تختلف مظاهر الاحتفال بالأعياد من مكان لأخر حسب العادات والتقاليد والعرف المتبع من أهالى منطقة عن الأخرى فى مدينة القصير أقدم مدن محافظة البحر الأحمر، يحتفل أهالى تلك المدينة بالعيد بالجمال التى تقل على ظهورها الهوادج التى يقال عنها المحامل، لكل محمل مدون عليه اسم شيخ له ضريح فى المدينة والتى تضم عشرات المشايخ.
تطوف الجمال المحملة بالهوادج أو المحامل الحارات والشوارع القديمة فى المدينة وتسير أمامها فرقة المزمار البلدى ويقفون أمام كل منزل يهنئونه بالعيد، ويكون منظم تلك المسيرة قراء المشايخ من الأضرحة المختلفة فى مدينة القصير.
من جانبه قال وصفى تمير كاتب ومهتم بتراب مدينة القصير، إن تلك الاحتفالات تعتبر من التراثن حيث أن أهالى الغردقة قديما كانوا يتوجهون إلى القصير لقضاء العيد فيها.
وأضاف أن المحامل أو مسيرة الجمال تنظم فى عيد الفطر المبارك وفى ليلة النصف من شعبان، حيث تنطلق المحامل من أمام أضرحة المشايخ أو من أمام منازل الرقباء لتلك المشايخ، حيث تحمل الجمال عليها توابيت المشايخ ممن يشاركون فى محامل عيدالفطر وتصطحب المحامل فرقة المزمار لتطوف على بيوت أهل القصير للتهنئة بالعيد.
وأوضح تمير لـ"اليوم السابع" أن تلك الاحتفالات منذ قديم الزمن وارتباطها بالجمال والهوادج، حيث كانت قديما ترسل عبر ميناء القصير القديم كسوة الكعبة إلى الحرم المكى عن طريق البحر وتصل إلى القصير على فى هوادج "محامل" على ظهور الجمال.
وأضاف تمير أن الكسوة كانت ترسل من وادى النيل محملة على الجمال داخل هوادج يطلق عليها أهالى المدينة "المحامل، وأن أول من بدأ بالاحتفال بعيد الفطر المبارك وليلة النصف من شعبان بتلك الطريقة الفقيد الشيخ صديق أبو ريالات، وأصبح مع مرور الزمن المسئول عن تلك الاحتفالات إلى أن وافته المنية.
يذكر أن مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر، من أقدم مدن المحافظة وشاهده على جميع الحضارات بداية من الفرعونية حتى الإسلامية وغيرها، تضم تلك المدينة عدد كبير من الأضرحة والمقامات لأولياء الله الصالحين، كان مرقدهم فى تلك المدينة لكونها كانت الطريق إلى حج بيت الله الحرام قديما.
كما تعد مدينة القصير من أكثر المدن التى تضم أضرحة ومقامات أولياء الله الصالحين، ومعظمهم من بلاد أخرى غير مصر فمنهم من جاء ضمن البحارة وأصحاب التجارة والمتجهين لأداء فريضة الحج حيث يوجد نحو 20 ضريحا ومقاما وبعض من هذه الأضرحة تضم رفات لهم وبعضها الآخر تذكاري.
وسجلت تلك الأضرحة فى خريطة مفصلة على يد الألمانى «كارل بنيامين كلوسنجر» وكان طبيبًا بالحجر الصحى فى عهد الخديو إسماعيل عام 1875 حيث سجل فيها عدد من الأضرحة منها ضريحا الشيخين عبدالقادر الجيلانى وأبوالحسن الشاذلي، والشيخ عبدالغفار اليمنى وساحته تضم عدة قبور والذى ينظم نقبائهم عملية الاحتفالات بالجمال فى عيد الفطر.
كذلك يوجد ضريح الشيخ عبدالله الهندى والشيخ أحمد السيسى والشيخ سليم والشيخ الفاسى فى حارة فوق والشيخ أبوريالات فى مواجهة شارع أحمد عرابى والشيخ فراج بجوار مخبز سعد جيلانى وضريح الشيخ التكرورى وهو من بلاد التكرور من تمبكتو فى مالى غرب أفريقيا.
و ضريح الشيخ سلمان خلف الشيخ عبدالغفار والشيخ الزيلعى بن أحمد من بربرة فى الصومال والشيخ الطرمبى وكان شمال قسم الشرطة القديم، وضريح عبدالغفار اليمانى وهو يمنى الأصل حيث جاء ووافته المنية ودفن بها وبنى له ضريح، كما دفن بجواره أحد محافظى القصير حين ذاك حسن أغا وهو تركى الجنسية، والشيخ عبدالله الهندى وهو من الهند وضريح الشيخ الزيلعى من مدينة زيلع بالصومال.
والشيخ الفاسى نسبة إلى مدينة فاس فى مراكش، والشيخ التكرورى من تكرور بمالى والشيخ سليم وأحمد السيسى وجاد الله وسليمان والطربمبى وأبوريالات وأبوفراج وغيرهم.
وتلك الأضرحة مازالت لها طقوس دينية لا تتكرر فى أى مدينة حيث يقوم أبناء المدينة باحياء المناسبات الدينية وذلك منذ العصر الإسلامى طريقتهم الخاصة التى مازالوا يحيونها فى المناسبات الدينية الكبرى مثل مجيء شهر رمضان وعيدى الأضحى والفطر والنصف من شعبان والمولد النبوى الشريف بتنظيم احتفالية باستخدام المحامل أو ما يسمونها الهوادج حيث يصمم هودج لكل شيخ أو ولى من هؤلاء ويوضع على سنم الجمل وتخرج تلك الهوادج مجتمعة من أمام كل ضريح، لتطوف بالمدينة، بمشاركة الأطفال والسيدات وأبناء مدينة القصير وتستمر الاحتفالات حتى منتصف الليل.
احتفالات أهالي القصير بعيد الفطر المبارك
المسيرة تطوف شوارع وحارات القصير القديمة
بالزمار البلدى والجمال يحتفل أهالي القصير
جانب من احتفالات الأهالي بالعيد فى القصير
مسيرة الهوادج بالقصير
مسيرة للجمال تتقدمها فرقة المزمار البلدى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة