلال الطبيب عند تناولها بشكل مستمر.
وقال يعتبر الكبد هو الفلتر الذى يعمل على تنقية الجسم من السموم التي تدخل الجسم ومنها الأدوية، وهى واحدة من أهم وظائفه ضمن الوظائف الأخرى التى يقوم بها، حيث يعمل على تخليص الجسم من السموم والأدوية ويعمل على إزالة السمية منها ثم يقوم بإفرازها إلى الجسم.
وأوضح أن الأدوية تتحول في بعض الأحيان من دواء نافعا إلى دواء ضار، وتسبب مشاكل بالكبد وبناء على حالة الكبد يمكن تحديد مدى السمية التي تسببها الأدوية، مشيرا إلى أنه عندما يكون الكبد مريضا تكون الآثار الجانبية كثيرة على الكبد، وإذا كان الكبد سليما ومعافا تكون الأضرار قليلة، وهو يعتمد على عوامل كثيرة بناء على الجينات وعلى حالة ونوعية الكبد.
وأكد أنه رغم أن أقراص منع الحمل لها وظيفة مهمة في تنظيم الحمل إلا أنها قد تؤثر على إفراز الصفراء، ويمكن أن تسبب أورام حميدة أو تليف وهذا ليس معناه أن نخيف الناس من الأدوية، لكن الأدوية لها قوانين تحكمها، موضحا أنه عند تناول أى دواء لفترة طويلة لابد من المتابعة مع الطبيب كل 6 أشهر أو كل سنة، وعمل تحاليل وظائف كبد وتحليل للأنزيمات التي يفرزها الكبد ومدى تأثير الدواء على حالة الكبد.
وقال إن أدوية مثل عقاقير الدرن معروف عنها أنها تسبب بطء فى إفراز الصفراء، ولا يمكن منع هذه الأدوية عن المريض، لكن لابد من عمل تحاليل منتظمة عن طريق عمل وظائف الكبد والقنوات المرارية، حيث إنها يمكن أن تسبب تسمما كبديا فى حالة عدم المتابعة.
وأشار إلى أن أدوية الصرع تؤثر على الكبد ولذلك كل 3 أشهر لابد من عمل تحاليل لمعرفة تأثير الأدوية على الكبد من عدمه من خلال التحاليل وعمل السونار على الكبد كل فترة، لأن الكبد هو المسئول عن التخلص من سميات الأدوية، موضحا إنه يمكن الاستفادة من الأدوية اذا تم متابعة المريض بالتحاليل والفحوصات المستمرة بشكل دوري.
وقال إن هناك نسبة كبيرة من الأشخاص يحدث لهم مضاعفات نتيجة الأدوية، مؤكدا أنه على مستوى العالم نسبة الإصابة بتسمم ومضاعفات على الكبد تحدث لــ 10 لكل 100 ألف في الولايات المتحدة الأمريكية، وفى فرنسا تحدث مضاعفات لـ 15 لكل 100 ألف شخص، موضحا أن نسبة من المرضى يتناولون أدوية التهاب المفاصل يحدث لهم مضاعفات على الكبد، لكن يجب عدم تخويف الناس من الأدوية، لكن للطبيب دور مهم في ذلك، حيث إنه يجب أن يلاحظ المريض ويتابع حالته، مؤكدا أن الطبيب عليه دور لمعرفة المضاعفات الناتجة عن تناول الأدوية.
وأضاف أن تناول المضادات الحيوية بشكل عشوائى يسبب مضاعفات خطيرة على الكبد، وخصوصا المضاد الحيوى الذى يصفه معظم الأطباء المصريين وخصوصا أطباء الأسنان، ويؤدى إلى الإصابة بالتهاب كبدى حاد.
وأكد أن أدوية الدرن تسبب مضاعفات خطيرة على الكبد، حتى أدوية فيروس C القديمة، موضحا أن 10 مرضى لكل 100 ألف مريض يصاب بالأنيميا وتكسير في الدم عند تناوله لفترات طويلة وبدون المتابعة مع الطبيب، مؤكدا أنه لا يوجد دواء آمن بنسبة 100%، ويمكن أن يحدث تأثير سلبى على الكبد، ولابد من الطبيب أن يتابع مع المريض.
وقال ثبت أيضا أن أدوية الاستاتين المخفضة للكوليسترول ترفع إنزيمات الكبد، موضحا إن هناك أدوية كثيرة تعمل في مجال الأورام تفيد الانسان وأيضا تسبب مضاعفات خطيرة على الكبد، لذلك لابد من مراعاة الآثار الجانبية والتفاعل العكسي للأدوية وتأثيرها على الكبد، لابد من تحليل وظائف الكبد، ومعرفة الخلل الموجود بالكبد.
وأوضح أنه يجب أن نسأل المريض عن الأدوية التي يتناولها، ويتم استبدالها بأدوية أخرى عند حدوث مضاعفات، وحال وجود مشاكل بالكبد ننبه المريض لعدم تناول أى علاج إلا إذا تم عرضه على طبيب الكبد، محذرا من الاستخدام المستمر للمسكنات والتى تؤثرعلى الكبد وقد تسبب الفشل الكبدى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة