لا يمكن لعاقل أيا كان موقعه سواء داخل مصر أو خارجها، ألا ينصف دولة 30 يونيو و ما حدث فيها من بنية تحتية وتأسيس عام وشامل لكافة المسارات التي تحركت فيها الدولة، ولو أن الحكم لأي طرف جاء متجردا من العاطفة و الخلفيات و الخلافات، لأصبحت عبارات الوصف لدولة 30 يونيو و ماتم فيها تعد عبارات ترقى لمستوى الشعر والشعراء، فتلك دولة حقيقية وضع أسسها الرئيس عبد الفتاح السيسى، منذ قيام ثورة 30 يونيو 2013، وبالأرقام و الشواهد و الدراسات العلمية والعالمية، لأن ما حققته دولة 30 يونيو و ما قام به الرئيس عبد الفتاح السيسى، يوازى ماحدث في مصر عبر عدة قرون، وفى مشروعات بعينها، يمكن للمبصر و من يمتلك نور البصيرة، و المتجرد من الخلافات أن يقف على عدد منها، بل وفى مجالات متنوعة ومختلفة، حتى أن السؤال الذى سيلازم كل منصف وكل عاقل هو :" كيف قامت هذه الدولة رغم كل التحديات بكل ذلك".
دولة 30 يونيو دولة حقيقية، لأنها دولة واجهت تحديات واضحة و بشكل مباشر يتمثل أبرزها في جماعة الإخوان الإرهابية ومن يقف ورائهم، و ما يفعلونه في الخارج بكل الوسائل لتشتيت جهود الجمهورية الجديدة، كما أن تلك الدولة ورثت بكل الأرقام الواضحة ملفات مثل الزيادة السكانية وتردى الأوضاع عموما في كافة المجالات، يضاف إليها الحجم المهول من الفساد في كافة القطاعات، ثم أن تلك الدولة لديها تحديات ناشئة مثل الإرهاب الناشئ عن سقوط الإخوان، كما أن لديها تحديات تمثلت في تغير الوضع الإقليمي الداعم لمصر، بالإضافة لتوابع الأزمات العالمية مثل وباء كورونا، و الأزمة الروسية الأوكرانية، وملف سد النهضة، و كذلك تداخلات الآراء الإقليمية في بعض القضايا الرئيسية، خاصة أنه قبل 2010 كان الجميع في المحيط يترك الرأي لغيره من أطراف خارجية، أو حتى كان بعضهم يعطى رأيه في ظل التقوقع الناشئ عن تراجع كل شيء قبل 2010، لذلك جاءت دولة 30 يونيو باحثة عن الاستقلالية و صناعة القرار و الرجوع مرة أخرى لواقعها الإفريقى والعربى و الإسلامي، و تداخلها في الشرق الأوسط، وكذلك في بعض القضايا المتروكة منذ عقود، وكل تلك الاتجاهات مثلت تحديا آخر في سبيل تحقيق أحلام الدولة وقائدها المخلص.
في اعتقادي الشخصي أن عزم الرئيس عبد الفتاح السيسى، والمعتمد على قراءة مبكرة للتاريخ المصري الحديث، يضاف إلى ذلك نظافة الذمة واليد، هي الأسس الحقيقية التي حافظت على دولة 30 يونيو، وصنعت الدولة الحقيقية التي نؤسس فيها حتى الآن، وهى الدولة التي صارت فيها معالم للوزارات والمؤسسات والأجهزة، و تلك المعالم واقعية بامتياز وتعتمد على العمل ثم العمل ثم العمل، فيما انتهى عصر التقفيل على الورق، حتى أن المفاجئة لإنشاء مشروع في أي مكان، صارت شيئا عاديا، فكلما سرت في طريق رأيت مشروعا جديدا، حتى صار ذلك هو العادى، بل أن المناطق التي لم يصلها المشروع، ظهرت عبارة أثيرة وفى غاية الدقة والتعبير ويقولها الجميع :" ياريت الرئيس السيسى يعدى من هنا"، لأن القناعة الحقيقية لدى جمهور المصريين بأن الرئيس السيسى يرفض كل وضع خاطئ ويقوم بتغييره، ولو أن الظروف سمحت له بتدفق للأموال بشكل يناسب الطموحات، لكان وضع الناس ومصر حاليا، في مصاف الدول العظمى، لأن كل أركان المعادلة موجود في تلك المرحلة، باستثناء الميزانية التي تكفى عزمنا وحلمنا وإرادتنا وإخلاصنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة