شريف عارف

"دراما وطنية" أم "وطن الدراما"

الخميس، 07 أبريل 2022 11:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أقدر تماماً كل تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، التي صاحبت عرض مسلسل "الاختيار3"، الذي كشف عن جزء – ولو بسيط- من إجرام جماعة الإخوان الفاشية وتآمرها على هذا الوطن، لكني أتوقف أمام وصف جرى تداوله من قبل البعض بشيء من الحماس، دون النظر إلى مضمونه،  وهو "الدراما الوطنية".

هذا الحماس الشعبي من قبل المشاهدين، هو أمر طبيعي في مواجهة جماعة آثمة، سخرت كل إمكانات تنظيمها الدولي المشبوه، لإنتاج مواد إعلامية بينها أعمال درامية، مضادة للدولة المصرية على مدى قرابة عشر سنوات مضت.

وسط هذا الحماس يمكن أن تصدر ألفاظ أو تخرج مسميات، بعيدة نوعاً ما عن المنطقية، ومن بينها مصطلح "الدراما الوطنية"، الذي اراه غير منطقي وغير موضوعي لأنه لا يجوز أن نصنف الدراما إيدولوجياً بأن نقول أن هناك دراما وطنية وأخرى غير وطنية.

مصر بلد كبير وعظيم،  أو كما قال عظيم الأدب العربي نجيب محفوظ: " مصر جاءت ثم جاء التاريخ"  هذا يعني اننا أمام وطن مليء بالدراما ودولة محورية في إقليمها والعالم أيضاً. ففي  كل حدث مرت به مصر عبر التاريخ، نجد به مادة درامية، صالحة لأن تقدم في عمل متكامل وخاصة ثورات الشعب المصري ضد الظلم والطغيان.

خيانات الاخوان لم تكن وليدة اليوم.  خيانات تمتد لقرابة قرن من الزمان، عندما أسس حسن البنا جماعته المشبوهة في شكل " خلية سرية" بالاسماعيلية في عام 1928. وظلت الجماعة جزءاً من دراما الوطن، حتى في عمالتها وتآمرها على مصر.

 شخصية "الإخواني" كانت واضحة في الأدب المصري، الذي تناول الحركة الوطنية المصرية، ويتضح ذلك في كثير من الروايات، التي تم تحويلها الى أفلام سينمائية وخاصة روايات أديب مصر العالمي نجيب محفوظ. ولكن بعض هذه الأعمال، كانت تواجه صعوبات عند تحويلها إلى دراما،  فغالباً ما كان يقف الظرف السياسي حائلاً دون ذكر جرائم الإخوان صراحة في تلك الأعمال الدرامية.

في عام 1966 وبعد عام واحد من سقوط تنظيم الإخوان، المتهم بمحاوله قلب نظام الحكم، والتي عرفت بقضية "تنظيم 65" التي تزعمها الارهابي سيد قطب، كان مخرج الواقعية المصرية صلاح ابوسيف يعد لواحد من روائع السينما المصرية وهو فيلم "القاهره 30"، وعقد خلال هذه الفترة لقاءات مكثفة اثناء تجهيز السيناريو والحوار، الذي كتبه الكاتب الكبير لطفي الخولي وعاونه على الزرقاني.

في الرواية الأصلية "القاهرة الجديدة" لنجيب محفوظ، كانت هناك شخصيات رئيسية، من بينها شخصية "مأمون"، وهو الشاب المنتمي إلى جماعة الإخوان، وهو إتجاه كان من بين الإتجاهات الموجودة على الساحة المصرية في ذلك التوقيت. ولكن حينما تم تحويل الرواية إلى عمل درامي في فيلم "القاهرة 30"حذف صلاح أبو سيف شخصية "مأمون" بالكامل، واكتفى بشخصيات محجوب عبد الدايم الشاب الانتهازي، وعلي طه الذي يمثل التيار الاشتراكي واحمد بدير الصحفي اللامنتمي لأي شيء.!

حينما سأل الناقد الكبير هاشم النحاس المخرج صلاح ابو سيف عن سر إستبعاد شخصية "مأمون"، قال :" انني حذفت الشخصية حتى لا يساء فهمي واتهامي بالإنتهازيه بالإساءة إلى هذا الاتجاه، في وقت كان فيه أصحاب هذا الاتجاه في السجون، وذلك رغم أنني ضدهم أصلاً، وعندما عرضت رأيي على نجيب محفوظ ووافقني على الفور"!

في محطات كثيرة حال الظرف السياسي، دون ذكر جرائم الاخوان الشيطانية، والأن عندما اتيحت الفرصة لذلك بعد ثورة 30 يونيو المجيدة، لابد وأن نطلق أوصافاً منطقية ومهنية تناسب العمل .

 

للتواصل:

sherifaref2020@gmail.com

 









الموضوعات المتعلقة

" محاكمة صلاح" .. حديث الغوغاء

الخميس، 31 مارس 2022 11:50 ص

على "حافة الهاوية"!

الخميس، 24 مارس 2022 01:10 م

معارك عنيفة فى "واقع افتراضى"

الخميس، 10 مارس 2022 11:58 ص

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة