نساء العالمين.. "زليخة" امرأة العزيز وحكايتها فى القرآن الكريم

الثلاثاء، 05 أبريل 2022 08:00 ص
نساء العالمين.. "زليخة" امرأة العزيز وحكايتها فى القرآن الكريم زليخة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عرف البشر منذ بداية التاريخ الدينى العديد من سير النساء المباركات، الذى كرمهم الله بذكرهم فى القرآن الكريم ومن قبله الكتب المقدس بعهديه القديم والجديد، وواحدة من سير النساء الذى اختلف عليها الكثيرون كانت راعيل بنت رماييل، أو امرأة العزيز، كما ذكرت فى آيات الذكر الحكيم بسورة يوسف.
 
اسمها راعيل بنت رماييل وزُليخا هو لقبها، وهى زوجة عزيز مصر عند قدوم النبى يوسف إلى مصر، وقد قيل إنها جميلة جميلات عصرها، حيث اشتهرت بجمالها وكبريائها.
 
جاء في "معجم أعلام النساء في القرآن الكريم" لمؤلفه عماد الهلالي: «هي (زليخة) بنت ملك المغرب هيموس، وأمها أخت الملك الريان بن الوليد صاحب مصر.. زوجة (قطفير) وزير ملك مصر، وكان يلقب بالعزيز، وهي امرأة العزيز. كانت آية في الحسن والجمال، وكان زوجها عنينا لا يستطيع التقرب إلى النساء. وقيل اسمها (زلخة) وقيل (راعيل)، وقيل (فكة) بنت ملك المغرب هيموس، وقيل (رعاييل) وقيل: (بوش) وقيل راعيل بنت رعائيل».
 
نساء العالمين
 
بدأت قصة زليخة مع نبى الله يوسف، بعدما قام زوجها  بشراء لـ"يوسف" عليه السلام، ورأته شابا وسيما وفتنت به، وحاولت زليخة بالإغراء والتهديد أن تنال رغبتها من يوسف: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ..) يوسف 23، وانتهت إلى إغلاق الأبواب لتصارحه بأنها استعدت لقائه، وكان سلاحه عليه السلام التمسك بالعفة والأمانة في المعركة القائمة بين إيمانه وعقله ضد شهوتها ورغبتها.
 
إلا أن الزوج كان يعتبر سيداً لامرأته، حين ضبط العزيز زوجته وهي تقوم بإغراء يوسف فإنها لم ترتبك، بل سارعت بالاتهام ثم سارعت بالحكم، ولأنها تحب يوسف وتريده حياً فإنها لم تطلب قتله وإنما طلبت له السجن أو العذاب لتنتقم لكرامتها.
 
تسربت أنباء الحادثة وأصبحت حكاية تتناقلها النساء في مجالس النميمة عن امرأة العزيز: (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) يوسف 30.
 
ولأن زليخة تعرف حقيقة أخلاقهن، فقامت بدعوة النساء إلى وليمة تفتنهن فيها بجمال يوسف: (..فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) يوسف 31، إلا أم زليخة عادت واعترفت بعد ذلك، حيث أدلت بعد ذلك بالحقيقة، وأنها هى التي حاولت إغراءه، وتعترف بذلك لأنها ترجو مغفرة ورحمة الله تعالى: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) يوسف 53، فالتحول في حالها سببه الإيمان بالله تعالى.
 
ورغم أنها راودت يوسف عن نفسها، لكنها تعد أحد النساء المؤمنات بالله فى التاريخ الدينى، حيث كرمها الله تعالى، كما أن القرآن نسب إليها أنها راودت يوسف عن نفسه، لكنه لم يتهمها بالوقوع في الزنى.
 
ذهب كثير من المفسرين والمؤرخين إلى أن نبي الله يوسف بن يعقوب، عليهما السلام، تزوج من السيدة "زليخة" التي كانت زوجة لعزيز مصر "إطفير" بعد وفاته وتمكين الله تعالى ليوسف (عليه السلام). من هؤلاء المفسرين والمؤرخين ابن كثير، والبيهقي، وابن رشد، والثعلبي، والطبري، والسيوطي، وغيرهم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة