فى العصر الحالى غالباً ما تأخذ المسارح إجازة خلال شهر رمضان وتوقف المسرحيات عروضها لحين انتهاء شهر الصيام لتستأنف بعده نشاطها الفنى، وهو ما يختلف كثيراً عما كان يحدث قديماً، حيث كان شارع عماد الدين يعج بالفنون ويشهد نشاطاً كبيرا خلال شهر رمضان.
وكانت بوفيهات مسارح شارع عماد الدين تقدم ألواناً من الحلويات التى يشتهر بها الشهر الكريم، واشتهر كل مسرح وفرقة مسرحية بتقديم نوع معين من الحلوى تميز به خلال هذا الشهر.
وكانت الفنانة الكبيرة فاطمة رشدى مشهورة بصوانى الكنافة، حيث كانت تدعو أفراد فرقتها والكتاب والصحفيين لتناول كنافتها الشهية بعد انتهاء حفلات فرقتها.
وذات مرة كان الموسيقار كامل الخلعى ضمن المدعوين لتناول سحور فاطمة رشدى، ولكنه وصل متأخراً وانتظر نصيبه من الكنافة ولكن طال انتظاره، وعندما سأل الفنانة الكبيرة عن الكنافة اعتذرت بان المدعوين تناولوا كل الصوانى التى صنعتها، ولم يتبق له شيئاً، وهو ما أغضب الخلعى، وقرر أن يدبر مقلباً لضرب سمعة كنافة فاطمة رشدى.
وفى اليوم التالى كان الخلعى يسير فى شارع عماد الدين بعد الإفطار ومعه خادمه يحمل صوانى من الكنافة ويوزعها على المارة قائلاً: " دوقوا كنافة فاطمة رشدى"، وكان قد أضاف إلى الكنافة كميات من الشطة والفلفل، فكان كل من يأخذ منها قطعة يغضب من فاطمة رشدى وكنافتها، وسرى الخبر بين كل معارف فاطمة رشدى والوسط الفنى الذين تندروا على طريقة انتقام الخلعى والتى شوهت سمعة كنافة فاطمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة