رافقت وفدا برلمانيا من لجنة النقل بمجلس النواب برئاسة النائب علاء عابد، في رحلة لمدة 4 أيام، ذهابا وإيابا إلى الأقصر وقنا والبحر الأحمر، وكنت ضمن الوفد الصحفي المرافق للجنة البرلمانية برفقة الزميلة الدؤوبة ماجدة بدوي، وهي المرة الأولي لي التي أتشرف فيها بزيارة محافظة الأقصر، وقد اندهشت من تلك البقعة الأثرية، الغنية بالسحر والجمال، والفتنة والنضارة والتي كل متر فيها يحمل بهاء وإبهاء.
وفور خروجنا من مطار الأقصر الدولي وهو المطار الأساسي الذي يخدم مدينة الأقصر، وبمجرد أن وطأت قدماي تلك الأرض العظيمة، أدهشني كل شيء فيها، نعم كل شيء، من نظافة الشوارع وبساطة البيوت ونسقها الواحد، وتلقائية الناس، فضلا عن امتزاج التماثيل الفرعونية الشامخة مع نهر النيل والخضراء والصحراء والجبال، وهي مشاهد لو تعلمون عظيمة.
بعد خروجك من المطار، تنبهر عيونك بطريق الكباش الذى أبهرت به مصر العالم كله، ثم معبد الكرنك، وغيرهما من المعابد والمتاحف والآثار والمشاهد التي تسر الناظرين، الأمر الذى يدفعك ويجعلك تسأل نفسك، لماذا دائما ننبهر بالخارج ولا ننبهر بما تمتلكه مصر من مقومات أثرية وطبيعية، لماذا دائما نتحدث عن عظمة أوروبا ونخسف ببلادنا الأرض، لماذا نروج لما يمتلكه الخارج ليلا ونهارا ولا نعطي بلادنا قدرها وحقها.
ورغم ما عانيته في الرحلة مع الوفد البرلماني برئاسة علاء عابد ورفاقه النواب، الذى كان يتجول بالمحافظة سالفة الذكر قرابة الـ14 ساعة بالأتوبيس ليقف على حالة المزلقانات والموانئ، من 4 فجرا حتي التاسعة مساء أو ما يزيد، إلا أن مشاهد محافظة الأقصر ابهرتني وأحزنتني لأنني لم أزرها من قبل.
ما رأيته بعيوني في الأقصر وغيرها خلال مرافقة الوفد البرلماني، يدفعني لإثارة تساؤل وأمل أن تكون الإجابة عليه بـ"نعم" أو بـ"الموافقة" هل يمكن أن يتم إدراج رحلة إلى الأقصر والمحافظات المحتوية على آثار للتلاميذ في الصفوف الابتدائية و الإعدادية وغيرها من المراحل التعليمية، وتكون هذه الرحلة أساسية لا نجاح إلا بها.
أعلم تماما أن المناهج المصرية تحتوي مواد معرفية وتوعوية بأهمية قطاع السياحة والآثار، كما تحتوى علي أخلاقيات السياحة وخاصة بين الأجيال القادمة، بهدف توضيح كيفية التعامل مع السائحين والترحيب بهم كضيوف فى بلدنا، وغرس قيم ثقافة تقبل واحترام الآخر لدى النشء في مرحلة رياض الأطفال ومرحلة التعليم الأساسي، ومراجعة المناهج الدراسية الخاصة بمدارس التعليم الفني والفندقي والسياحي بهدف تحديثها، وأثق أيضا أن هذه المواد تساهم فى تحفيز الطلاب لمعرفة المزيد عن مجال السياحة والآثار والتاريخ المصري الفرعوني القديم وخلق شغف لديهم فيما بعد للتعرف أكثر بهذا القطاع، لكن كل هذا يتطلب أن يزور أبناؤنا المناطق الأثرية سواء في الجيزة أو الأقصر وغيرهما من المحافظات ليشاهدوا بأعينهم ما فعل اجددنا المصريين، وما يجب أن يفعله معهم الأحفاد.
رحلة سنوية إلى المناطق الأثرية يعرف أبناؤنا من خلالها تاريخ بلادنا بطريقة عملية وعلمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة