مشهد واحد عمره أقل من دقيقة كفيل بإثلاج القلوب، وبث الطمأنينة، مشهد صادق، حقيقى، عبر أبطاله عن ما فى قلوبهم، مشهد واحد جعلنا نرى بأم أعيننا الحمل على كتف رجل، والثقل الذى حمله قلبه، دون كلل أو تهاون ليحافظ على وطن يسكن روحه.
التسجيل الذى عرضه مسلسل الاختيار «3» فى الحلقة الثامنة أحيا ذكرى بطل من أبطال وسيظل التاريخ يذكره بأنه حمى مصر لا «من سلمها للإخوان» كما كان يخشى وهو ما عبر عنه صراحة البطل فخامة المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام السابق للقوات المسلحة المصرية، الذى تحمل مسؤولية بلد فى أحلك الظروف، فتصدى وواجه فى عدة جبهات ما بين الإرهابى الذى يريد اختطاف مصر وبين المراهق السياسى فقير الخبرة، وبين الضغط وبين التهديد ومحاولات ضبط النفس وبين الخوف على مصير بلده من الضياع عاش الرجل أياما صعاب.
مسلسل الاختيار ضرورة، والتسجيل الذى عرض فى حلقة الأمس ضرورة الضرورة، فهذه الحقائق المسجلة بالصوت والصورة تجيب على العديد من علامات الاستفهام، وتصحح العديد من المفاهيم، وترسم الأجزاء المفقودة فى الصورة التى عشناها جميعًا أيام يناير ومن تبعها من سنوات فى تخبط وحيرة، سنوات هى الأسوأ على الإطلاق، كانت فيها البلاد على حافة الهاوية، لولا فضل الله على مصر ولولا رجال القوات المسلحة المصرية الذين تحملوا المسؤولية كاملة، تحملوا المراهقة السياسية، وتحملوا التعامل مع هذا التيار الإرهابى وهو على يقين بخطورته «لأن الشعب اختار».
حمل مسلسل الاختيار رسالة مهمة وقوية وواضحة أمس وهى أن قوة مصر فى قوة رجال القوات المسلحة المصرية، وأمنها فى وجودهم، كما جاء التسجيل بمثابة تأكيد وتوثيق للتاريخ بمن صان البلد وحافظ عليها وعلى أهلها، ومن خان وخطط لإحراق مصر، ورأينا فى التسجيل وجهًا لرجل لم نعرفه سوى وطنى قوى، رأيناه قلقًا مهمومًا على وطنه، لتتحول وسائل التواصل الاجتماعى بعدها إلى مظاهرات فى حب المشير محمد حسين طنطاوى، فاحتلت صورته مرتديًا الزى العسكرى المشهد وتصدر اسمه التريند ونال ملايين الدعوات.
رحمة الله على الشهيد البطل المشير محمد حسين طنطاوى وكان الله سندا وعونا لابنه البار فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى استكمل مسيرته وسار على دربه فى محبة الوطن والتضحية لأجله، وحفظ الله مصر وقواتها المسلحة ورجالها فى كل الأجهزة والمؤسسات، وأنعم على شعبها بالأمن وصواب الاختيار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة