نزل القرآن الكريم على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أكثر من 1400 عام، هدى للناس وبيان من الفرقان، فكان لسماعه فعل السحر، من عذوبة الكلمات ومعانيها التى أسرت قلوب المؤمنين، فكل آية من آيات الذكر الحكيم تحمل تعبيرات جمالية وصورا بلاغية رائعة.
والقرآن حافل بالعديد من الآيات نزلت بلغة جميلة قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفنى، بالإضافة لزيادة فى المعنى، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، (البقرة 185).
وبحسب كتاب "التحرير والتنوير" لابن عاشور، ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون عطف على جملة يريد الله بكم اليسر إلخ؛ إذ هى فى موقع العلة كما علمت، فإن مجموع هذه الجمل الأربع تعليل لما قبلها من قوله: فمن شهد منكم الشهر إلى قوله: فعدة من أيام أخر، واللام فى قوله: (ولتكبروا) تسمى شبه الزائدة، وهى اللام التى يكثر وقوعها بعد فعل الإرادة وفعل الأمر، أي: مادة أمر، اللذين مفعولهما أن المصدرية مع فعلها، فحق ذلك [ص: 176] المفعول أن يتعدى إليه فعل الإرادة وفعل مادة الأمر بنفسه دون حرف الجر، ولكن كثر فى الكلام تعديته باللام نحو قوله تعالى: يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم قال فى الكشاف: أصله يريدون أن يطفئوا، ومنه قوله تعالى: وأمرت لأن أكون أول المسلمين والفعل الذى بعد اللام منصوب بأن ظاهرة أو مقدرة.
والمعنى: يريد الله أن تكملوا العدة، وأن تكبروا الله، وإكمال العدة يحصل بقضاء الأيام التى أفطرها من وجب عليه الصوم ليأتى بعدة أيام شهر رمضان كاملة، فإن فى تلك العدة حكمة تجب المحافظة عليها، فبالقضاء حصلت حكمة التشريع وبرخصة الإفطار لصاحب العذر حصلت رحمة التخفيف.
وقرأ الجمهور: (ولتكملوا) بسكون الكاف وتخفيف الميم مضارع أكمل، وقرأه أبو بكر، عن عاصم ويعقوب بفتح الكاف وتشديد الميم مضارع كمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة