بعد مرور ستة أسابيع من الحرب الروسية على أوكرانيا، أصبح السؤال الذى يشغل الجميع حول العالم هو: كيف يمكن أن تنتهى تلك الحرب التى أثرت بطريقة أو بأخرى على سكان الأرض؟.
مجلة بولتيكو الأمريكية رصدت فى نسختها الأوروبية السيناريوهات المحتملة للكيفية التى يمكن أن تنتهى بها تلك الحرب، وقالت إن إعلان موسكو فى الأسبوع الماضى تغيير تركيزها من كييف إلى دونباس بدا وكأنه إشارة على أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مستعد لانتصار أكثر تواضعا، لكن سرعان من تراجع التكهن بعد أن واصلت قواته القصف حول العاصمة الأوكرانية.
ومع إجماع دول الناتو على رفض التدخل نيابة عن أوكرانيا، يرى المسئولون الغربيون بشكل متزايد ثلاثة سيناريوهات للكيفية التى يمكن أن ينتهى بها هذا الصراع، وتقول بولتيكو إنه أيا كان هذا السيناريو، سواء الإطاحة ببوتين، أو التوصل إلى تسوية تفاوضية أو جمود مستمر، فإنه لن يكون هناك عودة إلى للنظام القديم فى فترة ما بعد الحرب.
السيناريو الأول الذى تحدثت عنه المجلة هو احتمالية الإطاحة ببوتين، وتحدثت عن تصريح الرئيس الأمريكى جو بايدن الأسبوع الماضى الذى قال فيه "من أجل الرب، لا يمكن أن يبقى هذا الرجل فى السلطة"، وبدأ لأن كلمات بايدن تعكس ما يفكر فيه العديد من قادة الغرب. فهم لا يفهمون تفكير بوتين وسئموا من تلويحه بالنووى، ولا يثقون فى كلمة يقولها.
ولم يكن هناك كثير يستطيع الغرب أن يقوم به لردع بوتين عن خوض الحرب بالأساس أو إقناعه بإنهائها. وبدلا من ذلك، تحلم واشنطن ولندن بعالم ما بعد بوتين وكيف سيكون.
ووفقا لهذا السيناريو، فإن المقاومة الأوكرانية، مدعومة بمساعدات غربية كافية لتجنب التصعيدـ تواصل إبقاء بوتين فى صراع طويل الأمد، فيضطر بوتين للتضحية بمزيد من الجنود الذين سيعودون فى أكياس الموتى بشكل لا تستطيع دعاية روسيا تبيضه، ما يدفع الأمهات إلى النزول إلى الشوارع مثلما حدث أثناء احتلال روسيا لأفغانستان. وفى نفس الوقت، فإن العقوبات القاسية ستدفع الطبقة الوسطى الروسية التى اعتادت على العلامات التجارية الغربية مثل أيكيا وماكدونالدز إلى إعلان الغضب من الحرب. وسيقرر جنرالات روسيا واستخباراتها التخلص من بوتين بالقوة، ويتزامن هذا الانقلاب مع احتجاجات جماعية من جيل جديد من الروس مريد للغرب.
لكن المجلة تقول إن أخر مرة تمت فيها الإطاحة بزعيم روسى من قبل شعبه كانت فى عام 1917، وفى ظل غياب المعارضة المنظمة حاليا، لا يوجد ضمان بأن خليفة بوتين سيكون لديه عقلية مختلفة.
السيناريو الثانى هو التوصل إلى اتفاق، وهو الخيار الذى روج له الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون. وتقول بوتيكو إن الدول الأوروبية الغربية لديها دوافع كبيرة للعودة إلى الوضع الاقتصادى الطبيعى. ففى ظل تقارير عن تلاشى تأثير العقوبات، واحتمال تشديدها، فإن هذا لن يضر روسيا وحدها. بل سيكون ارتفاع الأسعار أكبر تهديد لإعادة انتخاب ماكرون على سبيل المثال، بينما حذر المستشار الألمانى أولاف شولتس من أن مقاطعة الغاز والنفط الروسى يمكن أن يسبب ركودا. كما سبق أن أبدى الرئيس الأوكرانى انفتاحا إزاء التوصل إلى اتفاق.
لكن العائق أمام هذا الخيار هو أن بوتين، وكما تقول بولتيكو كسر كل وعوده الشهر الماضى، وحتى لو التزم بكلمته، فإن أى مكاسب تحققت بالعنف غير المبكرر يمكن أن تقوض النظام الوطنى المبنى على القواعد.
السيناريو الثالث: لا نهاية للحرب
تقدر وزارة الدفاع الأمريكية أن الصراع يمكن أن يستمر عقدا، ولا يوجد مؤشر على أن أى طرف مستعد لأى مفاوضات سلام جدية فى أى وقت قريب. ويبدو استمرار الصراع العسكرى أشبه بوجود سوريا فى شرق أوروبا، وفى ظل غياب الأمل بالسيطرة على أوكرانيا، قد يختار الروس إحداق الدمار وجعل تكلفة إعادة بناء أوكرانيا أكبر ، ولن تحقق روسيا أبدا الانتصار، لكن أوكرانيا ستخسر شعبها واقتصادها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة