بهجة وإرث ورزق.. حكاية ملكة الكنافة البلدى بالدقهلية.. "السيدة" احترفت المهنة على فرن بلدى عمره 100 عام.. أكملت مسيرة عمل "حماتها" مع ابنها وشقيقتها.. وتؤكد: الكنافة البلدى صنعتنا اللى بنسعد ونفتخر بيها.. صور

الثلاثاء، 05 أبريل 2022 01:00 م
بهجة وإرث ورزق.. حكاية ملكة الكنافة البلدى بالدقهلية.. "السيدة" احترفت المهنة على فرن بلدى عمره 100 عام.. أكملت مسيرة عمل "حماتها" مع ابنها وشقيقتها.. وتؤكد: الكنافة البلدى صنعتنا اللى بنسعد ونفتخر بيها.. صور السيدة ملكة الكنافة البلدى بالدقهلية
الدقهلية – مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ أكثر من ثلاثين عاما، اعتادت سيدة الكنافة أن تقف مع ابنها فى شادر صغير تفوح منه رائحة الخير والبركات بجوار منزلهما بمدينة طلخا بمحافطة الدقهلية، لصناعة القطايف والكنافة البلدي؛ احتفاءا بقدوم شهر رمضان الكريم، المهنة التى احترفتها وتعلمتها السيدة محمد، صاحبة الـ50 عاما من حماتها وزوجها، واهتدت لمواصلة العمل بها لتحافظ على إرث وتاريخ أسرتها فى صناعة بهجة الشهر الكريم، معتمدة على أناملها الساحرة التى تغزل ببراعة وإتقان الكنافة يدويا على فرن بلدى يتخطى عمره الـ100 عام.

ومع بزوغ نهار أول يوم من الشهر الكريم، أضيأت الشوارع بالروحانيات الجميلة، وتعالت أصوات الأطفال وهم يمرحون وتظللهم الزينة والفوانيس المبهجة، وازدحمت الشوارع بالأهالى وهم يتسابقون على شراء الحلويات الرمضانية، التى لا تكتمل فرحة وبهجة رمضان إلا بشرائها من أقدم صناعها الذين أضفوا البهجة والألفة والبساطة على نفوس أحبائهم وأهاليهم بصناعة الكنافة البلدى برائحتها الذكية ومذاقها الشهي.

"شغالين بالوراثة والناس عرفتنا بالكنافة البلدي".. بهذه الكلمات بدأت السيدة محمد، حديثها لـ"اليوم السابع"، فقالت إنها امتهنت صناعة الكنافة البلدى والقطايف منذ أكثر من ثلاثين عاما، حيث اهتدت لمساعدة زوجها وحماتها فى إعداد القطايف والكنافة عند افتتاحهم للمشروع فى مدينة طلخا، مشيرة إلى أنها أصرت على الوقوف بجانب زوجها حتى تعلمت أسرار المهنة واحترفت المجال وعلمته لابنها "محمد"، الذى استكملت معه صناعة الكنافة البلدى فى شهر رمضان والأعياد بعد وفاة حماتها ومرض زوجها.

وتابعت أنها نجحت فى تعلم أصول صناعة القطايف والكنافة البلدى فى فترة وجيزة جدا بمساعدة إحدى أقاربها، التى عكفت على تعليمها ومساعدتها فى فهم طبيعة المجال، حتى استطاعت احتراف وإتقان المهنة ونجحت مع ابنها وأختها فى الحفاظ على اسم وتاريخ الأسرة فى صناعة القطايف والكنافة البلدي، مشيرة إلى أنها ظلت لسنوات طويلة تعمل فى الشادر بجانب حماتها وزوجها وشقيقته، وبعد وفاة حماتها حافظت على المهنة وواصلت المسيرة مع ابنها وأختها وزوجها وأبنائهم، حتى ذاع صيتهم وأصبحوا من أشهر صناع الكنافة البلدى فى محافظة الدقهلية.

وأوضحت أن حفاظهم على صناعة الكنافة البلدى، مرتبط بتعلقهم وحبهم الشديد للمهنة التى يعملون بها فى المواسم والأعياد فقط ليضفوا البهجة والروحانيات الجميلة على نفوس الأهالى والأطفال، مشيرة إلى أنهم لا يشعرون ببهجة رمضان إلا بوضع الخيمة الرمضانية وتجهيز الأفران وعجينة القطايف والكنافة وصناعتهما بالوقوف لساعات طويلة منذ ساعات الصباح الباكر ممسكين بـ"الكوز" الذى ينسدل من فتحاته خيوط الكنافة، وسرعان ما تتم صناعتها وتنتشر رائحتها فى الحى بمجرد أن تلمس صينية الصاج الساخنة، فضلا عن رؤية سعادة الأطفال التى ترتسم على وجوههم وهم يلهون حولهم أثناء إعداد الحلويات الرمضانية.

وتابعت أن فرحة رمضان لا تكتمل إلا بشراء القطايف والكنافة البلدى التى تعدهما مع أختها وابنها يدويا بخلط كميات كبيرة من الدقيق والمياه سويا باستخدام العجانة منذ المساء لاستخدامها على مدار اليوم التالى لتلبية احتياجات زبائنهم، معتمدين على الفرن البلدى الصاج، مشيرة إلى أن الكنافة البلدى المصنوعة يدويا لها مذاق خاص يعشقه زبائنها الذين ينتظرونها عام تلو الآخر؛ لكثافة قوامها ومذاقها الشهي، والكنافة الآلى لها زبائنها أيضا الذين يفضلونها ويميلون إلى شرائها لسهولة صناعتها وقوامها الخفيف، مؤكدة على أن الكنافة البلدى هى أصل الكنافة، التى مهما طرأ على صناعتها من تطورات وتغيرات تظل الأفضل على الإطلاق، قائلة: "هتفضل صناعة الكنافة البلدى صنعتنا اللى بنسعد ونفتخر بيها.. والبلدى يوكل".

وقالت إنها توفر للزبائن بجانب الكنافة البلدي، الكنافة الجاهزة المصنوعة آليا؛ لتلبى جميع الأذواق، مضيفة أن الإقبال يكون كثيفا على شراء الكنافة والقطايف خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، نظرا لاشتياق الأهالى لهما وقيامهم بتخزين كميات كبيرة لإعدادها وتحضيرها خلال الأعياد والمناسبات المختلفة.

"أنا وعيت على الدنيا لقيت جدتى ووالدى ووالدتى بيشتغلوا فى صناعة الكنافة البلدي، فحبيت الصنعة واتعلمتها منهم وبقيت أروح المدرسة وارجع أقف واشتغل معاهم على الفرن الصاج".. بهذه الكلمات بدأ محمد عوض صاحب الـ32 عاما، حديثه، فقال إنه عمل فى مهنة صناعة الكنافة البلدى منذ أن كان فى الصف الأول الإعدادي، حيث عكف على مراقبة جدته ووالديه وهم يحضرون عجينة القطايف والكنافة البلدى ويصنعونها لساعات طويلة على الفرن الصاج، حتى تعلم منهم أصول الصنعة وأتقنها واكتسب الخبرة والمهارة والسرعة فى إعداد الكنافة البلدي.

وتابع أن حبه وعشقه لمهنة والديه دفعه لمواصلة عمله معهم فى إعداد الكنافة فى شهر رمضان والأعياد بجانب عمله الأساسى فى أحد مكاتب العقارات، مشيرا إلى أنه يحصل على إجازة من عملة فترة الأعياد والمناسبات ليستغل كامل وقته وجهده فى صناعة القطايف والكنافة بجانب والدته وخالته بعد مرض والده وابتعاده عن الصناعة، قائلا: "العيلة كلها بتتعاون وتقف مع بعضها فى شهر رمضان عشان يصنعوا الكنافة بحب وألفة، وبنقسم الشغل ما بينا عشان نفضل محافظين على نجاحنا واسمنا فى صناعة الكنافة البلدى اللى بدأت تختفى بعد اعتماد أصحاب المحلات وصناع الكنافة على الآلات الحديثة.. الصنعة بالنسبلنا مش مجرد مصدر رزق.. دى حاجة بنحبها وبنبدع فيها".

وأشار إلى أن الكنافة البلدى أغلى بكثير من الكنافة الجاهزة المصنوعة آليا؛ كونها تستنفذ الكثير من الوقت والجهد والمال حيث يبلغ سعر الكيلو منها 24 جنيها، فضلا عن جودتها ومذاقها الشهى وكثافة قوامها وتواجدها فى المواسم فقط، بعكس الكنافة المصنوعة آليا والتى تصنع طوال أيام العام وتوفر عليهم الوقت والجهد والمال، وتفتقد للمذاق والقوام السميك نتيجة امتصاصها لكمية كبيرة من المياه وفقدانها للدقيق، ويبلغ سعرها 20 جنيها، قائلا: "الكنافة الجاهزة خفيفة ومتحسيش بطعمها".

 

السيدة محمد تمتهن صناعة القطايف والكنافة البلدي في الدقهلية
السيدة محمد تمتهن صناعة القطايف والكنافة البلدي في الدقهلية

 

السيدة محمد تمتهن صناعة الكنافة البلدي مع ابنها منذ 30 عاما
السيدة محمد تمتهن صناعة الكنافة البلدي مع ابنها منذ 30 عاما

 

السيدة محمد وابنها محمد من أقدم صناع الكنافة البلدي في الدقهلية
السيدة محمد وابنها محمد من أقدم صناع الكنافة البلدي في الدقهلية

 

صانعة القطايف والكنافة البلدي السيدة محمد
صانعة القطايف والكنافة البلدي السيدة محمد

 

صناع الكنافة البلدي في الدقهلية
صناع الكنافة البلدي في الدقهلية

 

صناعة القطايف
صناعة القطايف

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة