"حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر".. من المقولات المشهورة التى ظلت معلقة فى عقولنا، والتى وضحت مدى العدل والخير الذى كان فيه عهد سيدنا عمر بن الخطاب، الذى كان لا يخاف فى الله لومة لائم و لا ينطق إلا بالحق، فقد رجلا وقائدا عظيما وصحابيا جليلا من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم وأقربهم إليه.
نستكمل حديثنا عن أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب فى حلقة جديدة من حلقات برنامج "حكايات بيت النبوة" الذى يقدمه الزميل محمد السيد، و التى نتناول فيها قصة المرأة التى وقفت فى وجهه وأجبرته على تغيير حكمه له بشأن مهور النساء.
فى البداية، يعد سيدنا عمر بن الخطاب أول من نودى بلقب أمير المؤمنين، وهو الخليفة الثانى للمسلمين بعد سيدنا أبو بكر الصديق، لقب بالفاروق لتفريقه بين الحق والباطل و أن الذى سماه بذلك النبى صلى الله عليه وسلم، ذكر ابن سعد أن عائشة رضى الله عنها سئلت من سمى عمر الفاروق؟ فقالت النبي، صلى الله عليه وسلم.
تولى سيدنا عمر بن الخطاب الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبى بكر الصديق فى 23 أغسطس سنة 634م، الموافق للثانى والعشرين من جمادى الآخرة سنة 13 هـ، وكان الفاروق قاضيا خبيرا واشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وهو مؤسس التقويم الهجري، وفى عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا، وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان.
وتعود قصة المرأة التى وقفت فى وجهه وأجبرته على تغيير حكمه له بشأن مهور النساء، أنه ذات يوم، خطب عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى الناس ونصحهم ألا يغالوا فى مهور النساء، وبيّن لهم أن المغالاة فى المهور لو كانت مكرمة فى الدنيا أو الآخرة لفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه صلى الله عليه وسلم ما أعطى أحدا من نسائه ولا أخذ لبناته إلا شيئا قليلا، فقامت إليه إحدى النساء وقالت فى شجاعة: يا عمر يعطينا الله وتحرمنا، أليس الله سبحانه يقول: «وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا"، فأدرك عمر صواب قول المرأة وحسن استشهادها بالآية الكريمة، فرجع عن رأيه، وقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر، وفى رواية: فأطرق عمر ثم قال: كل الناس أفقه منك يا عمر، وفى أخرى: امرأة أصابت ورجل أخطأ والله المستعان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة